> تعرضت السيدة الاولى الامريكية لورا بوش لمضايقات من جانب محتجين يهود ومسلمين لدى زيارتها للحرم القدسي الشريف امس الأحد ضمن جولة بالشرق الأوسط,وشكلت الشرطة الاسرائيلية ورجال الشرطة السرية الأمريكيين طوقا أمنيا محكما حولها لابعاد الحشود عنها.

وتصدى حشد من نحو 24 شخصا لسيدة أمريكا الأولى لدى دخولها المسجد. وصاح أحد المصلين الفلسطينيين في وجهها قائلا "لست موضع ترحيب هنا. لماذا تحاربون اخواننا المسلمين. كيف تجرأت على المجيء الى هنا."

ولم ترد لورا التي وجهت فيما بعد نداء للسلام على الرجل أو على امرأة مسنة داخل المسجد صاحت في وجهها بالعربية قائلة "القرآن .. القرآن."

وخرجت لورا التي كانت تغطي رأسها بوشاح أسود ثبتته باحكام تعبيرا عن الاحترام الديني في حراسة رجال الشرطة الذين طوقوها بايديهم لحجبها عن الفضوليين ورجال الصحافة.

وبدأت لورا جولة في الشرق الأوسط يوم الجمعة وهي تقر بأن صورة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي تضررت بشدة بسبب فضيحة انتهاكات ضد سجناء وتقرير لمجلة نيوزويك سحبته بعد ذلك زعمت فيه ان محققين أمريكيين دنسوا القران الكريم.

وقبل قليل من زيارتها للمسجد زارت لورا حائط المبكى المجاور وهناك واجهها عشرات من اليهود المتطرفين الذين يطالبون واشنطن بالافراج عن الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد صيحات ولوحوا بلافتات في وجهها.

ودست لورا رسالة صغيرة كتبتها بخط اليد بين أحجار الحائط وتوقفت نحو دقيقة واحدة قبل ان تعود الى عربتها الخاضعة لحراسة مشددة وتتجه الى مسجد قبة الصخرة المجاور.

وقالت لورا في وقت لاحق أثناء توقفها بمدينة أريحا بالضفة الغربية ان حالة الاضطراب التي حدثت اثناء زيارتها للحرم القدسي أظهر "الى أي مدى هذا المكان مشحون بالعواطف ونحن ننتقل من أحد هذه المواقع المقدسة جدا جدا الى الموقع المجاور."

وأضافت لورا التي استمعت اثناء زيارتها اريحا لشكاوى من نساء عن سياسات الاحتلال الاسرائيلي مثل الحواجز الأمنية على الطرق "جرى تذكيرنا مجددا بما نتمناه جميعا وما يصلي كل منا من أجله .. ما نريده جميعا هو السلام."

وتابعت ان فرص تحقيق السلام "في الوقت الراهن ... اقرب من أي وقت مضى منذ فترة طويلة. سيتطلب الأمر كثيرا من الخطوات الصغيرة وأنا على ثقة من أنه ستكون هناك بضع خطوات الى الوراء على الطريق."

وقللت سوزان ويتسون المتحدثة باسم لورا بوش من شأن ما حدث في مسجد قبة الصخرة وقالت "لقد كانت تدرك تماما ما هي مقبلة عليه".

والتزم معظم المصلين في مسجد قبة الصخرة الهدوء أثناء زيارة لورا ولكن بعض النسوة الفضوليات تبعنها اثناء خروجها وسط طوق أمني. وقالت وهي تحدق في قبة الصخرة الشهيرة "انها جميلة جدا .. رائعة."

ويأمل الرئيس الأمريكي جورج بوش في احياء خطة "خارطة الطريق" للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل بعد انتخاب الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس في يناير كانون الثاني والذي ساهم في وقف لاطلاق النار بعد اربع سنوات ونصف السنة من اراقة الدماء.

وقالت لورا بوش "الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها في هذه العملية... هذا يتطلب ايضا جهد الناس هنا .. الفلسطينيين والاسرائيليين .. من أجل الوصول الى طاولة المفاوضات."

وتقوم لورا بوش بجولة تستغرق خمسة أيام قادتها حتى الآن الى العاصمة الأردنية عمان والبحر الميت.

وقال الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس انهم لا يرحبون بزيارتها ولا يرفضونها. واضاف انهم لم يتخذوا موقفا بهذا الشأن.

وأبلغ صبري ان الفلسطينيين يعارضون الوجود الأمني الاسرائيلي المكثف من أجل اعطاء الزائر انطباعا بأن القدس تحت السيادة الاسرائيلية.