> اعلن رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة انه قدم امس الجمعة الى رئيس الجمهورية صيغة حكومية جدية تضم وزراء من داخل البرلمان وخارجه لا يتمثل فيها العماد المسيحي ميشال عون لكنها تحظى بموافقه اكثر من مئة من اصل 128 نائبا.

وقال السنيورة للصحافيين اثر اجتماعه نحو نصف الساعة بالرئيس اميل لحود الذي يتطلب تشكيل الحكومة موافقته، انه قدم "تشكيلة مطعمة من داخل البرلمان وخارجه تضم 24 عضوا وتحظى بدعم اكثر من مئة نائب اي نحو 78% من اعضاء البرلمان".

واوضح السنيورة ان التشكيلة "تمثل الاكثرية التي كلفته"، في اشارة الى تسميته من قبل كتلة نواب تيار المستقبل التي يتزعمها سعد الحريري، موضحا انها "لا تضم" الزعيم المسيحي ميشال عون.

واشار السنيورة لوكالة فرانس برس الى ان هذه التشكيلة تحظى بدعم تحالف ابرز تنظيمين شيعيين مواليين لسوريا (حزب الله وحركة امل).

من ناحيتها اكدت مصادر مقربة من المشاورات الحكومية ان حزب الله وامل يتمثلان في هذه التشكيلة.

واعتبر رئيس الحكومة المكلف ان "هذه الصيغة هي الافضل لحكومة اصلاحية تمثيلية تحظى بدعم هذا العدد الكبير من النواب" خصوصا ان "امامنا من جهة فراغ سياسي وتوتير امني ومن جهة اخرى محاولات مستمرة من الداخل والخارج لاثبات عجز اللبنانيين عن اخذ زمام الامور بيدهم".

وقال ان الرئيس لحود ابلغه "انه سيدرس الصيغة وسيعطيني جوابه النهائي في اقرب فرصة".

وردا على سؤال عما سيكون موقفه في حال رفض الرئيس لحود هذه الصيغة، اكتفى السنيورة بالقول "اعود الى الكتلة التي رشحتني لنتخذ القرار الذي نراه مناسبا".

وينص الدستور اللبناني على تشكيل الحكومة بعد ان ينال اقتراح الرئيس المكلف (مسلم سني) موافقة رئيس الجمهورية (مسيحي) الذي يوقع معه مراسيم التشكيل.

واوضح السنيورة ان صيغة حكومة غير برلمانية طرحها امس الخميس "بعد اعتذار الرئيس لحود عن قبول ثلاث صيغ قدمتها لحكومة تسد الفراغ وتهتم بالتحديات، لم تنجح".

وقال "استجابة لرغبته (لحود) اجريت مشاورات جديدة لكن الجواب جاء سلبيا من البعض وجاءت مقترحات البعض الاخر غير منسجمة مع مفهومي لحكومة من هذا النوع".

وكان السنيورة اعلن الخميس اثر لقائه لحود انه سيعمد الى تشكيل حكومة غير برلمانية كتسوية نهائية بعدما اخفق في التفاهم مع لحود على تشكيل حكومة اتفاق وطني تتمثل فيها كل الاطراف.

واضافة الى تحفظ عون وتحالف حزب الله-امل رفض وليد جنبلاط ابرز حلفاء الحريري، حكومة التكنوقراط.

واستبعد الزعيم الدرزي في تصريح صحافي ان "تقلع حكومة كهذه بالمهمات الملقاة على عاتقها لا سيما مهمة تسلم الامن". وقال ان "هذه المهمات تستلزم فريق عمل قويا".

واعرب عن اعتقاده ان رئيس الجمهورية "سيرفض اي تشكيلة" يعرضها عليه السنيورة داعيا الى تركيبة من الاكثرية النيابية (72 نائبا من اصل 128) التي تضم تيار المستقبل وتياره وقوى مسيحية ابرزها حزب القوات اللبنانية.

وقال "ليرفضها لحود فنعرف بعد ذلك ما العمل".

وكانت اكثرية نيابية غير مسبوقة بلغت 126 من اصل 128 قد سمت السنيورة لتشكيل الحكومة منذ 30 حزيران/يونيو.