> هاجم مسلحون مبعوثي دولتين إسلاميتين إلى العراق امس الثلاثاء في بغداد بعد ثلاثة ايام من خطف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية,وسارعت باكستان بنقل سفيرها من بغداد بعد نجاته من الهجوم.

وكان رئيس بعثة البحرين في العراق أصيب بجروح في يده عندما فتح مسلحون النار على سيارته في بغداد فيما وصفته حكومة بلاده بأنه محاولة لخطفه.

وأعلنت الحكومة العراقية ان الهجومين يأتيان ضمن حملة لترويع الدبلوماسيين. لكنها وجهت انتقادات مستترة للمبعوث المصري لخروجه بمفرده إلى الشارع حيث خطف.

وما زال الغموض يحيط بمصير المبعوث منذ خطف يوم السبت الماضي.

وانفجرت قنبلة امس استهدفت على ما يبدو أفراد حرس خاص قرب السفارة الايرانية في بغداد كما تحدثت تقارير لم تؤكدها موسكو عن هجوم تعرض له دبلوماسيون روس في الاونة الاخيرة مما يشير إلى أن المتشددين في العراق يشنون حملة على الدبلوماسيين الاجانب.

وقال ليث كبة المتحدث باسم الحكومة العراقية امس الثلاثاء ان ما حدث ليس مستغربا وان خطف الدبلوماسي المصري محاولة لترويع السفارات والبعثات وهو "هدف الارهاب" وهو ايضا هدف الهجوم على الدبلوماسي البحريني.

وبعد ساعات من ذلك ذكرت الشرطة ودبلوماسيون أن مسلحين يستقلون سيارتين أطلقوا النار على ركب السفير الباكستاني لدى العراق محمد يونس خان لكن السيارتين سارعتا بالفرار بعد أن رد الحراس على النار بالمثل.

وقال مصدر من الشرطة"وقع تبادل لإطلاق النار وأصيبت واحدة من السيارات الثلاث في الركب الباكستاني."

وقال متحدث باسم الخارجية الباكستانية في إسلام أباد إن السفير "بخير",وأضاف "قررنا نقله إلى عمان. اتخذ القرار في ضوء تدهور الوضع الامني...سنراجع القرار عندما نرى أي تحسن في الوضع الامني."

وأثار خطف الدبلوماسي المصري تكهنات بأن المتشددين من العرب السنة في العراق يسعون لمنع الدول العربية أو الاسلامية التي يغلب السنة على حكامها
من تحسين علاقاتها مع الحكومة العراقية الجديدة التي يغلب الشيعة على أعضائها وتساندها الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية إن الغموض يحيط باختفاء المبعوث المصري ايهاب الشريف بعد أيام من إعلان بغداد أنه سيصبح أول سفير بصلاحيات كاملة لدولة عربية لدى العراق منذ الغزو الامريكي وهو ما لم يؤكده المسؤولون في القاهرة.

وقال كبة إن ملابسات غريبة تحيط بخطف المبعوث المصري معربا عن الدهشة إزاء خروج الشريف بمفرده بغير حراسة,وكان دبلوماسيون ذكروا أن مسلحين يستقلون سيارتين خطفوا الشريف عندما توقف لشراء صحيفة مساء السبت الماضي.

وقال مصدر في الشرطة العراقية ان نحو اربعة مسلحين يستقلون شاحنة صغيرة فتحوا النار على سيارة الدبلوماسي البحريني في حي المنصور الراقي ببغداد أثناء توجهه الى عمله. وذكر مصدر في المستشفى ان رئيس بعثة البحرين حسان الانصاري اصيب بطلقة واحدة في يده اليمنى.

وشوهدت سيارة الدبلوماسي البحريني الفاخرة التي تحمل لوحات أرقام دبلوماسية حمراء وقد تناثرت بقع الدماء داخلها ولوحظت فيها اثار عيارين ناريين على الاقل بينما فرغت إطارات عجلاتها من الهواء فيما تشير بعض الخدوش في السيارة إلى أن أعيرة أخرى أطلقت عليها لكن هيكلها المصفح حال دون نفاذ الطلقات.

وقالت الشرطة في موقع الهجوم ان الانصاري كان يقود السيارة بمفرده.

وتقع مقار البعثات الدبلوماسية الامريكية والبريطانية والتابعة لدول أخرى شاركت في غزو العراق في المنطقة الخضراء المحاطة بحراسة مكثفة في بغداد والتي تضم مقر الحكومة,ولا يتحرك أعضاء تلك البعثات إلا بصحبة حراسة مشددة.

بينما يمكن مشاهدة دبلوماسيين من دول أخرى في أنحاء العاصمة يقودون سياراتهم التي تحمل لوحات الارقام الدبلوماسية حمراء اللون وعليها أحيانا أعلام دولهم أو أي إشارات تدل على أنهم يمثلون دولا لم تشارك في الحرب.

وامتنع دبلوماسيون في السفارة الروسية في بغداد عن التعليق على تقارير نقلها دبلوماسيون من بعثات أخرى بأن قافلة سيارات تابعة للبعثة الروسية تعرضت لاطلاق النار عليها على الطريق المؤدي إلى مطار بغداد يوم الاحد الماضي.

ولم تلحظ أي دلائل على ما أعلنه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري امس الاول الاثنين عن بدء مرحلة جديدة في الحملة التي تشنها قوات الامن على
المتشددين.

لكن المساعي السياسية لتهدئة غضب السنة العرب في العراق حققت بعض التقدم بعد قبول البرلمان رسميا ضم عدد من أبناء الاقلية السنية من خارج الجمعية الوطنية التي يغلب الشيعة على أعضائها الى لجنة صياغة الدستور الجديد.

وبذلك أصبحت اللجنة أول هيئة سياسية عراقية تضم تمثيلا ملموسا للاقلية السنية منذ الانتخابات التي اجريت في كانون الثاني يناير الماضي وقاطعها معظم السنة.

ووسعت عضوية اللجنة الى 71 عضوا لتضم عددا اكبر من السنة وكان تمثيلهم قاصرا من قبل على اثنين.