جيش زامبيا يحظى بالإشادة عن معركته ضد الأيدز

> كافوي/زامبيا «الأيام» رويترز :

> رأى العريف بالجيش الجالس على مقعد خشبي في معسكر مترب خارج بلدة كافوي في زامبيا ضراوة الحرب بنفسه,ولكنه ورفاق السلاح يقاتلون الآن عدوا بيولوجيا أكثر فتكا من أي جيش معاد.

وجلس مع أكثر من عشرة من الجنود يستمعون لخطبة تعليمية عن فضائل "التعايش بشكل إيجابي" مع فيروس اتش.أي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز).واجتاح المرض جيوش المنطقة بصفة خاصة.

وقال العريف "نقضي أوقاتا طويلة على الطريق في عمليات أمنية وفي مكان ما أصبت بفيروس اتش.اي.في لانني كنت مهملا ولم أستخدم العازل الطبي."

والعريف الذي تمنع قوانين الدفاع في زامبيا نشر اسمه واحد من آلاف الجنود الذين الذين يحضرون ورشة عمل كل أسبوع عن منع العدوى بالفيروس عن طريق الامتناع عن الالتقاء الجنسي واستخدام العازل الطبي والاستخدام المناسب لأدوية تعمل على إطالة العمر.

وقال وامونديلا موليوكيلا وزير الدفاع "هناك توجيه لمساعدة الناس على تغيير سلوكياتهم. هدفنا هو خفض انتشار مرض الايدز إلى مستويات متدنية للغاية."

وأضاف "نقدم أدوية ايه.ار.في (مضادات الفيروسات الارتجاعية التي تعمل على إطالة العمر) وأدوية أخرى في الجيش وتمتد هذه الخدمات لتشمل اسر جنودنا المصابين بفيروس اتش.اي.في. الوضع كان سيئا في الجيش لكن الأمور اختلفت الآن تماما."

والمستشفى في معسكر كافوي التي تبعد 55 كيلومترا جنوبي العاصمة لوساكا يحظى بالإشادة باعتباره نموذجا افريقيا في علاج فيروس اتش.اي.في والايدز باستخدام ما يطلق عليه العلاج الطبيعي وهو نباتات طبية تتراوح من البصل والثوم إلى أنواع من الصبار يعتقد انها تبطيء تطور الفيروس.

تساقطت الدهانات عن جدران المنازل الصغيرة في المعسكر التي تشققت جدرانها وتحطمت نوافذها ووضعت كيزان الذرة على أسطحها لتجف تحت الشمس الافريقية الحارقة. والذرة هي المحصول الرئيسي منذ أن خفضت الحكومة حصص الغذاء للجيش.

لكن الأمل مازال موجودا وسط الدمار.

وكافوي واحدة من المراكز التي يتعلم فيها الجنود كيف يتعاملون مع الايدز في برنامج زاد الوعي بين قوات الجيش إلى نقطة جعلت من زامبيا الخط الارشادي في

المنطقة وكثيرا ما ترسل مستشارين للدول المجاورة والأمم المتحدة.

وقال سام كابيمبوا من شبكة مكافحة الايدز الوطنية في زامبيا إن الجيش احدث تغييرا في سلوك الجنود وزوجاتهم في المجتمعات القريبة من الثكنات حيث اصبح استخدام العازل الطبي هو الأمر المعتاد.

وأبلغ أن "هذا أمر ملهم... نحن ندرك أن لدينا أحد أفضل برامج التعامل مع الأيدز."

وهناك نحو 920 الفا من مواطني زامبيا يعيشون بفيروس الايدز ونحو 200 الف يعانون من أمراض مزمنة بسبب الإصابة. وتقول وزارة الصحة إن نحو 13 الف مدني فقط يتلقون أدوية ايه.ار.في لكنها تعتزم زيادة العدد إلى 100 الف خلال الأشهر الستة المقبلة.

ورفض البريجادير جنرال جوزيف مندا مدير الخدمات الطبية بالجيش الادلاء بتفاصيل عن عدد الجنود المصابين بالفيروس لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي. كما رفض الإفصاح عن عدد من ماتوا متأثرين بالمرض.

وقال "حققنا نجاحات كبيرة. الهدف هو الابقاء على توفير الدواء للمرضى لأن هذه مسألة ستستمر طوال حياتهم. حققنا فتحا كبيرا في هذا المجال لاننا ليس لدينا حالات من أشخاص لا يأخذون الدواء."

وقالت السفارة الأمريكية في لوساكا إن جزءا من تمويل برنامج الجيش لمكافحة الايدز يأتي من الولايات المتحدة التي قدمت منحا بلغت نحو 3.7 مليون دولار العام الماضي وزادتها إلى 5.6 مليون في عام 2005 .

وتأتي هذه الأموال في إطار خطة الرئيس الأمريكي جورج بوش الطارئة لمكافحة الايدز التي ستحصل زامبيا بمقتضاها على نحو 133 مليون دولار في عام 2005.

وقال وزير الدفاع إن زامبيا ستستخدم بعضا من المال الأمريكي في تحديث معاملها في مستشفى مينا سوكو العسكري في لوساكا الذي عادة ما يتلقى عددا من المرضى أكبر ممن يستطيع خدمتهم.

وفي العام الماضي دربت الولايات المتحدة ما يزيد على مئة من اطباء جيش زامبيا والمعلمين والمتطوعين بالرعاية على تشخيص وعلاج الايدز. ويقول المسؤولون

في زامبيا إن البلاد ستطور نموذجا للرعاية المهدئة يشمل 500 من أسر افراد القوات المسلحة. مثل هذه الرعاية عادة ما ترتبط بالمراحل الأخيرة من مرض الايدز.

ويقول العريف الذي صقلته المعارك إنه يتحلى بالأمل.

وأضاف "لا يتعين على أن أفكر في انني سأموت الأن امامي فرصة لحماية زامبيا من المرض. هذه الحرب شاملة وتحتاج لجهود شاملة للتعامل معها."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى