قال شهود ان نحو 18 شخصا لقوا حتفهم واصيب عشرات خلال مصادمات بين الشرطة السودانية ونازحين من جنوب السودان في مخيم قرب العاصمة الخرطوم امس الاربعاء,وقال ماجاك ماتشار وهو من سكان مخيم سوبا ارادي للنازحين على بعد 30 كيلومترا جنوبي الخرطوم "القوات والجيش والشرطة دخلوا هذا الصباح وفتحوا النار على المدنيين.

"كانوا يريدون نقل الناس الى منطقة أخرى واشتبك الناس معهم لانهم لا يريدون الانتقال."

ويعيش في مناطق عشوائية ومخيمات تحيط بالعاصمة المزدحمة أكثر من مليوني مواطن من شتى انحاء السودان لكن غالبيتهم من الجنوب فروا من حرب أهلية استمرت 20 عاما.

وكان ماتشار على بعد 500 متر من المصادمات وذكر ان الشرطة قتلت بالذخيرة الحية سبعة او ثمانية من المدنيين وجرحت العشرات.

وقال "حين ذاك هاجم المدنيون الشرطة وقتلوا اثنين منهم على الاقل...ضربوهم بالعصي (حتى الموت)." مضيفا ان القتال كان لا يزال مستمرا.

وابلغ متحدث باسم وزارة الداخلية رويترز ان 11 على الاقل من الشرطة قتلوا.

وقال احد الشهود ان سكان سوبا ارادي احرقوا مركز الشرطة المحلي وقتلوا الضابط المسؤول وهو من جنوب السودان.

وقال الاب داروينج احد الزعماء المحليين "الناس يقولون اننا لن نغادر وسوف نموت هنا في سوبا ارادى." وقال انهم يعيشون هنا منذ 14 عاما مضيفا ان الشرطة وحدها كانت تهاجمهم وليس افراد من الجيش .

وقال الشهود ان النازحين انتزعوا البنادق من الشرطة وردوا على اطلاق النار.

وامتنع والي الخرطوم عن التعليق على الفور لكنه عقد مؤتمرا صحفيا امس الاربعاء.

قالت الامم المتحدة انها اوفدت ممثلين لها الى المنطقة لتهدئة الموقف.

وقال مسؤول من الامم المتحدة في الموقع ان المئات يفرون من موقع المصادمات.

ولا تصل المياه النقية والكهرباء الى المناطق العشوائية او لا تحصل هذه المناطق على كفايتها منها وتجد منظمات الاغاثة صعوبة في تمويل المساعدات اللازمة.

وتقول سلطات الخرطوم انها تريد ازالة المناطق العشوائية ونقل السكان الى مواقع اسكان دائمة خطط لها.

لكن الامم المتحدة انتقدت هذه السياسة قائلة ان نقل السكان لا يجري بالتشاور مع الناس وانهم ينقلون الى اماكن صحراوية بعيدة عن العاصمة حيث لا توجد خدمات.

ويقول والي الخرطوم ان عمليات النقل تتم بموافقة المواطنين وزعمائهم.