د.القربي: وثيقة الشخصيات البارزة لا يجب ان تظل في ادراج الحكومات

> «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
من وقائع مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في الجلسة الختامية
من وقائع مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في الجلسة الختامية
اختتمت في صنعاء يوم أمس الاول الخميس 30/6 اجتماعات الدورة الـ 32 لوزاء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي، وأبدى عدد من الشخصيات السياسية المشاركة في هذه الدورة ارتياحاً لسير أعمالها وما صدر عنها من نتائج وقرارات حيوية، وقد رصدت «الأيام» تلك الانطباعات من خلال اللقاءات والمعلومات التي جمعتها، وجاءت على النحو التالي:

دورة ناجحة بكل المعايير
في البداية تحدث د. أبوبكر القربي، وزير الخارجية، مؤكداً أن أعمال هذه الدورة وما تمخض عنها من قرارات تعتبر ناجحة بكل المعايير، وتمثل انطلاقة لمنظمة المؤتمر الاسلامي نحو تحقيق النهوض والتكامل للمجتمع الاسلامي وقال: « أعتقد أن أهم حدث في هذه الدورة، الروح العالية التي سادت فيها المداولات والمناقشات التي تطرق اليها الوزراء، وعلى وجه الخصوص القضية المتعلقة بوثيقة الشخصيات البارزة، التي سعت الى معالجة أوضاع الأمة الاسلامية بأبعادها السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وإصلاح منظمة المؤتمر الاسلامي».

د.ابوبكر القربي
د.ابوبكر القربي
وأضاف :«ومن خلال المداولات تم التوصل الى العديد من التوصيات، التي مثلت وستمثل إن شاء الله انطلاقة حقيقية للعمل الاسلامي المشترك، لأننا ندرك أن الأمة الاسلامية تقف اليوم أمام تحديات واستهداف، ولا يمكن أن يتحقق عملها إلا بالتضامن وبالتكامل وبإرادة سياسية للانطلاق بهذا العمل الإسلامي المشترك».

وأشار الى أن هذه الوثيقة لا يجب أن تظل في أدراج الحكومات، بل ينبغي أن تثرى بالملاحظات من قبل مفكري الأمة الاسلامية لما فيه مصلحة العالم الإسلامي ونهضته، ليتسنى تقديمها إلى القمة الإسلامية القادمة الطارئة التي ستعقد في السعودية.

تعيين سفير لليمن في العراق
في سياق حديثه أوضح د. أبوبكر القربي أن الدورة تطرقت إلى عدد من القضايا الأساسية المتصلة بالأوضاع في أرض فلسطين والعراق والسودان وأفغانستان.

وأشار الى أن الأوضاع المعقدة في العراق تتطلب من الدول العربية والاسلامية جميعاً أن تقف وتتعاون مع الحكومة العراقية من أجل استتباب الأمن وإنهاء الاحتلال، وأكد أن اليمن بصدد تعيين سفير لها لدى العراق قريباً، وقال: «لابد من تعزيز الثقة لربط المصالح».

اكمل الدين احسان
اكمل الدين احسان
نقطة تحول في تاريخ المنظمة
وتحدث السيد أكمل الدين إحسان، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي فقال: «الدورة تعتبر نقطة تحول في تاريخ المنظمة، والمناقشات التي دارت مثلت مؤشراً للتفاؤل والإدراك لأهمية المنظمة ودورها الكبير في تسيير أمور الدول الأعضاء .. ولأول مرة يظهر الجميع وعياً تجاه القضايا المثارة بهذه الدورة، ونعتبر اهتمام الدورة بتحسين عمل المنظمة وميزانيتها هو بداية الخير للمسلمين، كما ان الوثيقة المقدمة من الشخصيات البارزة تمثل علامة بارزة لتطوير نشاط المنظمة وتفتح طريقا جديدا للانطلاق الى العـالـم».

وأضاف :«مجمل القضايا السياسية والاقتصادية والانسانية تمت مناقشتها باهتمام بالغ، ومن ذلك معالجة الكوارث في العالم الاسلامي، لهذا أدعو الشعوب الاسلامية إلى دعم المسلمين والدول الاسلامية المتضررين من الكوارث ومنها كارثة تسونامي».

وليد المعلم
وليد المعلم
اهتمام كبير بالقضايا العربية
أما الأخ وليد المعلم، نائب وزير الخارجية السوري فقال:«نحن مرتاحون جداً لنتائج هذ الاجتماع وموقف المنظمة والمؤتمر الاسلامي من القضايا العربية ومنها قضية فلسطين والجولان والصراع العربي الاسرائيلي، حيث إن المشاركين في الدورة حثوا المجتمع الدولي للعمل على إجبار إسرائيل لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن الصراع العربي الإسرائيلي».

وأضاف قائلاً:«وبالنسبة لسوريا طالب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل للرضوخ لقرارات الشرعية الدولية، وأدان المستوطنات واعتبرها غير مشروعة ومنافية للقانون الدولي، كما أدان العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة ضد سوريا وطالب الولايات المتحدة بإزالتها واللجوء إلى الحوار مع سوريا باعتباره الطريق الأمثل لحل المشاكل القائمة بين الطرفين».

الامير تركي بن محمد
الامير تركي بن محمد
الدورة القادمة تعقد في مكة المكرمة
من جانبه تحدث عن هذه الدورة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية المساعدة فقال: «هذه الدورة من أهم وأنجح الدورات التي يعقدها وزراء خارجية الدول الاسلامية، حيث جرى التطرق إلى قضايا عديدة، ومنها اصلاح المنظمة وتطوير فعالياتها ودراسة التقارير لكبار الشخصيات فيما يتعلق بتوحيد الموقف الاسلامي، وتطوير ولم الصف العربي الإسلامي وتفعيل دوره أمام التحديات التي تواجه العالم العربي والاسلامي، كما أقرت الدورة وتلبية لدعوة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، عقد الدورة القادمة والطارئة في مكة المكرمة خلال شهر ديسمبر المقبل 2005م، وذلك لبحث مجمل القضايا المتصلة بتطوير وتفعيل الأداء والموقف الإسلامي في ظل التحديات القائمة».

وأضاف :«إن العالم الاسلامي أحوج ما يكون اليه اليوم، هو توحيد الكلمة والصف في سبيل الظهور بموقف جماعي يخدم مصالح الجميع في ظل ظروف وتحديات صعبة تعيشها الساحة الدولية، والعالم الإسلامي يلعب دوراً كبيراً على الساحة الدولية، ولديه القدرة والإمكانية لأن يكون له دور فعال أكبر وأبرز على الساحة الإقليمية والعالمية، وبالتالي فإن توحيد الجهود وتضافرها بين الدول الاعضاء في هذه الدورة أمر مهم جداً ويصب في مصلحة العالم الاسلامي، الذي يمثل ربع العالم والمجتمع الدولي، ومن باب أولى لابد أن يكون لنا دور وحضور على المستوى العالمي وبمختلف القضايا الدولية».

غازي محمد حكيم
غازي محمد حكيم
تفعيل صندوق التضامن الإسلامي
وفي الجانب الاقتصادي، تطرقت دورة وزراء خارجية الدول الاسلامية إلى قضية الكوارث التي تتعرض لها البلدان الإسلامية وطرق التخفيف من أضرارها، إضافة الى تفعيل أنشطة صندوق التضامن الاسلامي.

وحول هذا الجانب تحدث الأخ غازي محمد حكيم بخش، المدير التنفيذي لصندوق التضامن الإسلامي حيث قال حول أعمال الصندوق وطرق تحديثه في هذا المؤتمر : «حقيقة أعمال الصندوق أستطيع القول بأنها كانت شبه مجمدة لعدم وجود دعم كاف لانشطة الصندوق، وفي هذه الدورة جرت ولأول مرة مناقشة موضوع الكوارث، وخاصة كارثة تسونامي التي نبهت إلى مسألة تنشيط وتفعيل أعمال الصندوق كونه مشروعا كبيرا جداً على الصندوق وإمكانياته، ولهذا قامت المملكة العربية السعودية وماليزيا وتركيا بإنشاء تحالف يجمع موارد ضخمة جداً لمنكوبي هذه الكارثة، وخاصة الأطفال الذين تشردوا، والشعور الملموس بسحب هؤلاء الأطفال الى مناطق غير إسلامية لإخراجهم من ملتهم ودينهم .. وتم إنشاء مؤسسة تحالف منظمة المؤتمر الاسلامي لإسعاف منكوبي تسونامي وقاعدة هذه المؤسسة المالية ضخمة جداً وتتعاون مع جميع المنظمات الخارجية والداخلية ولديهم مكتب في أندونيسيا لتوحيد جهود الإغاثة».

وأضاف: «إن صندوق التضامن الإسلامي تأسس في عام 1972م بالمؤتمر الثاني لوزراء الخارجية، ويهدف الى دعم صمود الشعب الفلسطيني ومساعدة المنكوبين من الكوارث الطبيعية والبيئية، وبناء المساجد والمستشفيات والجامعات الاسلامية وإنشاء دور الأيتام والمساهمة للدعاية والإعلام ونشر التوعية الإسلامية، ونأمل من جميع الدول الاسلامية أن تساهم في دعم هذا الصندوق لتحقيق الرسالة الاساسية التي أنشئ من أجلها، ولتوحيد كلمة المسلمين».

وللغرف التجارية والصناعية
الإسلامية دور

أما الأخ عقيل أحمد الجاسم، الأمين العام للغرفة الإسلامية فتحدث قائلاً: «بداية أعرب عن سعادتي الغامرة لوجودي بين إخواني اليمنيين، وهذا مصدر فخر واعتزاز، وحقيقة لابد من إعطاء أهمية كبيرة لدور القطاع الخاص.

وقد التقيت بممثلي الغرف التجارية في اليمن على هامش أعمال الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي، وناقشنا الكثير من الأمور والمسائل وخاصة أمور الاستثمار في الدول الإسلامية، والآن الغرفة الإسلامية لديها توجه جديد بوجود الرئيس الجديد للغرفة الشيخ صالح الكامل ورجال أعمال من المملكة العربية السعودية، وهذا التوجه يمثل القيام بوضع رؤى وأفكار لابد من ترجمتها إلى أفعال سوف ترى النور قريباً في مجال الاستثمار على مستوى الدول الاسلامية ومن بينها اليمن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى