الوحدة وحدتنا يا حبايب!

> سعيد عولقي :

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
تمر علينا هذه الأيام المجيدة الذكرى الخامسة عشرة التي نحتفل فيها بعيد اليمن الأكبر.. عيد الوحدة التي تحققت بجهود ونضال جماهير شعبنا اليمني باعتبارها المطلب الأول والأساسي لهذه الجماهير، ليس لمجرد رفع شعارها ولكن لكونها الأمل الحقيقي، الذي طالما راود الجماهير وسعت وعملت من أجله وبذلت الغالي والنفيس لتحقيقه، لكي ينتقل بها من حياة الخمول والركود والتنافر والجمود إلى حياة أفضل. ظل شعبنا ومازال يحلم بأن تكون هذه الوحدة بوابة للرخاء والازدهار مما حدى بهذه الجماهير إلى الوقوف صفاً واحداً والهتاف بصوت واحد: نعم للوحدة ولا للتشطير والتجزئة والتشرذم والتخلف.. ولبت القيادة السياسية في الشطرين المجزأين نداء الجماهير، وهبت لتحقيقها الفوري بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، الذي كرس جل جهده ووهب حياته السياسية من أجل وحدة وخير واستقرار وتقدم اليمن.. ومازال يفعل ذلك بخطى ثابتة رغم كل المعوقات متجاوزاً كل الصعاب.

ولست هنا بصدد المضي في رص كلمات رنانة طنانة على غير عادتي من أجل البلاغة اللفظية والنفاق السياسي.. ولكني أضع نفسي وبالتالي أضع معي كل القراء الكرام أمام حقيقة بديهية لا يمكن إغفالها أو إنكارها أو التغاضي عنها والمرور بها مرور الكرام.. ولعل الكل يدرك أن بروز هذا العيد واحتفالنا به بهذه الفرحة والحماسة من وسط المعاناة التي نواجهها وتصنعها بعض فلول القيادة السياسية ويواجهها مثلنا فخامة الأخ الرئيس تجعل من معاناتنا ومن جهوده لرفعها عملاً هائلاً يفوق طاقة البشر!

إن أي عمل عظيم يحتاج إلى رجال عظماء لصنعه وصيانته والحفاظ عليه.. والوحدة هي بكل المقاييس عمل عظيم صنعه هذا الجيل من أبناء اليمن وتحدوا به كل معوقات الواقع العربي الرازح في حضيض الهزائم والانكسار.. ورفع بالوحدة اسم اليمن عالياً ليكتبه التاريخ بسطور من الذهب.. وإذا كنا دائماً نشكو من التقصير والفساد والأخطاء والسلبيات فذلك لأننا بشر.. والبشر خطاءون - كما يقال - أو أنهم يخطئون كثيراً ويصيبون قليلاً.. والكمال لله وحده عز وجل.. لكن من واجبنا بدلاً من أن نجلس ونندب حظنا أن نضع يدنا في يد القيادة السياسية لإصلاح الوحدة إذا شابها أي تدنيس من أعدائها، فالرئيس علي عبدالله صالح ليس إلهاً أو نبياً ولكنه بشر يصنع ما في وسعه لإعلاء صوت الوحدة وإصلاح شأن اليمن، ومن واجبنا أن نساعده على ذلك ونساعد أنفسنا، لأن وحدة وتقدم وازدهار اليمن ليست حكراً على بني قريضة أو بني القينقاع أو بني أسد.. ولا هي علامة تجارية خالصة مسجلة لأهل ضريط أو عفيق.. إنها وحدتنا جميعاً.. كل أبناء اليمن حيثما كنا أو نكون وكيفما كنا أو نكون طالما وأن هدف وحدتنا هو إعلاء كلمة الحق ورفع شأن صناعها وحماتها الذين دفعوا ويدفعون كل يوم من دمهم وعرقهم ودموعهم ومعاناتهم ثمن كلمة الوحدة لتطاول السماء وترتفع لتجاور النجوم.. فكل شيء يصبح هيناً في سبيل الوحدة التي نريدها دائماً أن تكون طاهرة صافية نقية مقدسة عالية على كل أطماع السماسرة ومداهنة ساسة الكم مليون!

ويا أحبائي.. لقد ارتضينا لأنفسنا ولأبنائنا ولوطننا مصير الوحدة التي بها نرتفع وبدونها نهون، فبالله عليكم من يمكن أن يشهد وهو يحكم عقله وضميره ووجدانه.. من يمكن أن يشهد بأن التشطير أفضل من الوحدة وأقدر منها؟ ومن يمكن أن يشهد بأننا قبل الوحدة كنا أفضل حالاً منّا بعدها برغم كل الشوائب والمعاناة؟ إن لحظة النطق بكلمة الحق قد أزفت من جديد مثلما حدث يوم إعلان الوحدة.. إن كل أبناء اليمن تحولوا إلى صوت واحد راعد واعد واثق وقوي بأن: «نعم للوحدة!» وهي ترفع اليوم نفس الصوت وتغني به.. «الوحدة وحدتنا يا حبايب وحدة كل قريب وبعيد».. وكل عام وأنتم بخير!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى