أيــام الأيــام...شكوى منطقية حول أزمة المياه

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
طلب مني أحد المواطنين بطريقة لا تخلو من التلقائية والعفوية والجرأة في نفس الوقت، أن أكتب عن محافظ عدن على حد قوله، و(عن) هذه وفقاً للهجة التي حدثني بها، تعني أن (أحمل) على محافظ المحافظة في إحدى مقالاتي منتقداً إياه وفقاً لرغبة هذا المواطن!! ولأن الدكتور الشعيبي يعتبر من المسؤولين القلائل في هذه البلاد الذين يعملون في مراكزهم الوظيفية بمهنية عالية وبوتيرة تليق بطموحات المحافظة، ولأن الرجل لا يحتاج مني ولا من غيري إلى إشادة أو حتى مجاملة، ناهيك عن الانتقادات، فقد كان استغرابي كبيراً لهذا الطلب الغريب الذي تلقيته من مصدره بتلقائية محببة.

وهنا سألت هذا المواطن مستغرباً، ولماذا تريدني أن أكتب (عن الشعيبي) على حد قولك؟ أما ترى أن إنجازات الرجل على أرض الواقع ستجعل من أية انتقادات له نوعاً من التجني والظلم، وأنها لن تلقى قبولاً أو ترحاباً من أحد خاصة في هذه المحافظة؟ ازداد الرجل إصراراً وحماسةً في حديثه، فجاء بتفسير مذهل ومنطقي لطلبه، ويحمل الكثير من الجدل الذي يستحق العرض والمناقشة والكتابة فعلاً، إذ قال بنوع من الألم والحزن: هل ترى أنه من الطبيعي في أي مدينة في العالم أن يصحو الإنسان من نومه فلا يجد في منزله ماء ليغسل به وجهه قبل أن يتجه إلى عمله؟ ثم ألا تتفق معي أن هذا الإنسان الذي لم يتمكن من غسل وجهه بالماء كروتين طبيعي، سيجد في طريقه ما يمكن أن يضعه في موقف يحمل الكثير من المتناقضات، حينما سيمر وهو في طريقه إلي العمل على عدد من (الجولات)، التي تضخ فوق حشائشها المياه بطريقة توحي لأي عابر أنه لا توجد أزمة مياه في هذه المدينة؟.

ألست أنا - والكلام لصديقي المواطن- أحق بتلك المياه، التي تروي الزرع ولا تستطيع أن تروي كبدي من الظمأ أو تغسل وجهي وبدني؟!

كان هذا الكلام منطقياً إلى حد كبير، وذلك على خلفية أزمة المياه الحادة جداً التي تعيشها مدينة عدن، والتي لم يسلم منها أحد في هذا الصيف اللاهب، خاصة وأنها قد بلغت حداً غير مسبوق، وفقاً لروايات أهالي المدينة وبعض الأحياء السكنية، الذين يقولون إن المياه لا تصلهم في اليوم الواحد لأكثر من ثلاث ساعات في أحسن الأحوال، وهي حالة لم يسبق لهم أن عايشوها منذ أن عرفوا مدينة عدن واستقروا فيها منذ عقود طويلة من الزمن، فمن المسؤول عن هذه الأزمة؟ وما هو نصيب محافظ المحافظة منها؟

بكل تأكيد، ونحن لا ندعو الأخ المحافظ إلى إلغاء صرف هذه المياه العامة، التي تسهم في تجميل (الجولات)، كما أننا لا نعتقد أنها هي السبب الرئيس في أزمة المياه، ولكننا نضع هذه المفارقة العجيبة التي جادت بها عقلية هذا المواطن لفتح الباب أمام المسؤولين في المحافظة، للالتفات الجدي لمشكلة المياه في محافظة عدن ومواجهتها، بما يعمل على حلها بكل الطرق والسبل العلمية، لأنه من المؤشرات الخطيرة أن تنتقل الأزمة في هذه المدينة من أزمة كهرباء مستفحلة ومزمنة وميؤوس من حلها على المدى القريب أو حتى المتوسط، إلى أزمة مياه مستجدة تلوح بوجهها المخيف في سماء المدينة، وتنذر وفقاً للدراسات بقرب حلول أزمة مياه حقيقية، ربما تتحول بموجبها هذه المحافظة إلى محافظة شبه منكوبة لا سمح الله.

إنها من المفارقات العجيبة والمحزنة، أن تصبح مطالب المواطن هنا في عدن، تقتصر على ما يمكن اعتباره (تحصيل حاصل) في عالم اليوم، وهو المعاناة من عدم توفر خدمتي الماء والكهرباء في كل ساعات اليوم بدون انقطاع أو ضعف، لأن نوافير الزينة وحتى نظافة المدينة لا ترقى إلى أولويات المواطن، كما هو الحال مع هاتين الخدمتين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى