دبي جنة للمعماريين ومثار جدل للنقاد

> دبي «الأيام» رويترز :

> تكفي إشارة من إصبع أحد المستثمرين العرب الأثرياء ليبدأ احد المهندسين المعماريين في دبي الذين تدربوا في الغرب في تصميم المستحيل او ما لم يخطر على بال أحد.

فالامارة تتحول بسرعة إلى ساحة عرض وتنافس للمعماريين إذ تقربها التصميمات الغريبة يوما بعد يوم من تحقيق حلمها بأن تصبح من أكثر مدن العالم إبهارا.

ويتدفق المعماريون على دبي التي يقطنها 1.3 مليون نسمة وحيث ازدهرت اعمال الإنشاءات بعد موجة ارتفاع جديدة في إيرادات النفط.

وفي غضون ثلاث سنوات ستضم هذه المدينة التي لم تكن قبل 30 عاما سوى خور على حافة الصحراء أعلى برج في العالم وهياكل بالحجم الطبيعي لبرج ايفل وبرج بابل والهرم الأكبر من أهرامات الجيزة.

وقال فلاح السلمان وهو مهندس معماري كندي عراقي "في دبي مئات المكاتب الهندسية توظف آلاف المهندسين المعماريين. نأتي بهم من أرجاء العالم كافة ومع ذلك فإن العدد غير كاف لتغطية العمل المتاح."

وأضاف "مسؤولو التنمية يريدون منا ابداعا وخيالا يتجاوز الموجود في أي مكان في العالم.. ويريدون كذلك اختلافا بين كل مشروع وآخر ناهيك عن الاختلاف عن مدن أخرى في العالم."

ومن المباني المذهلة الجديدة مبنى "البوابة" مقر المركز المالي في دبي الذي يشبه شريحة كمبيوتر عملاقة أو قلعة قديمة على الخليج حسب المنظور الذي تنظر إليه منه.

لكن العديد من السكان يجدون من الصعب التعرف على بعض التصميمات الأكثر غرابة. فمبنى جديد شاهق من المفترض ان يبدو على شكل لوحة مفاتيح البيانو.

وعلى مقربة هناك تصميم لمجمع سكني يضم خليطا من التصميمات المعمارية المصرية والتركية والماليزية على شكل كعكة ضخمة.

وقالت هيزل وونج وهي معمارية كندية من أصل صيني تعمل في دبي منذ أكثر من عشر سنوات إنها "جنة" المصممين المعماريين.

وأضافت "بالنسبة لي كمصممة هذه هي جنة المصممين. يطلب منا عمل مبان مميزة ولديهم الموارد هنا لتحقيق ذلك. هذه ثورة في دبي."

وكانت وونج كبيرة المهندسين المعماريين الذين نفذوا أبراج الإمارات التي افتتحت عام 2000 وتشمل برجين كل منهما على شكل منشور ذي قمة مثلثة ويعد من المشروعات المفضلة لدى الناس والمعماريين.

وقالت وونج "في الخارج يتعين علينا اتباع إجراءات معينة وحقوق المناطق لكن هنا توجد قوة دفع وسرعة وحماس وعملاء يريدون أن يتحقق كل شيء بالأمس. إنه أمر مرض بدرجة كبيرة."

لكن معماريين بريطانيين بعضهم حصل على عقود للتصميم في دبي انتقدوا موجة الانشاءات في بعض الصحف البارزة مشيرين الى الافتقار لطابع مميز يلهم المصممين.

فقد استعارت مجموعة من الفنادق والمجمعات السكنية المنتشرة اساليب محلية لكن اسلوب عصر الفضاء يبدو المهيمن. ويفوق عدد المغتربين في البلاد أعداد المواطنين فيما كان يوما مجتمعا بدويا عربيا.

ودخلت الأشكال المعمارية المرتبطة بموضوع معين لتعوض الافتقار لتراث حضاري.

فقد صممت مجمعات تجارية كاملة وفنادق ومبان سكنية بأشكال تحيي طرزا تاريخية.

وعادة ما يدير هذه التصميمات من كانت لهم خبرة في تصميم ديكورات الأفلام السينمائية.

ويرأس ليو فيرهين المكتب الاستشاري لمجمع تجاري افتتح حديثا تعكس قاعاته المختلفة الدول التي زارها الرحالة ابن بطوطة في العصور الوسطى.

ويقول "المعمار في دبي يعكس رؤية قدمها حكامها. لا أقول إنه مجرد ساحة عرض للمعماريين بل له رؤية."

وأضاف "ما يحدث هنا يجب ان يكون امتدادا للتكنولوجيا الراهنة. المستقبل هو ما سيحدث لانه يمكن أن يحدث وسيكون أكثر إثارة من المتوقع."

وقال السلمان إن منتقدي دبي يحاربون المستقبل.

وأضاف "ان من شأنهم أن ينتقدوا باريس قبل 300 عام وواشنطن قبل 400 عام وبابل قبل خمسة آلاف عام." موضحا ان طبيعة دبي التجريبية تعكس طابعها الدولي.

وعلى الرغم من ذلك فقد أبدى السلمان إعجابه بالمعماري المصري الراحل حسن فتحي أحد أقطاب الفن المعماري المعروف على مستوى العالم بسعيه لتصميم معمار تقليدي على نطاق واسع لجميع مستويات المجتمع.

وقال مازحا "حسنا انه مات ... ما كان ليرضى عن المباني الشاهقة والمعمار ذي الطابع المتعجل في دبي."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى