البامطرف في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ساحل حضرموت (النشأة والتكوين والإبداع)

> «الأيام» صالح الفردي:

>
البامطرف في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ساحل حضرموت
البامطرف في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ساحل حضرموت
نظمت سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ساحل حضرموت ندوة ثقافية أدارها الدكتور عبدالقادر علي باعيسى، نائب رئيس الفرع بمناسبة مرور الذكرى الـ17 لرحيل الكاتب والمؤرخ والأديب الفذ محمد عبدالقادر بامطرف، تناولت عدداً من المحاور الإبداعية لتراثه الأدبي والتاريخي والصحافي .. نلخص أهم ما أشار إليه المتحدثون في العناوين التالية:

البامطرف في زمن العمالقة
في البداية تحدث الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي عن الأساسيات والظروف المكونة لشخصية الراحل البامطرف، والظرف الذي عاش في أحضانه هو وغيره من عمالقة الفكر دائمي الحضور في مختلف الرؤى والأحداث وكافة المتغيرات الحاصلة في المجتمع، منوهاً بأن الذكرى الـ 17 لوفاة البامطرف تصادف هذا العام مرور الذكرى الـ 90 لميلاده، وما بين لحظة صرخة الميلاد وصمت الموت تسجلت كل الأمور والتطورات، مفنداً دور الراحل البامطرف في الحراك السياسي والثقافي الاجتماعي وكوكبة من أعلام تلك المرحلة كالعالم المتفرد بن عبيد الإله والشاعر حسن بن عبيد الإله والأساتذة محمد بن هاشم وسعيد عوض باوزير وحسين البار .. فكان لكل من هؤلاء منهجه الخاص في التعبير عن أفكاره ورؤاه وثوابته، التي تنحو جلها مجال التحديث والنهج العام السائد في مرحلة التنوير.. واستعرض الأستاذ الملاحي نهج الراحل البامطرف الذي كانت له رؤيته، ليس بتقديم المادة المعرفية فحسب، بل في الأسلوب الذي جمع بين طريقة كتّاب التجديد التي ظهرت في نهاية القرن الـ 19 ومطلع القرن الـ 20 عند الكتاب العرب والمصريين بالذات، وبين الأساليب العربية الحديثة المتأثرة بالأساليب الأدبية الغربية في صيغها، ومفرداتها، ساعده على ذلك اطلاعه الواسع على الأدب الإنجليزي فجمع بين أصالة الأدب وحداثته.

البامطرف والصحافة السياسية
بحث خلاله الأخ عبدالله أحمد باوزير في عدد من الكتابات والمقالات التي سطرتها أنامل البامطرف في صحيفة «الطليعة» الحضرمية، التي صدرت في المكلا عام 1959م. مستعرضاً أسماء عدد من هذه المقالات التي بدأت تنهال على الصحيفة عام 1961م، منها على سبيل المثال لا الحصر (وحدتنا سبيل تحررنا، احذروا الفساد في الحكم، الدويلات العربية والبترول، شبابنا والقيادة السياسية، أيهما مناسب في التكوين السياسي الحزب الواحد أو تعددية الأحزاب، مناقشة موضوعية لأسس الوحدة الاتحادية، فن الاستغلال الأصلي، مولانا وكرسي الحكم، أسباب تعكير الأمن في حضرموت ...إلخ)، مسلطاً الضوء ومركزاً الحديث على موضوع آخر نشر على ثلاث حلقات متتالية في العدد (30) من الصحيفة ذاتها عام 1959 تحت عنوان الإصلاح الدستوري .. موضحاً ما أثاره هذا الموضوع من جدل ثقافي وفكري عميق امتد لفترة طويلة من الزمن لدى معاصريه على اختلاف توجهاتهم السياسية.. وأبرز المهندس باوزير مجموعة من الآراء السياسية وردود الأفعال التي خلفها هذا الموضوع، منها عدد من الكتابات التي أشادت بصراحة البامطرف، وأكدت على أهمية وحساسية المواضيع التي تطرق لها.. موضحاً جملة من التساؤلات التي انبثقت من عمق موضوعية الطرح والسجال الصحفي.

البامطرف.. وكتابة التاريخ
قدم الدكتور عبدالعزيز جعفر بن عقيل قراءة في المناهج العلمية الحديثة، التي استخدمها الراحل محمد عبدالقادر بامطرف في كتابته عن التاريخ وقراءته للمعلومة التاريخية .. مستعيناً بكتاب البامطرف (ملاحظات عن ما ذكره الهمداني عن جغرافية حضرموت) الذي استعرض فيه الراحل جملة من الحقائق والمعلومات التاريخية، والمناطق الجغرافية بمحافظة حضرموت، التي جاءت في كتاب الإكليل للهمداني .. مفنداً جملة من الحقائق والمعلومات ما بين الموافقة على ما جاء في كتاب الهمداني والمخالفة له، وإثبات بعض المعلومات الجديدة، حيث عرض الدكتور بن عقيل هذا الكتاب بقراءته المنهجية العلمية الحديثة .. مستعرضاً ما ورد في كتاب الإكليل وما جاء في كتاب البامطرف، إما موافقاً أو مخالفاً، وهو الأمر الذي أثار جملة من المناقشات والمداخلات وردود الأفعال المتفاوتة، التي أضافت للفعالية مزيداً من الإثارة والحيوية .. فتطايرت شظايا تساؤلات جمة، تماماً كما كان الراحل البامطرف يثيرها في العديد من كتاباته التاريخية المنشورة في كتبه ومؤلفاته العديدة، أو في الصحف السيارة التي كان مواظباً على نشرها.

البامطرف .. قاصاً اجتماعياً
في هذا المحور تناول الأخ أحمد باحارثة، طالب ماجستير باحث في أدب البامطرف، تجذر تجربة إبداع البامطرف في مجال الكتابة القصصية، موضحاً حقيقة وأهمية ما كتبه البامطرف في هذا المجال .. مستعرضاً سلسلة من الكتابات القصصية للراحل التي قدرت بحوالي 15 قصة أقدمها قصة القنبلة الذرية قالت لي وشخصيات لا تنسى، وهي قصة ذات طابع اجتماعي تتكلم عن العدل المفقود في تلك الفترة .. نشرتا في منتصف الأربعينيات بصحيفة «فتاة الجزيرة» باسم مستعار «المجهول».. هذا بالإضافة لقصة عن (القات ومشاكله الأسرية) وقصة (الشبح المتبدل) التي نشرت في صحيفة «الرأي» في مطلع الستينيات بتوقيع بوحضرم.. ثم نشر قصتين (سر الجسم) و(كيف قتلوا ابن الغراب) في السبعينيات في صحيفة «الشرارة».. ثم نشر قصتي (السمكة والسنار) و(ما هو السؤال) في الثمانينات في صحيفة «الشرارة» .. وقصة (ما هو السؤال) هي آخر قصة قصيرة نشرها الراحل البامطرف في سبتمبر 1987م. وقد ذكر أن للبامطرف قصة أخرى صغيرة نشرت في صحيفة «الشرارة» تحمل اسم (هدية العيد) في كتابه الحاضر الغائب .. ثم اتضح بعد ذلك أنها عبارة عن مسرحية قصيرة من فصلين كتبت باللهجة المحلية ونشرت عام 78م .. أما القصتان التاسعة والعاشرة فلم تنشرا، ووجدهما الباحث في مكتبة البامطرف الخاصة، إحداهما بعنوان (قطرة من شهر عسل) والأخرى (الاجتماع المغلق) .. أغفل البامطرف كتابة تاريخ القصة الثانية.. أما الأولى فأرخها في 14/10/87م، لذا يعتقد أنها القصة الأخيرة التي كتبها البامطرف على الإطلاق.. وقد أُغنيت هذه الندوة بالعديد من المداخلات الجادة والقيمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى