> وافق وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي امس الاول الخميس على عملية لنقل المزيد من القوات الافريقية جوا الى منطقة دارفور المضطربة بغرب السودان,وبذل الوزراء جهدا كبيرا للتأكيد على عدم وجود تعارض مع مهمة اخرى منفصلة للاتحاد الاوروبي بعد ان قالت فرنسا عضو الحلف ان عرضها نقل كتيبتين من القوات السنغالية جوا الى دارفور جاء تحت راية الاتحاد الاوروبي وليس راية الحلف.

وتأتي موافقة حلف الاطلسي على عملية النقل الجوي للقوات الافريقية قبل يوم من استئناف محادثات السلام الخاصة بدارفور التي تجرى في العاصمة النيجيرية ابوجا برعاية الاتحاد الافريقي.

وقتل عشرات الالاف في منطقة دارفور القاحلة بغرب السودان وفر أكثر من مليونين من منازلهم اثناء تمرد دخل عامه الثالث.

وقال ياب دي هوب شيفر الامين العام لحلف الاطلسي "الوضع في تلك المنطقة مروع ويجب ان نبذل كل ما في وسعنا بالتنسيق مع منظمات اخرى بدءا بالاتحاد الاوروبي لمساعدة الاتحاد الافريقي."

وينوي الحلف ان يكون مستعدا لبدء عملية النقل الجوي من الاول من يوليو تموز.

وكان الاتحاد الافريقي قد استبعد تدخل اي قوات غربية للمساعدة في دارفور لكنه ناشد حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي في ابريل نيسان تقديم مساعدة فيما يتعلق بعمليات النقل والامداد.

ورحب السودان بمساعدة حلف الاطلسي في نقل القوات الى دارفور لكنه قال انه لن يقبل أي قوات للحلف على أراضيه.

ويسعى الاتحاد الافريقي الى زياة عدد قواته الى ثلاثة اضعاف لتصل الى 7700 جندي بحلول اواخر سبتمبر ايلول. وتعهدت رواندا بتقديم ثلاث كتائب اضافية وفيما تعهدت كل من السنغال ونيجيريا بتقديم كتيبتين وجنوب افريقيا كتيبة.

وقالت الولايات المتحدة انها ستقوم بعملية النقل الجوي لجنود رواندا وقالت فرنسا انها ستتكفل بنقل جنود السنغال.

وقال وزير الدفاع الاوكراني اناتولي هريتسينكو ان كييف تدرس المساعدة في مهمة حلف الاطلسي لنقل القوات الافريقية ومن المقرر ان تساهم كندا ايضا.

وكانت واشنطن تريد ان يقوم الحلف بتنسيق العملية برمتها والتي قد تشمل فيما بعد دعما مثل تدريب الضباط. لكن باريس أصرت على ان دورها سيكون في اطار خطة المساعدة الحالية للاتحاد الاوروبي.

وقال وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك "اعتقد ان هذا نقاش غير ذي صلة سواء كان ذلك سيتم عن طريق حلف الاطلسي او عن طريق الاتحاد الاوروبي."

وقالت بريطانيا انها ستستخدم الهيئتين لنقل مساهماتها الى دارفور.

وقال وزير الدفاع البريطاني جون ريد "الافارقة لن يهمهم هل سيكون هناك تعاون كامل بين جميع الطائرات لكنهم سيلاحظون ان هناك عددا اكبر من الطائرات."

وقال مصدر بحلف الاطلسي رفض ذكر اسمه ان الدنمرك وهولندا عبرتا ايضا عن اهتمامهما بالمشاركة.

وجدد التحرك الفرنسي النقاش بشان توترات بين حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي فيما يسعى الاخير الى تعزيز دوره كلاعب دولي في مجالي الدفاع والامن.

لكن الجانبين حريصان على تجنب النظر اليهما على انهما يتشاحنان في الوقت الذي يموت فيه الناس في دارفور. ويصران على انهما سيتعاونان بشكل كامل وانه لا تنافس بينهما.

ويقدر مسؤولو الامم المتحدة أن حوالي 180 ألف شخص لقوا حتفهم في دارفور بسبب العنف والجوع والمرض منذ ان حمل المتمردون السلاح ضد الحكومة في فبراير شباط 2003.

ويتهم المتمردون حكومة الخرطوم بتجاهل المنطقة ودعم ميليشيات من ذوي الاصول العربية لسحقهم.

وبمقتضى حل وسط وافق عليه مبعوثو حلف الاطلسي يوم الثلاثاء الماضي سيقتصر تعامل الحلف على عروض دوله الاعضاء للقيام بعمليات نقل جوي والمقدمة حاليا من الولايات المتحدة وكندا.

وستتم عملية التنسيق بين الحلف والاتحاد الاوروبي من خلال مكتب يقوده الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا يضم عددا صغيرا من مسؤولي الاتحاد الاوروبي والحلف.

واضافة الى عملية النقل الجوي عرض الاتحاد الاوروبي برنامجا اشمل لدعم الاتحاد الافريقي في مجال الامداد والتموين.