موجعات الضحك..في مفكرتي الفنية

> «الأيام» مختار مقطري:

>
مختار مقطري
مختار مقطري
بين كل أغنية وأغنية أغنية.. لكن مغنينا الشاب وقد تجاوز الأربعين.. ما يزال يبحث عن أغنية,«الفن لا يقاس بالأخلاق» .. مقولة تحتاج الى تدقيق ومراجعة هذه الأيام,في المسرح كل شيء معد له سلفا ومتفق عليه من قبل، إلا الجمهور.

«ولعنا شمعة» أغنية شعرت حين سمعتها بصوت مطربة مشهورة كأنها فعلا تغني عن ابنها الغائب، وحين غنتها مطربة صاعدة شعرت كأنها تغني عن حبيبها الغائب.

غضب المغني الشاب حين قال له ملحن كبير: «خير لك لو اشتغلت في السباكة» وبعد عامين كان المغني الشاب يجني أرباحا طائلة من عمله فيها.

شاعر وملحن ومطرب .. ما شاء الله.. وإيش كمان؟ فقال : أكتفي بما ذكرت ليحسدوني.

تعجبني مشاهدة البرامج الحوارية والثقافية ونشرات الأخبار، وابني تعجبه مشاهدة أفلام الرعب والمصارعة الحرة وعالم الحيوان، إلا أنني لا أجد اختلافا بين اختياراتنا لما نشاهد.

قبل اسبوع كان الصحفي يحاور راقصة فسألها عن سبب اعتزالها الغناء، وبعد اسبوع كان الصحفي يحاور مغنية فسألها عن سبب اعتزالها الرقص.

في بلادنا لا يزال الفن التشكيلي يبحث عن (زبائن).

في جنوب الوطن سابقا.. بدأت الكارثة الفنية بتحويل معظم الفنانين الى موظفين في الإعلام والثقافة، والغريب أن الكارثة مازالت قائمة الى اليوم رغم إغلاق الإعلام والثقافة أبوابهما في وجوه معظم الفنانين.

كنت أشاهد أغنية «فيديو كليب» لمغنية، في شاشة فضائية عربية، فسألني ابني الصغير (10 أعوام): ماذا تفعل هذه (الفنانة).. هل ترقص أم تغني؟ فقلت دون اكتراث بأن يفهم قصدي: «لا هذا ولا ذاك.. ولكنها تمارس علي ألاعيب لن يفهمها طفل صغير مثلك».. والمثير أنه أجابني: ولكني افهمها!

معظم الدراما التلفزيونية المحلية تذكرني بالتمثيليات التي يؤلفها ويمثلها ويخرجها الأطفال الصغار وهم يلعبون، وتتكرر فيها هذه العبارة عادة: «أنا باقتلك وانت موت».

قبل عامين تقريبا، قرأت في صحيفة ثقافية استطلاعا عن محافظة (جنوبية)، وللتأكيد على حياة الترف والنعيم التي كان يعيشها السلاطين قبل الاستقلال الوطني، على حساب قوت الشعب وصحته وتعليمه..إلخ، نشرت الصحيفة ضمن الاستطلاع صورة لمبنى كبير وفخم وكتبت أسفلها هذا التعليق: «هنا كان يعيش السلاطين»، وكان المدهش أن الصورة كانت لمبنى شيد بعد الوحدة اليمنية المباركة ليكون الاستراحة الخاصة بمحافظ تلك المحافظة. فلا تطور فن البناء ولا الخرسانات المسلحة ولا ثقافة (القمرية) التي انتشرت في العديد من المحافظات الجنوبية بعد الوحدة، نبهت الكاتب أو المصور أو أحدا في التحرير الى هذا الخطأ الكبير الذي أفقد الاستطلاع مصداقيته، كما لم يفكر أحدهم في أن قصر السلطان ربما كان أقل تواضعا من استراحة المحافظ.

كثرة والاستمرار في إشهار تأسيس المنتديات والجمعيات الأدبية والفنية لا يعني ازدهار الأدب والفن، إذا لم يكن معناه عكس ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى