المـحـطـة الأخيـرة...ن...

> عبود الشعبي:

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
بدأت بعض الصحف هنا في اليمن تنضح ما فيها من علل وشوائب، وغاب عنها مبدأ «وقولوا للناس حسنا».. فقست كثير من الأقلام، فهي لا ترعوي في الطرح، ولا تملك طريقا للجدل من دون بذاءة، إنما تخط لتفرغ ما يختزن في النفوس من ضغائن، رغم أن الإنسان المسلم لابد أن يلتزم النص القرآني، الذي يشير إلى فن الجدال وأدب الحوار.. يقول تبارك وتعالى {وجادلهم بالتي هي أحسن}» و{ادفع بالتي هي أحسن} فلمَ لا يدفع كتاب الصحافة بالكلمة الطيبة وينتقدون برؤية صائبة، ويردون بموضوعية، بعيداً عن الكيد الرخيص وتتبع السقطات، لا سيما وأن القلم إن شاء جعل مداده سُم الحيات، وإن أراد صار للحكمة إماماً.. يقول عنه البعض: فتاك، سفاك بتاك، هتاك. كتوم، غشوم ، ظلوم، غروم.

ويصف أبو تمام القلم نظماً، فيقول:

لعاب الأفاعي القاتلات لعابه

وأرى الجنا اشتادته أيد عواسل

له ريقة طلٌّ ولكن وقعها

بآثاره في الشرق والغرب وابل

ما أحسن الصحيفة الجميلة التي تخط فيها السطور المهذبة، فكما أن «ن والقلم» دليل عظمة هذا الجسم المخيف الذي قيل عنه أيضاً: صغير الجرم عظيم الجُرم ، فإن السطور التي تحمل كلاماً نافعاً تكون كالسلسبيل.. «وما يسطرون»، لذا سيكون من الحماقة في عالم الصحافة أن تبذل الأموال في المداد والورق والطباعة، ثم لا نقرأ غير ساقط الكلام وعبارات الأذى، وقلما تجد نافعاً يشفيك ويغنيك.

إن بعض الصحف المحلية في بلادنا لا تحلق بعيداً، فهي تدور حول نفسها فلا تجد من الكلام غير الهمز واللمز والغمز وأحياناً الشتم والسب بصورة يشيب لها الولدان، وبعض الأقلام تتسابق في هذا المضمار «وشر البلية ما يضحك».

وكما أن صحافة السلطة يجب أن تكون موضوعية وقدوة في الطرح، فإن على صحف المعارضة أيضاً أن تكون كذلك، لأن التراشق والملاسنة وقبيح القول لا يأتي بخير بقدر ما يخلق الأحقاد ويباعد بين الناس، وحسبنا أن نذكر من يؤذي الناس بقلمه ولسانه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» .

فضلاً.. تعلموا أصول الحرية ياحملة الأقلام!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى