> لم تكن الثقافة مجرد كلمة هامشية تضاف إلى مسميات الأندية للزينة والديكور، أو تعلق للتباهي والظهور، أو تنحصر معانيها في درجات سلم التصنيف الثقافي، الذي يجلب للأندية دخلا موفورا.. لم تكن الثقافة أبداً كذلك لا ولن تكون، بل هي الوجه الآخر في هوية هذه الأندية وهي الخلفية الفكرية والمرجعية العقلية التي تحدد سلوك هذا النادي أو ذاك، مستندة في ذلك على حتمية الاطلاع والقراءة والسماع وربط الجميع بالكتاب والجهاز والمحاضرة (كل في مجاله)، فليست الرياضة إلا علماً، وليس العلم إلا ثقافة ومعرفة.

ومن هنا يجب أن نستوعب ضرورة تحريك الثقافة داخل أروقة الأندية، وتفعيل دورها وفق ثقافة النادي الأخلاقية والسلوكية، وذلك عبر وسائل الثقافة المختلفة والمتنوعة، ولكن علينا ألاّ نتعامل مع الثقافة الرياضية كتعاملنا مع الرياضة ذاتها، فهذا هو الأمر الذي لم نتحرر منه إلى الساعة.. فكثير من الأندية في العواصم والأرياف وحتى اللجان المسؤولة عن الثقافة تتعامل مع الثقافة وكأنها إحدى الألعاب التي تمارس في النادي وفق هواية الأفراد لها. وكم كان مدهشاً حقاً عندما أعلن الأخ عبدالرحمن الأكوع، وزير الشباب والرياضة في افتتاح واختتام التجمع الشبابي للمسابقة الفكرية السادسة لأندية الجمهورية 2005م، إن المسابقات الثقافية القادمة ستكون «من هذا العام وليس الذي يليه» بطريقة الذهاب والإياب على غرار دوري الدرجة الأولى أو الثانية لكرة القدم، ونحن هنا نتساءل بجدية هل اللجنة الثقافية قادرة على مثل هذا الفعل الشاق وهي التي تعمل على طي التجمع واختزاله في أربعة أيام بطريقة لا تخلو من العفوية والبساطة والتواضع؟.. إننا نعتقد أن المسألة الثقافية هذه مسألة معقدة، هي أعقد من ذنب الضب، وذلك لحسابات أخرى هي أكثر تعقيداً وصعوبة، لذلك ينبغي لنا أن لا ننظر للثقافة بعيون رياضية صرفة.

وكم كان مؤلماً للجميع عندما تعاملت اللجنة الثقافية مع صاحب المركز الرابع في المسابقة الأخيرة كتعامل الرياضيين له، فكم حزنّا لخروج سبأ ذمار خالي اليدين من كل تكريم، وهو صاحب الدور الملحوظ في البطولة، ومن قبله نهضة بعدان ومن قبله مكلا حضرموت.

نحن بحاجة إلى استيعاب مفهوم الثقافة الرياضية، وليس عيباً أن نجعل للثقافة قوانينها ولوائحها المتحررة نسبياً من قيود وعُقد الرياضة المحضة، فالثقافة هي التي تدفع بالرياضة وليست الرياضة هي التي تدفع بالثقافة.

المسؤول الثقافي لنادي أحور - أبين