«الأيام» تنشر صرخات المواطنين من مرض الحمى الذي يفتك بأطفالهم في مختلف مناطق وقرى مديرية لودر انقذونا من جحيم هذه الحميات

> «الأيام» سالم لعور:

> ما يزال مؤشر العد التصاعدي آخذ بالارتفاع لإعداد من فتكت بهم الحمى المجهولة التي لم تعهدها قرى ومناطق مديرية لودر من قبل والتي كان انتشارها أشبه بانتشار النار في الهشيم لتتسع رقعته يوماً بعد يوم، وينتزع أرواحاً لأطفال في عمر الزهور ناهيك عن الأعداد المتزايدة التي يتم أسعافها إلى مستشفيات م/عدن.

ورغم المناشدات التي طالب فيها الأهالي جهات الاختصاص في وزارة الصحة ومكتبها في م/ أبين والسلطتين المحليتين في المديرية لودر والمحافظة أو من لم يصغ من الأخوة في الوزارة ومكتبها في أبين لمعاناة الناس، وفي الوقت نفسه تغافلت السلطة المحلية بمديرية لودر عن صراخ الأهالي بأذن من طين واخرى من عجين ولم تدرج في جدول أعمالها مناقشة الوضع الصحي المنهار، ====== انتشار وباء الحمى الفتاكة ولم تكلف نفسها عناء زيارة المصابين في مستشفى لودر والعيادات الخاصة وخصوصاً بمدينتي لودر والخديرة أو الحالات المحالة إلى عدن وانحصر همها في كيفية تقسيم حالات الرعاية الإجتماعية عسلى أعضاء المجلس الذين تسابقوا على الحالات بشراهة في اجتماع كان أبرز نقاطه تقسيم حالات الرعاية الاجتماعية بين أعضاء المجلس بتاريخ 15 يونيو 2005م؟

«الأيام» رصدت أحاديثاً لمن يكتوون بجحيم هذه الحمى من أهالي لودر وبعض المتخصصين في هذا الجانب الذي مازال الغموض يكتنف ما هيته.

بدأ الحديث الشيخ حسين أحمد الصغير، شيخ مديرية لودر، فقال: «عبر «الأيام» أتقدم بهذه الاستغاثة لرئيس وأعضاء الصحة والسكان بمجلس النواب، بعد أن أودى المرض بحياة أكثر من سبع حالات وإحالة أكثر من عشرين حالة إلى محافظة عدن وأطالب بإرسال فريق طبي على وجه السرعة لمحاربة وكشف أسرار هذه الحمى العجيبة الفتاكة، التي تقتل أطفالنا دون أن يلفت ذلك أو يحرك مشاعر الأخوة في السلطة المحلية بالمديرية .. وباسم الانسانية نناشدكم انقذونا ..انقذونا .. انقذونا».

الأخ علي صالح باحلة، مساعد طبيب، أوضح قائلاً: «أول حالة أصابة بهذا المرض استقبلناها في عيادتي الخاصة بتاريخ 28 مايو للطفل محمد أحمد الحداد (سنتان) أعراض الحالة حمى مرتفعة والتهابات بالصدر وزيادة عدد كريات الدم البيضاء وصعوبة التنفس وضعف الأطراف السفلى وارتخاء عضلة الرقبة، ثم نقلت الحالة إلى أبين ثم إلى عدن (مستشفى الوحدة التعليمي) لتفارق الحياة. رصدت الحالات في سجل خاص وكان تجاوب جهات الاختصاص متأخراً بعد أن فتكت الحمى ببعض الحالات.. واستجابت إدارة مستشفى لودر الجمعة 17 يونيو وتم النزول إلى موقع المرض لتشكيل فريق طبي وفتح غرفة عمليات بالمستشفى».

وقال الشيخ محمد عبدالله باهرمز (أبو عبدالله)، أمين منطقة لودر: «أوجه ندائي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله، ولممثل الدائرة 121 بمجلس النواب الأخ أحمد عبدالله العزاني، لاتخاذ الاجراءات التي من شأنها توجيه وإلزام الأطر المعنية بوزارة الصحة العامة والسكان والخدمات الصحية بأبين ولودر والسلطات، باتخاذ التدابير من أجل الحفاظ على فلذات أكبادنا الذين يكتوون بلظى هذه الحمى (القاتلة) ويتساقطون صرعى، دون أن يحرك أصحاب الشأن ساكناً كأنهم في عداد أهل الكهف في نومهم .. وأوجه ندائي كأب للأخوة المواطنين بتطعيم أولادهم باللقاحات ضد الأمراض القاتلة، مع أسفي الشديد لبعض الأفكار الخاطئة التي يروج لها عديمو الضمير ويصدقها بعض الناس عن جهل من أن اللقاحات هي السبب في انتشار هذا الوباء، وإذا ما استمرت هذه الأفكار والاعتقادات الخاطئة بالرواج فستحصل كوارث ستدفع ثمنها أجيال متعاقبة في المستقبل».

النقابي الأخ أحمد عمر العبادي، تحدث وقال: «بحّت أصواتنا ونحن نصرخ بأعلى الصيحات وننادي لمن لا حياة له: أنقذوا أطفالنا من الموت والهلاك، بعد أن فتكت حمى مجهولة لم تستطع وزارة الصحة العامة أن تكشف أسرارها ولم تضطلع بدورها في التفاعل مع ما ينشر من مناشدات وصرخات الناس في صحيفتنا «الأيام».. عشرات الوفيات ومئات من المصابين الذين اكتظت بهم مستوصفات وعيادات مديرية لودر والمسعفين إلى مستشفيات محافظة عدن. وقد توفيت الطفلتان حُسن صالح البعسي ونهى باسل لجدل، اللتان تربطني بهما صلة رحم، وقد نشرت «الأيام» ذلك .. لذا نناشد وزير الصحة ومدير عام الخدمات الصحية بأبين إرسال فريق طبي لتشخيص الحالات ومعالجتها، ونطالب بنزول فرق لرش مياه المجاري الراكدة في مجمع المجاري بمدينة لودر، التي نعتقد أنها سبب انتشار الوباء، حيث إن غالبية الإصابات قد حدثت في المنطقة المجاورة لمجمع المجاري بلودر».

أما السيد عبدالقادر محمد حفيظ، أحد الساكنين في المنطقة الموبوءة بمدينة لودر، فقال:

«تعرضت حارتنا لهذا المرض الفتاك الذي يحصد الأرواح، واتصلنا بالسلطة المحلية ولم تحرك ساكناً فاضطررت إلى نقل أولادي إلى محافظة البيضاء هرباً من المرض الذي انتشر في الحارة ولم يوجد له علاج، والذي نهايته وفاة المصاب بعد عدة أيام من الإصابة، وأناشد الرئيس التوجيه بإرسال فرق طبية لفحص وتشخيص المرض، ونطالب بمحاسبة المعنيين في وزارة الصحة الذين لم يحركوا ساكناً رغم مناشداتنا في الصحف، شاكرين صحيفة «الأيام» السّباقة بنشر معاناة الناس من هذا المرض القاتل».

الأخ جهاد عبدالله بن حفيظ، عاقل حارة السلام، تحدث قائلاً:

«الأجهزة المختصة بوزارة الصحة العامة تتحمل مسؤلية محاصرة هذا الوباء بكل السبل الممكنة، لأنه لا يعقل أن نترك فلذات أكبادنا يتساقطون موتى واحداً تلو الآخر دون أن نحرك ساكناً، لذا شرعنا في حارتنا (حارة السلام) بمدينة لودر بإقامة حملة ذاتية لرش البؤر، وسنلزم كل رب أسرة بتوفير جالون ديزل ولا نريد إلا المادة الإضافية للرش من الصحة العامة في ا لمحافظة.

وبعد غياب جهات الاختصاص ممثلة بمكتب الصحة في محافظة أبين، توجهنا إلى كلية التربية بلودر ليتحدث الاستاذ مهدي سعيد باحسن، مدرس أحياء، قائلاً:

الأجدر بمكتب الصحة في أبين أن يفعل دوره لرصد ومكافحة هذا الوباء، بدلاً من أن يحصر همه فقط في إطار عاصمة المحافظة زنجبار، وأستغرب لماذا لم تشكل فرق لمتابعة ورصد هذا الوباء من قبل وزارة الصحة ومكتبها في أبين، وأستغرب أيضاً عدم مقدرة مختبرات محافظة عدن على تحديد المسبب رغم أن معظم الحالات قد تم إسعافها الى مستشفيات عدن وشخصتها ليعود أصحاب هذه الحالات نعوشاً محمولة على الأكتاف. وما يثير الخوف والهلع والدهشة في آن واحد هو الصمت المريع إزاء هذا الخطر الذي قد يهدد مستقبل الوطن بأكمله، وبعد أن يئس الأهالي من تشخيصات أصحاب الشان لجأوا إلينا للاستشارة بصفتي مدرساًً (للأحياء) بجامعة عدن، ورغم أنني لست طبيباً لكي أشخص المرض بصورة متناهية إلاّ أن اطلاعي وتخصصي أفاداني باستبعاد أن يكون الوباء حمى الضنك، بسبب الظروف المناخية غير المواتية لانتشار الناقل والبعوض في هذه الفترة بهذه المنطقة الموبوءة. وما أخشاه هو الاشتباه بمرض حمى التهاب السحايا بسبب تشابه أعراض المرض مع الحمى المجهولة المنتشرة في مديرتي لودر ومودية هذه الأيام. ونعرف أن حمى السحايا مرض تسببه نوع من البكتريا تصيب منطقة أسفل المخ وأعلى الرقبة من الخلف، ويمكنني هنا تقديم النصح الذي يتمثل في النظافة وعزل المشتبه في إصابته في غرفة خاصة وتحديد نوعية الأشخاص المعنيين بالمرض، وتحديد الأدوات الخاصة بهم، ورش مادة الديزل والكيروسين والديازنيون على المياه الراكدة (الآسنة) وتبخير غرف المرضى بمادة اللبان الطبيعية لقتل الجراثيم، والالتزام بالوصفات الطبية».

وفي كلية التربية التقينا د. فيصل الدابية، المحاضر بكلية التربية لودر، الذي أفاد: «في ظل عدم الأخذ بمبدأ الوقاية خير من العلاج، انتشرت في أوساط المجتمع العديد من الاوبئة غير المعروفة رغم تطور العلوم وتكنولوجيا المعلومات الطبية، وما نعاني منه من انتشار وباء الحُمّيات وشلل الأطفال سببه سكون وسكوت من يقع عليهم واجب الاهتمام بصحة المواطن كوزارة الصحة ومعهم السلطات المحلية التنفيذية، الذين يجب عليهم تجهيز وحدات طوارئ ليل نهار لمكافحة هذه الاوبئة والحد من انتشارها.

كما أنوه بأهمية دور الفحوص المخبرية التشخيصية والتفريقية بين العديد من الأمراض المتشابهة الأعراض والمختلفة التسمية، حيث يوجد في أبين مركز اقليمي لدحر الملاريا، فلماذا لا يطور هذا المركز ويكون إقليمياً لكافة الأوبئة الأخرى وتجهيزه بالكادر والمعدات والإمكانات القادرة على تشخيص مسببات مثل هذه الأمراض (الحمّيات المجهولة) وإيجاد الحلول والمعالجات .. لكننا وللأسف ما زلنا تحت أسر المركزية البيروقراطية المهيمنة على مفاصل مثل هذه المراكز، وهي موجعة للأبدان والأذهان معاً.

والغريب في دولتنا الرشيدة أنها تكافح الارهاب وتنفق المليارات التي تستنزف خزينتها بما فيها العملة الصعبة ولم تفكر مرة وأحدة أن انتشار هذه الحُمّيات الفتاكة لا يقل خطراً عن ذلك المسمى بالإرهاب، وتناست أن معدل الفقر وصل إلى أكثر من 42% والأمية 54% والبطالة 48% وغير ذلك من الامور المرتبطة بحياة الناس، ومن هنا وفي ظل غياب الوعي الإرشادي الصحي من قبل الجهات الرسمية والإعلامية، نشيد بدور رائدة الصحافة الإعلامية اليمنية صحيفة «الأيام» ونشكر لها دورها في هذا الشأن وقربها الدائم من هموم ومشاكل المجتمع في مناطق وقرى الجمهورية، آملين أن تبادر بتكثيف نشاطها الإرشادي الصحي من خلال اللقاء مع مختصين ليوضحوا للعامة الأسباب والمعالجة والوقاية من مثل هذه الامراض. وخلاصة نوجه نداءنا لفخامة رئيس الجمهورية وللأخوة لجنة الصحة والسكان بمجلس النواب ولممثل الدائرة (121) بمجلس النواب بتحريك الجهات ذات العلاقة لإنقاذ الأطفال في لودر ونواح من مودية، من الموت الذي يفتك بهم جراء الحمى (المجهولة) المنتشرة دون أن تحرك جهات الاختصاص بوزارة الصحة ومكتبها بأبين والسلطات المحلية في المديرية والمحافظة ساكناً حتى الآن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى