حلف الاطلسي اوقف اكثر من 65 ألف سفينة في البحر المتوسط في 4 سنوات

> على متن السفينة اتش.اس ثيميستوكليس «الأيام» مارك جون :

>
مروحية تحلق فوق فرقاطتين وغواصة في البحر الابيض المتوسط يوم امس في اطار دوريات القوات الدولية
مروحية تحلق فوق فرقاطتين وغواصة في البحر الابيض المتوسط يوم امس في اطار دوريات القوات الدولية
رفع افراد الطاقم المذهولون أيديهم في الهواء في حين اقتحمت القوات الخاصة اليونانية السفينة وبدأت التفتيش الذاتي وحلقت فوقها طائرة هليكوبتر أمريكية من طراز سكاي هوك على متنها قناص مستعد لاطلاق النار عند أي حركة مريبة.

وعلى الجسر يجرى التحقيق مع القبطان للاشتباه في أن سفينته واجهة لاخفاء إرهابيين. وفور التأكد من صحة اوراقه وتبدد الشكوك تخرج القوات الخاصة وتسرع الهليكوبتر مبتعدة عن المكان في سماء منطقة البحر المتوسط.

هذه هي فكرة حلف شمال الأطلسي عن خطة حراسة الجوار وهي دوريات بحرية بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في محاولة للابقاء على واحد من أهم الممرات المائية في العالم خاليا من الانشطة الارهابية.

وفي هذه الحالة كانت العملية محاكاة والطاقم جنود من بحرية الحلف يرتدون ملابس مدنية. لكن الحلف يؤكد أن عشرات من العمليات الحقيقية للصعود على سفن تمت على مدى السنوات الأربع الماضية وإنها تحقق الهدف منها.

وقال مايكل ماجكوس الضابط البحري اليوناني عن الأثر الرادع الذي يتحدث عنه الحلف لاسطوله الذي يضم فرقاطات ومدمرات أمريكية وبريطانية ويونانية وتركية واسبانية وإيطالية وهولندية "هذا يعني أن الاشرار كان عليهم ان يذهبوا بعيدا."لكن يصعب التحقق من صحة هذا التأكيد. حتى الاميرال الإيطالي المسؤول عن العملية يقر بأنه في أجزاء من البحر المتوسط "السفينة الارهابية تكون مثل إبرة في كومة من القش." في حين يختلف الخبراء حول مستوى التهديد الراهن.

وفي عام 2001 أثارت الحملة الامريكية لإخراج تنظيم القاعدة والإطاحة بحركة طالبان التي آوتها من افغانستان المخاوف من أن يتفرقوا ويسعوا للبحث عن مأوى جديد ربما في أماكن بعيدة تصل إلى القرن الأفريقي.وكان تفجير المدمرة الأمريكية كول قبالة اليمن قبل ذلك بعام قد اظهر ان تنظيم القاعدة يشكل خطرا من البحر لذلك بدأ الحلف الذي تجاوزته الولايات المتحدة في حملتها على افغانستان دورياته في إطار (عملية الجهود النشطة).

ومنذ ذلك الحين اوقفت سفن الحلف في البحر المتوسط نحو 65 الف سفينة وصعدت على 90 منها. وقدمت خدمة مرافقة لنحو 500 سفينة تجارية عبر مضيق جبل طارق احد "نقاط التفتيش" التي يعتقد انها مهددة بهجوم.وبعد ان انتهى دور الحلف ابان الحرب الباردة كدرع للغرب ضد الخطر النووي السوفيتي فإنه يشير لهذه العملية باعتبارها دليلا على انه نجح في تغيير اهدافه وإنه الآن يقوم بدوره في مكافحة الإرهاب.غير أن شركة ايجيس للخدمات الدفاعية المختصة بإدارة المخاطر ومقرها لندن قالت إن منطقة البحر المتوسط تحتل مرتبة دنيا على قائمتها للممرات المائية الأكثر عرضة للخطر في العالم. واوقفت عمليات المرافقة في مضيق جبل طارق العام الماضي بسبب نقص الطلب من السفن التجارية.

لكن بالنسبة للبعض يعد هذا دليلا على نجاح العملية إذ ليس هناك عملية اعتلاء واحدة لسفية كشفت عن نشاط إرهابي ولم تتعرض حركة الملاحة لأي هجوم كبير خلال هذه الفترة.وقال رودني كريج المحلل البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن "هناك ادلة متزايدة على أن هذه الدوريات كان لها اثر رادع كبير على حركة الإرهابيين والمواد الخاصة بهم."

واضاف مشيرا إلى تقارير من قادة البحرية عن تراجع عدد السفن الصغيرة في البحر المتوسط والتي يكون الاشتباه فيها أكبر "عادة ما يكون من الصعب إثبات ما لم يحدث لكن يبدو انهم أبعدوا بسبب ارتفاع مخاطر اعتراضهم."

غير ان مسؤولي الحلف الذين حضروا العرض الذي جرى قبالة جزيرة كريت في مايو ايار اتسموا بالصراحة فيما يتعلق بأوجه قصور العملية.فقد أقر الجنرال الأمريكي جيمس جونز أكبر ضباط الحلف في أوروبا بأن المهمة تفتقر للموارد وتحتاج للمزيد من السفن والطائرات ولتحسين جمع المعلومات.

ورغم أن الحلف لا يملك سلطة اعتلاء سفينة دون موافقتها ينفي جونز ان طلب موافقة القبطان تعني أن العملية لا تتسم بالقوة الكافية.

واكد جونز "إذا رفض طلب الصعود هذا يضمن ان ترافق السفينة إلى الميناء المتجهة إليه وان اي دولة ذات سيادة ستشتبه في هذا السلوك المريب."

ويرى بعض المحللين أن القيمة الحقيقية لعملية الجهود النشطة إلى جانب جهود أوسع نطاقا مثل مبادرة تأمين منع الانتشار الامريكية التي بدأت عام 2003 لمكافحة الإرهاب في أعالي البحار هي كونها خطوة أولى باتجاه تشكيل قوة شرطة بحرية دولية. وقال دومينيك دونالد كبير محللي الإرهاب البحري في ايجيس للخدمات الدفاعية "إنها نقطة بداية. تبدأ بما يمكنك القيام به." وأضاف أن التوصل لاتفاقات شاملة تسمح باعتلاء السفن التي لا تستجيب قد يأخذ سنوات.

وفي الوقت الراهن يحث الحلف الدول غير الأعضاء على مساندة العملية.

وقال ياب دي هوب شيفر أمين عام الحلف إن دولا مثل الجزائر وإسرائيل كل منها يمكن ان يقدم للحلف معلومات مخابرات قيمة ابدت اهتماما. وروسيا واوكرانيا من المتوقع ان تساندا العملية كذلك.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى