قائد الشرطة البريطانية: حصيلة الاعتداءات سترتفع لكنها لن تبلغ مئة قتيل

> لندن «الأيام» وكالات:

>
النيجيرية ماري فتاي وليمز التي وصلت الى لندن يوم أمس تبحث عن ابنها المختفي منذ الخميس الماضي في انفجارات لندن
النيجيرية ماري فتاي وليمز التي وصلت الى لندن يوم أمس تبحث عن ابنها المختفي منذ الخميس الماضي في انفجارات لندن
اكد قائد الشرطة البريطانية يان بلير أمس الاثنين ان حصيلة اعتداءات لندن ستتجاوز الرقم الحالي الذي يبلغ 52 قتيلا لكنها لن تبلغ المئة,وصرح يان بلير في مؤتمر صحافي اثر زيارة تفقد الى احدى محطات المترو التي استهدفتها هجمات ارهابية "انا متاكد من ان الحصيلة ستتجاوز 52 قتيلا لكنها لن تبلغ المئة".

واضاف "لقد تم التعرف على بعض هويات (القتلى).. على ثلاثة منهم يوم أمس على ما اعتقد". واوضح المسؤول انه لا يمكنه اعلان هويات طالما لم يتم التاكد الكامل منها وقبل ابلاغ الاسر المعنية.

وقال "ينبغي تفحص كل سنتيمتر مربع على حدة بدقة وهذا يعني فحص مئات الامـتار مـن النفق اي قـطار بكاملــه. وهذا مشهد واحد فقط من المشاهد الاربعة للجريمة، انها عملية طويلة، طويلة جدا.

و"سنواصل حتى نعثر على المسؤولين سنبذل كي شيء سننجز كل شيء بشكل جيد وبكل دقة. سنقبض عليهم".

وأعلنت الشرطة البريطانية (سكتلنديارد)أمس الاثنين انه تم جمع ممثلي اجهزة الشرطة والمخابرات في 28 دولة فضلا عن ممثلي الشرطة الدولية (انتربول) والشرطة الاوروبية (يوروبول) يوم السبت الماضي في لندن لاطلاعهم على سير التحقيق في اعتداءات لندن.

وقالت متحدثة باسم سكتلنديارد لوكالة فرانس برس "عقد اجتماع في سكتلنديارد السبت الماضي مع ضباط ارتباط اجانب ووفود عن 30 دولة ومنظمة".

واوضحت المتحدثة ان الاجتماع الذي افتتحه مسؤول كبير في سكتلنديارد كان يستهدف "اطلاع شركائنا على تفاصيل الاعتداءات واعطائهم وجهة نظر شاملة عن التحقيق حتى ذلك الوقت".

وشارك في الاجتماع بحسب المتحدثة "ممثلون عن الهيئات المكلفة بفرض القانون واجهزة الاستخبارات".

ودعيت الى الاجتماع كل من الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلاندا واليابان وسنغافورة وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان وبلجيكا وهولندا والدنمارك والسويد والنروج وفنلندا وايرلندا والنمسا وسويسرا وقبرص بشطريها اليوناني والتركي واسرائيل وتركيا ولاتفيا والجمهورية التشيكية ورومانيا.

كما دعي ممثلون عن الشرطتين الدولية (انتربول) والاوربية (يوروبول).

واستقل اللندنيون أمس الاثنين في اول نهار عمل طبيعي منذ الاعتداءات التي هزت مدينتهم يوم الخميس الماضي، الحافلات وقطارات الانفاق للتنقل كما اعتادوا رافضين الاستلام للخوف بالرغم من عدم الاعلان عن العثور على اي خيط يوصل الى الجناة.

واستعادت المدينة طابعها المعتاد: عربات مترو وحافلات مكتظة وزحمة سيارات ومشاة يتهافتون على الارصفة تحت سماء صيفية مشرقة.

واستقل عمدة لندن كين ليفنغستون المترو امس الاثنين متوجها الى عمله ليشكل نموذجا للبريطانيين حتى يستعيدوا حياتهم العادية.

اول ضحية يتم التعرف عليها من ضحايا تفجيرات لندن البريطانية سوزان ليفي 53 عاماً
اول ضحية يتم التعرف عليها من ضحايا تفجيرات لندن البريطانية سوزان ليفي 53 عاماً
وقال ليفنغستون وهو يصعد الى عربة مزدحمة تسير من وايلسدن غرين (غرب لندن) الى لندن بريدج القريب من البلدية "سنعمل وسنواصل حياتنا. ولن نترك مجموعة صغيرة من الارهابيين تغير اسلوب حياتنا".

واضاف "لا اعتقد اننا سنكف عن التفكير فيما حدث الاسبوع الماضي".

ولم يخف الركاب في غالب الاحيان شيئا من التوتر كالشابة كلوي (24 عاما) التي اتت لتضع باقة من الزهور بالقرب من مكان الاعتداء الذي استهدف الحافلة.

وقالت كلوي "اضع هذه الباقة تكريما لذكرى الذين فقدوا حياتهم (..) كنت قلقلة بعض الشيء عندما استقليت المترو لكنني اعتقد ان الامور ستكون على ما يرام. علينا ان نحاول العودة الى حياتنا العادية ونمضي قدما".

و عاد الملايين من سكان العاصمة البريطانية لندن الى اعمالهم أمس في تحد موجهين رسالة مفادها "اليوم عمل كالمعتاد".

بعد هجمات يوم الخميس الماضي نشر المسؤولون أول قائمة رسمية عن هوية الضحايا.

وقال متحدث باسم شبكة انفاق لندن التي تقل ثلاثة ملايين راكب يوميا "القطارات ممتلئة ومنطلقة."

اما حافلات لندن التي يشتهر بعضها بانها ذات طابقين والتي تقل ستة ملايين راكب في اليوم فقد استأنفت العمل بصورة شبه طبيعية.

ولم تعتقل الشرطة البريطانية حتى الان أحدا بتهمة صلته بالهجمات على ثلاثة قطارات انفاق وحافلة من طابقين مما زاد من مخاوف قيامهم بهجمات جديدة.

وصرحت هيزل بليرز وزيرة الدولة بوزارة الداخلية البريطانية المسؤولة عن الامن بان الشرطة البريطانية راضية عن استجابة الجمهور لطلبها الخاص بتقديم المعلومات والصور التي التقطتها الات التصوير والهواتف المحمولة.

وقالت بليرز لهيئة الاذاعة البريطانية "من الواضح انهم (رجال الشرطة) يحققون تقدما لكن عليهم تتبع كل خيط وهذا النوع من التحقيقات معقد بدرجة لا تصدق."

وأضافت "انه عمل مرهق يتضمن عمليات فرز وتمحيص والبحث عن بصمات وكل هذه الامور وتتبع كل المعلومات التي وصلت اليهم. ولذلك لا نتوقع نتائج فورية في هذا المجال لكنهم يبذلون كل ما بوسعهم."

وكانت أول ضحية كشف عن هويتها رسميا هي سوزان ليفي (53 عاما) وهي ام لطفلين كانت تستقل قطارا في خط بيكاديللي الذي يربط بين ميدان راسل ومحطة كينجز كروس في الذروة الصباحية. وامتدح سكان لندن على نطاق واسع لرد فعلهم الهاديء المنضبط للهجمات وعودتهم السريعة الى حياتهم المعتادة.

وقالت بام براميدج وهي موظفة حكومية انها تعمدت ان تجلس في الطابق الثاني من الخط رقم 30 وهو نفس الخط الذي فجر فيه الطابق الثاني في هجوم يوم الخميس الماضي. وذكرت بام انها غير مندهشة البتة من التحدي الذي ابداه سكان لندن أمس والذي تجلى ايضا امس الأول الاحد خلال الاحتفال بالذكرى الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقالت وهي تستقل الحافلة "هذا ما انتظرته حقا خاصة بعد احتفالات أمس الأول، اعتقد ان الروح المعنوية عالية."

ودعت الشرطة البريطانية سكان لندن للعودة الى العمل أمس الاثنين ليثبتوا لمهاجمي تنظيم القاعدة الذين قتلوا 49 في تفجيرات يوم الخميس الماضي انهم لم ينجحوا في ترويع عاصمة بريطانيا واذلالها.

وقال آندي تروتر نائب قائد شرطة لندن موجها حديثه الى سكان العاصمة البريطانية "لندن مستعدة لاستئناف العمل. اذا لم تفعلوا ذلك سيكون الارهابيون قد كسبوا وهذا ما لا نريده."

واشارت آخر حصيلة نشرتها الشرطة البريطانية أمس الاثنين الى مصرع 52 شخصا في اعتداءات لندن اضافة اصابة اكثر من 700 شخص بجروح.

وتراس رئيس الحكومة البريطانية توني بلير صبيحة أمس الاثنين اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية "كوبرا" بحضرو وزير الداخلية تشارلز كلارك والدفاع جون ريد. ويتوجه بلير اليوم الاثنين (أمس) الى مجلس العموم مستعرضا اولويات حكومته.

واكد المتحدث باسم بلير ان اولوية الحكومة هي استكمال عملية التعرف على الجثث ومن ثم متابعة البحث عن الادلة المادية بهدف تحديد وتوقيف منفذي الاعتداءات التي تنسبها الحكومة الى تنظيم القاعدة. وفيما لم تعلن الشرطة بعد الامساك باي خيوط في التحقيق، وفيما اطلقت السلطات سراح ثلاثة اشخاص كانت اعتقلتهم السبت الماضي في مطار هيثرو بموجب قانون مكافحة الارهاب، سيضطر بلير ان يرد على المعارضة المحافظة التي تطالب بتشكيل لجنة تحقيق لتحديد ما اذا كانت الاجهزة البريطانية قد ارتكبت هفوات قبل الاعتداءات.

واعتبرت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الداخلية هيزل بليرز امس الاثنين ان تحقيقا من هذا النوع "هو آخر امر" تحتاجه اجهزة الامن في الوقت الحاضر.

وقالت بليرز لقناة "جي ام تي في" البريطانية "يتم درس جميع الفرضيات. نحن نقوم بكل ما يجب واولويتنا المطلقة هي احالة الذين اقترفوا الفظائع وقتلوا الابرياء الى القضاء".

وكانت الملكة اليزابيت وقسم كبير من العائلة المالكة قد شاركوا في تجمع أمس الأول لاحياء الذكرى الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، الى جانب عدد من اعضاء الحكومة وعشرات الاف البريطانيين، وقد هيمنت اجواء الاعتداءات على الاحتفال. وقالت ملكة بريطانيا خلال هذا التجمع انه يجب "الاستمرار بحماية نمط الحياة البريطاني" ما اطلق موجة من التصفيق الحاد في صفوف الحشود. اما الرئيس الروحي للكنيسة الانغليكانية اسقف كاتربري روان وليامز فقد دعا أمس الاثنين الى التصدي "لمحاولة جعل اصدقائنا المسلمين اكباش محرقة".

وكانت الشرطة البريطانية اعلنت أمس الأول الاحد انها تأخذ "على محمل الجد بشكل كبير (..) اعمال ذات طابع عنصري او ديني". وكانت اربع مساجد تعرضت لمحاولات احراق على خلفية الاعتداءات.

نيجيرية تسافر إلى لندن بحثا عن ابنها المفقود منذ الانفجارات
وصلت سيدة نيجرية يعمل ابنها في إحدى شركات البترول إلى لندن أمس الاثنين بحثا عن نجلها المفقود عقب التفجيرات التي وقعت في العاصمة البريطانية يوم الخميس الماضي. وقالت ماري فاتاي-وليامز إنها لم تتلق أي اتصال من نجلها أنطوني (26 عاما) منذ صباح يوم الخميس الماضي. ويعتقد أن الابن استقل حافلة إلى عمله صبيحة ذلك اليوم. وتشير سجلات المكالمات الهاتفية على هاتفه النقال إلى أن أنطوني تحدث إلى مديره هاتفيا في التاسعة و41 دقيقة صباح يوم الخميس. ويخشى من احتمال أن يكون قد استقل الحافلة رقم 30 وهي الحافلة التي انفجرت فيها قنبلة بعد ست دقائق من المكالمة الهاتفية. وفي كلمات مؤثرة في محطة ميدان تافيستوك حيث وقع الانفجار قالت فاتاي-وليامز إنها ستحارب لحماية قيم وذكرى ابنها. وقالت وهي تغالب دموعها إن "الدم البريء سيصرخ إلى الله دوما طلبا للقصاص".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى