آلاف المسلمين يدفنون موتاهم في الذكرى العاشرة لمجزرة سريبرينيتسا

> البوسنة والهرسك «الأيام» ا.ف.ب :

>
نعوش ضحايا مذبحة سربرنيتشا
نعوش ضحايا مذبحة سربرنيتشا
بكى اقارب على نعوش ضحايا مذبحة سربرنيتشا الذين انتشلوا من مقابر جماعية انتظارا لدفنهم امس الإثنين في ذكرى مرور عشر سنوات على أسوأ مذبحة تشهدها أوروبا في 50 عاما,وأبدت نساء يرتدين أغطية رأس بيضاء حزنهن وهن يلمسن 610 من النعوش ملفوفة بأغطية خضراء مصطفة في مقبرة تحولت إلى ساحة طينية بعد عاصفة الليلة الماضية.

وتحتوي النعوش على رفات تم التعرف عليها في الفترة الأخيرة بعد أن عثر عليها في مقابر جماعية حفرتها قوات صرب البوسنة لاخفاء قتلها ثمانية آلاف مسلم بين يومي 11 و18 يوليو تموز عام 1995.

ونقلت مكبرات الصوب صلاة الجنازة في حين توافد الألوف على المقبرة. وبحث أهالي الضحايا بين الشواهد الخشبية عن اسماء ابن أو أب أو زوج.

وجاءت خيرية مويتش (36عاما) لتدفن حماها أما رفات زوجها فقد تم التعرف عليها وقت متأخر ولم يتسن دفنه اليوم,وحضرت شخصيات عديدة بينها الرئيس الصربي فلاديمير تاديتش.

وتاديتش هو اول رئيس صربي يقوم بهذه المبادرة تكريما لذكرى ضحايا المجزرة.

وقد ارتدى تاديتش بزة رسمية سوداء وربطة عنق سوداء مقلمة بالابيض.

ومر امام 610 نعوش دفنت في الارض في ختام الاحتفال.

امراة بوسنية تحمل صور لاطفال مذبحة سربرنيتشا عام1995م
امراة بوسنية تحمل صور لاطفال مذبحة سربرنيتشا عام1995م
وواكبت الاحتفال تدابير امنية مشددة. وقد انحنى تاديتش امام النعوش قبل ان ينضم الى الشخصيات الدولية المشاركة في الاحتفال وبينها وزراء الخارجية البريطاني جاك سترو والفرنسي فيليب دوست بلازي والهولندي بن بوت.

كما كان حاضرا رئيس محكمة الجنائية الدولية ثيودور ميرون والدبلوماسي الاميركي ريتشارد هولبروك، احد مهندسي اتفاق دايتون (الولايات المتحدة) للسلام الذي وضع حدا للحرب الاتنية في البوسنة (1992-1995).

ومثل الولايات المتحدة دبلوماسي مكلف شؤون جرائم الحرب، بيار ريتشارد بروسبير.

وكان ناجون من المجزرة ابدوا في وقت سابق استياءهم من مجيء تاديتش، وقالوا انه غير مرحب به. ورد الرئيس الصربي بالقول ان وجوده هو "لتكريم الضحايا الابرياء".

ووضع تاديتش في نهاية الاحتفال باقة من الزهر قرب نصب اقيم في المكان تخليدا لذكرى الضحايا.

وعبر سترو في كلمة القاها عن شعور "الاسرة الدولية بالعار" لعدم تمكنها من منع حصول المجزرة.

وتلا رسالة موجهة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، اكد فيها ان منفذي الاعتداءات "يسعون لزرع الحقد بين الديانات والثقافات (...) ومن واجبنا امام
البشرية ان نمنعهم من النجاح في ذلك".

وقال ريتشارد هولبروك من جهته للصحافيين "مجزرة سريبرينيتسا ما كان يجب ان تحصل. سريبرينيتسا فشل لحلف شمال الاطلسي ولجنود حفظ السلام التابعين للامم المتحدة ومأساة ما كان يجب السماح بحصولها".

وفي ختام الاحتفال، ووري 610 قتيلا تتراوح اعمارهم بين 14 و75 عاما، الثرى في مقبرة اقيمت عند مدخل سريبرينيتسا.

وقالت بيغونا موجيتش التي جاءت لتدفن شقيقيها وابنها الذين قتلوا في المجزرة "قلبي محطم. لا املك الكلمات للتعبير عن معاناتي".

ودفن اكثر من 1300 شخص تم التعرف عليهم في المقبرة منذ انشائها في 2003.

امراتان بوسنيتان تبكيان على نعوش ضحايا المذبحة
امراتان بوسنيتان تبكيان على نعوش ضحايا المذبحة
وجرت المراسم التي انتهت بعد الظهر من دون مشاكل وسط تدابير امنية مشددة، بعد العثور على 35 كيلوغراما من المتفجرات اخيرا في موقع النصب التذكاري. ولم يتم الكشف عن اي معلومات حول مجرى التحقيق.

ولا يزال الزعيمان السابقان لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش اللذان وجهت اليهما محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة اتهاما بالوقوف وراء المجزرة، فارين.

ولم تحضر كارلا ديل بونتي مدعية محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة المراسم,وقالت المتحدثة باسمها فلورانس هارتمان لوكالة فرانس برس انها "لم تتوجه الى سريبرينيتسا احتراما للضحايا".

واضافت انها "لا يمكن ان تواجه الضحايا طالما ان المسؤولين الرئيسين عن المجزرة ما زالا فارين".

في بلغراد، بثت ثلاث محطات تلفزة صربية خاصة مباشرة الاحتفالات ما يشكل تغييرا في موضوع يعتبر محظورا على نطاق كبير.

وفي صربيا، يعتبر الاعتراف بمجزرة سريبرينتسا امرا اكثر صعوبة، لان كرادجيتش وملاديتش لا يزالان يعتبران من الابطال في نظر جزء كبير من السكان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى