> بغداد «الأيام» عن رويترز :

تحرك القادة السنة والشيعة في العراق في الايام القليلة الماضية لمحاولة تبديد التوترات الطائفية المتصاعدة التي اثارت المخاوف من ان البلاد ربما تنزلق نحو حرب اهلية,وفي الاسبوع الماضي اعترف مسؤول امريكي بارز بقلقه ازاء الزيادة الحادة في اعمال العنف خلال الشهر المنصرم منذ تشكيل حكومة جديد يقودها الشيعة رغم انه اضاف ان الوضع لا يدعو للذعر بعد.

الا انه ذكر ان الطائفية اصبحت في الوقت الحالى واقعا إلى حد كبير.

وصرح المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه للصحفيين "القضية المطروحة في هذه المرحلة كيف نعيد المارد إلى القنينة؟"

وجاء رد فعل القادة الشيعة والسنة ازاء اعمال العنف سريعا بشكل غير معتاد. وقتل مئات من السنة والشيعة في هجمات متبادلة مما يبرز مدى خطورة المخاوف بشان مزيد من التصعيد.

وفي احدث مبادرة عين مقتدي الصدر الزعيم الشيعي الشاب الذي قاد انتفاضتين مسلحتين ضد القوات الامريكية في العام الماضي نفسه وسيطا بين جماعات سنية وشيعية.

وربما يكون للصدر بعض النفوذ بفضل موروثه العائلي اذ ان والده كان رجل دين صاحب نفوذ ولانه اكتسب احترام المسلحين السنة بتصديه بقوة للقوات الامريكية في العراق.

ويوم امس الاول الاحد ارسل الصدر وفدا لهيئة علماء المسلمين وهي منظمة سنية هامة ووفدا اخر اجتمع مع المجلس الاعلى للثورة الإسلامية في العراق وهو الحزب الشيعي الرئيسي في العراق وميليشيا تابعه له تعرف بمنظمة بدر.

وقال مسؤولون في مكتب الصدر ان المحادثات كانت ناجحة وربما تعقد "قمة" شيعية سنية قريبا لمناقشة الازمة.

وجاءت تحركات الصدر بعد ايام من عقد قادة سنة اكبر تجمع منذ الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين واجتمع نحو الفي مندوب في قاعة مؤتمرات في بغداد لتحديد الوسيلة المثلى للانضمام إلى العملية السياسية.

وضم الاجتماع زعماء قبائل عربية سنية وزعماء دينيين وسياسيين قرروا انهم سيشاركون في الانتخابات المقبلة وسيعملون مع الحكومة التي يقودها شيعة.

ويمثل الاجتماع انفراجة لان جماعات مثل هيئة علماءالمسلمين حضرت ووافقت على القيام بدور سياسي منحية جانبا اصرارها السابق على ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية اولا.

كما شارك ساسة شيعة ليؤكدوا على الاهمية التي يولونها للتعاون مع السنة من اجل انهاء الفرقة ووقف الهجمات التي يقودها سنة.

ورغم استمرار الحوار فان التوترت في الشوارع لا تزال محتدمة والمخاوف من تحول الطائفية إلى حرب اهلية قائمة بصفة خاصة اذا استمرت الاغتيالات ضد شخصيات محددة.

وفي الاسبوع الماضي دعا السنة لاغلاق المساجد ثلاثة ايام احتجاجا على قتل رجال دين سنة اتهموا شيعة بقتلهم.

وتاجيج التوترات الطائفية من اجل اثارة حرب اهلية هدف معلن للمتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي ابرز المطلوبين في العراق.

غير ان المسؤول الامريكي اعرب عن اعتقاده بان الحرب الاهلية ليست محتملة غير انه لم يستبعدها تماما.

وقال "لا اعتقد انها محتملة او محتملة إلى حد ما ولكنها ضمن الامور التي تقلقني."