الفقر في الهند يسهم في تجارة عصرية في سوق الرقيق

> الهند «الأيام» رويترز :

>
الفقر في الهند يسهم في تجارة عصرية في سوق الرقيق
الفقر في الهند يسهم في تجارة عصرية في سوق الرقيق
لم تعمد جولوي سوري مالك الى الالحاج في توجيه أسئلة الى ابنتها البالغة من العمر 16 عاما عن تفاصيل الفترة التي تعرضت خلالها للاختطاف بعد تخديرها على أيدي اغراب قرب قرية سوراجبار جوت في شمال الهند.

كانت الام تجلس القرفصاء على ارضية متسخة في شرفة منزلها وامامها وقف حائط طيني رسمت عليه ابنتها سونيتا رسومات طفولية. وقالت الام "انني اصدق كل ما تقوله لي ابنتي."

ومنذ عدة اشهر قام رجلان من نيبال انتحلا صفة محاميين لمساعدة الام في الدفاع عن ابنها الذي اودع السجن في قضية اتجار غير مشروع في اشجار الغابات باختطاف الابنة سونيتا واورميلا زوجة اخيها البالغة من العمر 30 عاما.

وسونيتا واورميلا من منطقة تسكن بها قبيلة صغيرة تختلط فيها اجناس الهند ومنغوليا تعرف باسم ديمال في منطقة يطلق عليها اسم "ارض الشمس" في شرق الهند قرب الحدود من نيبال.

وقالتا في سياق سرد رواية ما حدث لهما انهما هربتا بعد ان وصلتا الى مدينة بون قرب بومباي عاصمة التجارة والترفيه في الهند بعد احتجازهما لفترة وجيزة.

وقالتا انهما عملتا بعد ذلك كخادمتين لدى عائلة نيبالية محلية من اجل جمع المال كي يتسنى لهما العودة الى قريتهما.

الا ان هذه الرواية كانت تحفل بالكثير من نقاط الضعف.. منها كيف هربتا بمثل هذا السهولة.. وكيف عثرتا على مثل هذه العائلة الطيبة في مدينة غريبة.

وما تتناقله الألسنة بين أفراد منطقة قبيلة ديمال التي يصل عدد افرادها الى 900 ممن لا يعرفون شيئا تقريبا عما يدور حولهم في العالم الخارجي هو ان سونيتا واورميلا وقعتا ضحية لاشخاص يتاجرون في الاعراض وانهما ارسلتا الى مواخير الهند المختلفة.

وقال جارجان كومار مالك وهو مدرس وزعيم قبلي ساعد في اعادة سونيتا واورميلا الى قريتهما "لا نلح كثيرا في السؤال لانها مسألة يكتنفها الحرج ويلفها العار."

وقال "في مجتمعنا ليس لدينا اشياء مثل الدعارة ومن الصعب ان يصدق الناس ذلك."

ورغم قبول كل من سونيتا واورميلا في القبيلة بعد عودتهما الا انهما انتقلتا الى بلدة اخرى بحجة البحث عن عمل.

وتقول الولايات المتحدة التي ادرجت الهند على قائمة الدول التي اخفقت في مكافحة الاتجار في الرقيق الابيض ان هذا هو ثالث اكبر مورد لاموال الجريمة المنظمة بعد المخدرات والاسلحة.

وتقول وزارة الخارجية الامريكية ايضا ان تجارة الرقيق من الجرائم الرائجة السريعة الربح اذ يجري تهريب من 600 الف الى 800 الف من النساء والاطفال كل عام.

وفي الاونة الاخيرة قالت وزيرة الخارجية الامريكية "الاتجار في البشر لا يمكن وصفه الا انه تجارة عصرية في العبيد." واضافت ان ضحايا هذه التجارة يعيشون ابدا في "رعب وبؤس."

ونيبال المجاورة مورد رئيسي للنساء والاطفال اذ يجري تهريبهم عبر الحدود الرخوة على بعد كيلومترات قليلة من قرية سوراجبار جوت.

ويعيش في منطقة ديمال اناس يكسبون اقواتهم اصلا من الزراعة وهم وثنيون يعبدون الانهار والغابات. ويعيش هؤلاء في اكواخ من البامبو في منطقة لاتزال تتهددها الفيلة الجامحة الباحثة عن غذائها كما يشيع في المنطقة تعاطي نبيذ رديء مستخلص من الارز.

وكانت جولوي مع سونيتا واورميلا يوم خطفتا.

واقتاد الرجلان اللذان ادعيا انهما محاميان النسوة الثلاثة الى مقهى لشرب الشاي ثم قالا انهما بحاجة الى سونيتا واورميلا فقط للتوقيع على بعض المستندات من اجل الافراج عن تشاوبال ابن جولوي ثم غابا عن الانظار ومعهما سونيتا واورميلا.

وقالت جولوي "كان معي اربع روبيات (تسعة سنتات) فقط." واضافت "انفقت الروبيات كلها في المقهى ولم تأت سونيتا واورميلا وهو ما اقلقني."

في نهاية الامر عادت سونيتا واورميلا الى العائلة طواعية او ان اناسا ارسلوا للبحث عنهما واحضارهما... وهي امور لاتزال يلفها الغموض.

وقالت جولوي "شعرت بالسعادة بالفعل بعد عودتهما. لم استطع العمل او فعل اي شيء في غيابهما. لقد نال منهما الهزال والتعب وقت عودتهما."

وكانت جولوي البالغة من العمر حوالي 50 عاما تسرد الرواية وقد تجهم وجهها فيما كانت ترتدي اسمالا بالية.

ومعظم افراد عائلة جولوي لا يرتدون ما يستر اجسادهم ويلهون بطيور وحيوانات رثة اعتادوا ان يستخدموها في التسول.

وكان زوج جولوي يعمل معالجا تقليديا للقبيلة قبل وفاته وعبرت عن املها في لقاء "المحاميين" المزيفين يوما ما.

وتقول جولوي "اذا عثرنا على هذين الرجلين اعتقد اني سأجهز عليهما."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى