بينالي الرقص في البندقية يعكس صورة عالم سريع التغير

> ايطاليا «الأيام» رويترز :

> لم تكن محاولة قبيلة هندية من الامازون الصيد وسط قوارب الجندول التي تشتهر بها مدينة البندقية الايطالية ضمن برنامج بينالي الرقص في المدينة ولكنه يعكس موضوعه لهذا العام وهي كيف يعيش الانسان في العالم الفوضوي سريع التغير ويتكيف معه.

وقال اسماعيل ايفو الراقص البرازيلي الذي يخرج عروض بينالي هذا العام "قالوا سنذهب للصيد فأجبت ماذا تعنون بانكم ستذهبون للصيد لا يمكن الصيد في البندقية,ستصطادون زجاجات فقط."

وكان ايفو هو من وجه الدعوة للقبيلة لتقديم احدى رقصاتها التقليدية في البينالي الذي يستمر حتى الثاني من يوليو تموز.

ويروي وهو جالس في ميدان صغير قرب ميدان القديس مارك المكتظ بالسائحين المشاكل التي واجهت القبيلة الهندية في البندقية إذ ان معظم افرادها لا يتحدثون حتى البرتغالية وفي ليلتهم الاولى كانوا يخشون إغضاب اله بحيرة البندقية.

وفي الوقت نفسه فانهم ليسوا سذجا وتفاوضوا حتى حصلوا على اجر جيد يستثمرونه في بناء مدارس ومستشفيات للقبيلة.

ويسعد مثل هذا التناقض الواضح ايفو الذي تنقل شخصيا في جميع ارجاء العالم وقد بدأ رحلته المهنية في ساو باولو ثم انتقل إلى نيويورك وبرلين ويرأس الان مسرح رقص في مدينة فيمار الالمانية.

وهذه المرة الأولى التي يخرج فيها بينالي الرقص وهو جزء من واحد من اشهر المهرجانات الابداعية التي تشمل ايضا الفن المعاصر وافلام وحفلات موسيقية في مواقع بجميع انحاء البندقية.

ويقول"بالنسبة لي يكشف الجسم العواطف والافكار والرؤى ونحن الراقصون نترجم هذه الافكار إلى فن."

وتشكل العولمة والهجرة محور عرضه في البينالي ويطلق عليه اسم "ارنديراس"وهو مستوحى من قصة قصيرة للمؤلف الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز حول سيدة عجوز تسافر في مسكن متنقل وتدفع حفيدتها للعمل كعاهرة من اجل كسب قوتهما.

وتركز فكرة ايفو عن الرقص المعاصر على التطور الشخصي للراقص وعلى النتيجة النهائية للعرض على حد سواء. واخذ ايفو فرقته إلى ساو باولو لمقابلة عاهرات وامهات اختفى اطفالهن ومن المحتمل ان يكونوا يعملن في الدعارة.

ويقول "لا اصدر حكما على الجدة (في الرواية) بانها محقة ام مخطئة طيبة او شريرة. تحاول فقط ان تبقى على قيد الحياة ونقل المسكن المتنقل إلى مكان افضل.

"وتابع "تحاول اوروبا ابعاد هؤلاء الناس ولكنهم مازالوا ينجحون في الوصول,تشيدون جدارا يحفرون من تحته ويتسللون إلى الداخل... يريدون الحياة."

ويعتقد ايفو انه ليس الفقراء وحدهم من يشعرون الضياع وسط العالم الحديث في مسعاهم من اجل البقاء.

ويضيف ان الخوف من الهجمات الارهابية والولع بالشباب والجمال والتطور السريع للعلوم كلها امور غيرت لغة جسمنا وشعورنا تجاهه.

واعطي ايفو بينالي هذا العام عنوان "هجوم الجسم" لتلخيص التهديدات المتعددة لجسم الانسان. ويخرج ايفو بينالي الرقص في عام 2006 ايضا.

ويضيف ايفو "الجسم وثيقة هذا الزمن الذي نحياه ومراته. نعيش في عصر الارهاب والجسم يعاني من جراء ذلك."

ويصف كيف يذهب كثيرا إلى المطارات حيث يجلس لساعات يراقب الناس يأتون ويذهبون وكيف تغير سلوكهم إلى حد كبير عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك.

واضاف "قبل بضع سنوات كان الناس يجلسون في حالة استرخاء في انتظار طائراتهم,اليوم هناك شعور معين بالحذر في الجو. إذا رفعت اي قطعة من متاعك ووضعتها على الجانب الاخر فستجد كل العيون عليك على الفور."

وبالفعل في هذه اللحظة كانت كل العيون في الميدان تحملق في ايفو.

إذ حملق السائحون في الموائد القريبة باعجاب وهو يمثل بدقة متناهية مشاهد تصور افكاره بشان موضوعات تتراوح من السفر جو إلى امراض الجهاز العصبي.

ورغم افكاره المعقدة عن الفن والجمال والسياسة والسنوات الطويلة التي امضاها في تدريب شاق فان اكثر ما يحب ايفو في الرقص ما يحققه من متعة بسيطة وهو تحرير الانسان من مشاعر القلق والخوف اليومية.

ويقول "اذا سألتموني عن أول رقصاتي فساقول لكم انني حين كنت صبيا صغيرا كنت ادور وادور وادور وادور حتى اقع."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى