«الأيام» تستطلع مأساة مواطني حارة الهندي بتعز بعد أن هدمت ممتلكاتهم

> تعز «الأيام» عبد الهادي ناجي علي:

>
«الأيام» تستطلع مأساة مواطني حارة الهندي بتعز بعد أن هدمت ممتلكاتهم
«الأيام» تستطلع مأساة مواطني حارة الهندي بتعز بعد أن هدمت ممتلكاتهم
تعرضت عدد من ممتلكات المواطنين يوم أمس الأول السبت 18/6 في حارة الهندي بمديرية القاهرة محافظة تعز، لعملية هدم قام بها مكتب الأشغال بتعز بهدف توسعة الطريق المتفرع من شارع 26 سبتمبر والمتجه إلى المستشفى الجمهوري وفق الخطة المعدة من الجهات المعنية بتوسعة الشوارع من أجل مدينة جميلة.

«الأيام» نزلت إلى مكان الهدم حيث وجدت أن الطريق قد تم سفلتتها ولكن عملية الهدم مستمرة .. والتقت ببعض المتضررين من الهدم الحاصل، حيث كلهم أكدوا أنهم ليسوا ضد الصالح العام حسب ما يردده مسؤولو المحافظة، ولكنهم ضد التعنت، وضد التمييز في التعامل مع المواطنين، وضد التنفيذ التعسفي بدون سابق إشعار، وضد الهدم بدون التعويض العادل حسب ما كفله الدستور والقانون لكل مواطن.

وقد تحدث أولاً عاقل الحارة الأخ عبد السلام القيسي بقوله: الأصل إذا هناك نية للهدم أو ما شابه من الإجراءات التي قام بها المعنيون في الأشغال أن يسبقها نزول لجنة لتقدر الضرر الذي قد يلحق بالمواطن من جراء عملية الهدم، وتعطي له حقه من التعويض العادل حسب ما نعرفه من الدستور والقانون، لكن أن يتم الهدم بهذه الطريق أمر فيه إجحاف بحق المواطن. وقال: نحن نعرف من خلال خطاب الرئيس الأخير أنه لم يبق من القرض المقدم من البنك الدولي إلا 25% (الربع )، والذي نحن الآن متشككون منه بل ومتأكدون أن القرض قد انتهى والباقي الموجود هو للرصف فقط والسفلتة، لكن كتعويض لا يوجد، وهم الآن يهدمون ممتلكات الناس ويتسببون في إخراجهم إلى الشارع وكأنها مسألة عادية عندهم على أساس أن يكملوا العمل بصورة جيدة للدولة. وكان المحافظ قال إن المسافة التي يجب أن تكون بين المنازل والطريق عشرين متراً، والآن لما تأتي وتقيس المسافة الموجودة على الواقع تجدها أكثر من 22 متراً، فلماذا التعرض لبيوت الناس بهدم منازلهم دون أي وجه حق؟! وإذا وقفت كعاقل حارة مع المواطن يتهمونك بأنك محرض للمواطنين، وتتعرض للتهديد بالتوقيف في الجهات الأمنية، مع أن العاقل هو همزة وصل بين المواطن والدولة، فالدولة لا تريد إلا أن يكون العاقل عصا لها على المواطن فقط! وإذا لم يعمل ضد المواطن فهو ليس مع الدولة!

هدم حوش المواطن المقطري
هدم حوش المواطن المقطري
المواطنة جمالة راوح أحمد علي، قالت إن الهدم حصل الساعة الحادية عشرة والنصف، وإنهم بلغوا بموعد الهدم يوم الأربعاء على أساس أن يهدموا ويسلموني حقي في التعويض، وقالوا لي: «بوجوهنا ما نهدم حقك البيت إلا وفلوس التعويض بيدك، بشيك إيجار حق سنة، أو نعطيك التعويض كاملا، وإلى الآن (أمس) وكله كلام فارغ .. كسروا وطحطحوا وهم يقولون ولا يهمك ، ولا يهمك .. ولم يحددوا التعويض كم سيكون .. والخسارة التي قد تكبدتها أكثر من ثلاثمائة ألف وزيادة .. وقالت: هدموا لي ست غرف كانت تأوي 15 نفسا هم أفراد أسرتي.. عيالي وعيال عيالي، وكما تشوف نحن مشردون بالشارع منتظرين للتعويض متى سيصل، والمحافظ بنفسه نزل يوم الأربعاء وقال: سيعطونك حقك السبت أو الأحد، وإلا الإثنين تكوني عندي إذا لم يعطوك .. والآن لا خبر ولا علم.

المواطن علي قائد حسن القباطي قال: خسارتي كبيرة، من زمان عمري كله وأنا اشتغل داخل هذا البيت، ولم يبلغونا بموعد الهدم، ويوم ما نزلوا كتبوا أسماءنا وقالوا سنعطيكم تعويضاً ولم يحددوه .. هدموا علي غرفتين ومطبخ.

فارق كبير بين المهد وما يجاورها
فارق كبير بين المهد وما يجاورها
المواطن علي قاسم ثابت قاسم المقطري، من ساكني المنطقة منذ خمس وثلاثين سنة .. قال: لم يشعروني أنا بالذات ولو غيري ما أدري، لكن أنا بالذات استقصدوني .. وأضاف: بالنسبة لما يقال إنه خدمة عامة فنحن موافقون عليه، لكن لم يشعرونا ويقولوا لنا ارفعوا أدواتكم ووقعوا على هذا الهدم، فهنا يتحقق لهم إن كنا نحن راضين أو رافضين عندما يعرضوا علينا المسألة، فإذا رفض أحد هنا توقع الخطيئة، لكن أن يأتوا بغتة ويهدموا المنازل والسكان داخلها، فهذا لا نرضاه. وقال: الذي حصل خطأ من حيث العمل الإداري .. خطأ جداً ، وهو خطأ لا يقاس بالأخطاء كلها، يعني كأنه قتل نفس، ونعمة من الله أنه لم تقع حوادث وإلا فإن عملهم هذا كان متوقعاً أن تنتج عنه حوادث. أما المسافة فقالوا أولاً 10 أمتار ثم 12 متراً، والآن بعد الهدم 25 متراً .. وفي مدخل 26 سبتمبر الأغنياء لم يقدروا عليهم ليوسعوا هناك فجاءوا إلى عندنا، نحن الذين نجمعها على ريال ريال وبلك بلك، فأنا لي 34 سنة وأنا أبني على بلك بلك وحجر حجر.

المواطن فؤاد عبده شمسان لديه عشرة أفراد والبيت إيجار، قال: بعد الهدم طلبنا منهم أن يحددوا لنا أين نذهب بالحجارة هذه فرفضوا، والمفروض أن مدة الإنذار أسبوع، من البداية يشعرونك أن ترفع حاجياتك، وأول أمس لو لم احضر (جاري) لكانوا قد دخلوا فوق كل شيء، ومن المفارقات أنه أيام السيول لم يكن ينزل مسؤول.. نحن مع الصالح العام ولسنا ضده، لكن على الأقل يجب إشعارنا قبل فترة كما عملوا بعدن، إذ كانوا يحددون ويقولون لك اهدم إلى حد كذا، وفي حالة مجيئهم بعد أسبوع ولم تهدم تتحمل تكاليف الشيولات التي تخرج من الأشغال.

مواطن آخر قال: بداية الخط 12 متراً ، وهدموا من الحوش 3 أمتار، ويريدون أن يهدموا الغرفة فوق النساء ومساحتها 5 أمتار .. واتصلوا بالأمن ثم أخذونا إلى الحبس .. وأنا لي أكثر من ثلاثين سنة في الحارة.

ومواطن ثالث قال: الجماعة جالسين يفصّلوا كوافي .. من نصف المسافة هناك يصفّون 16 مترا ، وحسب الضغط عليهم.. والظاهر والله أعلم أنت سمعت خطبة الرئيس بحضرموت يقول إن ثلاثة أرباع القرض استُهلك في المشروع، فالآن (حانبين) يريدون أن يهدوا .. وكشوفات التعويضات موجودة لكن قالوا إنها ليست تعويضات وإنها مساعدة .. انظر كيف يتهربون من الدستور والقانون؟ يعني سيهدمون لك غرفة بمائتي ألف وسيعطونك عشرين ألفاً.. هذه هي مساعدة الهاربين من القانون والتعويض العادل في الدستور والقانون: «لا تمس الملكية الخاصة لحساب مصلحة عامة إلا بتعويض عادل» وعادهم لن يعطوك العشرين كاملة بل ستجدها مخصوم منها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى