رئيس جامعة عدن:الخبز قضية محورية تدور حولها حياة البشر والحضارات

> عدن «الأيام» نبيل مصطفى مهدي:

>
أ.د.يحيى عبدالكريم راصع
أ.د.يحيى عبدالكريم راصع
اختتمت أمس الأحد بقاعة المؤتمرات بجامعة عدن الندوة العلمية حول «صناعة الخبز في الجمهورية اليمنية» التي نظمتها على مدى يومين كلية ناصر للعلوم الزراعية بجامعة عدن والشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال بالتزامن مع الحملة الوطنية «لتدعيم دقيق القمح بالحديد والفولات» واحتفاء بيوم الرغيف العربي الذي صادف 16 يوليو الجاري.

وكانت الندوة قد بدأت أعمالها صباح أمس الأول السبت بكلمة ألقاها الأخ أ.د.يحيى عبدالكريم راصع، رئيس جامعة عدن مشيدا بالشراكة بين كل من كلية ناصر للعلوم الزراعية والشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال لتأتي هذه الندوة ثمرة طيبة لها كونها تتناول محورا تدور حوله حياة كثير من البشر وتصاغ بموجبه استراتيجيات وسياسات الدول.. واتخذت من مكوناته الأساسية رمزا للخير والخصب والعطاء في كثير من الحضارات.

وأكد الأخ رئيس جامعة عدن في كلمته ان الخبز يظل المطلب الأساسي لكل البشر رغم اختلاف مداخيلهم وأدوارهم،باعتباره عنصرا غذائيا لا غنى لجسم الإنسان عنه، كما انه مطلب وحيد لشريحة من البشر لأنه وحده البديل المتاح، وعدم توفره لهذه الشريحة بالقدر الكافي ينذر بالخطر، ويفتح الباب للحديث عن الفقر الذي يمثل في الوقت الراهن من أكثر المشاكل تعقيدا وانتشارا في العالم.

وأوضح ان اهتمام الحكومة بتنفيذ برنامج لمكافحة الفقر يأتي ادراكا لتلك الحقيقة وتمشيا مع توجيهات فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية المستمرة للحكومة التي تؤكد ضرورة تشجيع الزراعة والاستثمار الزراعي والتوسع في انشاء السدود في مختلف محافظات الجمهورية وانشاء بنك التسليف الزراعي لدعم المزارعين، بهدف تضييق دائرة الفقر.

وقال الأخ أ.د.عبدالكريم يحيى راصع، ان انعقاد هذه الندوة العلمية المكرسة لدراسة موضوع صناعة الخبز في اليمن يأتي انطلاقا من ادراك جامعة عدن لأهمية ربط الجامعة باحتياجات المجتمع، بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن.

كما تحدث في الجلسة الافتتاحية الأخ منصور عبدالجليل عبدالرب، محافظ لحج فأثنى على جهود قيادة جامعة عدن ممثلة بالأخ أ.د. عبدالكريم يحيى راصع، في دعم وتبني المواضيع العلمية المهمة المرتبطة بحياة المجتمع اليمني ومعيشته كمثل هذه الندوة الخاصة بصناعة الخبز في الجمهورية اليمنية.

وقال ان تأكيد جامعة عدن على هذا النهج في تجسيد دورها من شأنه تعزيز علاقاتها مع المجتمع ومختلف مؤسساته.

وقد جرى خلال أعمال الندوة أمس مناقشة (17) ورقة علمية تناولت قضايا صناعة الخبز في الجمهورية اليمنية من حيث مواصفاته وجودته وكذا الموضوعات المتعلقة بأثر اختلاف أوزان قطعة العجين والتدخلات للسيطرة على اينميا عوز الحديد وخزان الحبوب، وبعض الجوانب الفنية لصناعة الخبز في محافظة عدن.

وشارك في أعمال الندوة ممثلون عن كلية ناصر للعلوم الزراعية بجامعة عدن، كلية الزراعة بجامعة صنعاء، الاتحاد العربي للصناعات الغذائية، رابطة القمح الفرنسي، مركز بحوث الأغذية وتقانات ما بعد الحصاد، وزارة الصحة، الشركة الوطنية للتجارة والصناعة المحدودة بتعز، جمعية حماية المستهلك بصنعاء، جامعة حضرموت، الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، الغرفة التجارية والصناعية بعدن، الشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال.

وقد تدارس المشاركون على مدى أربع جلسات عمل عددا من الموضوعات المتعلقة بصناعة الخبز والآثار الضارة لعوز المغذيات التي يبرز في مقدمتها سوء التغذية الذي يشكل فقر الدم أحد نواتجه. كما تدارس المشاركون قضايا السموم المرتبطة بنواتج دقيق الخبز والمواد الداخلة في صناعته والمواد المضافة والمحسنة التي في مجملها تضر بصحة المستهلك في ظروف انعدام الرقابة والمعايير والمحاسبة على استخدامها.

كما جرى التطرق الى الحجم الذي آل اليه رغيف الخبز في ظروف تزايد الأعباء المعيشية على المستهلك.

وأشاد المشاركون بالعمل المشترك بين المؤسسات الأكاديمية وشركات القطاع الخاص في اقامة الفعاليات العلمية مؤكدين أهمية تعزيز تلك العلاقات بما يخدم تطوير البحث العلمي لإيجاد الحلول لمشاكل التنمية.

وفي ختام الندوة خلص المشاركون الى عدد من التوصيات نوهت بأنه تقع على عاتق الجهات الحكومية وبالذات وزارة الزراعة ووزارة الصناعة والتجارة والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس مسئولية تطبيق المواصفة القياسية اليمنية رقم (51) لعام 2005م الخاصة بدقيق القمح ودعمه بالحديد والفولات وذلك في جميع مجالات تداول الدقيق واستخداماته الغذائية. وطالب المشاركون الجهات المختصة بتحديد المواصفات والمقاييس والتعاطي القانوني والمسئول مع استخدام المواد المضافة والمحسنة وتقنين استخدامها في صناعة الخبز حماية للمستهلكين من الأضرار والأخطار المحدقة بهم على ان تشارك مؤسسات المجتمع المدني في ذلك.

وأوصى المشاركون بتنفيذ برنامج اعلامي متعدد الأوجه يهدف الى نشر الوعي لدى المواطنين لاستعياب مخاطر نقص المغذيات وشرح السبل التي تمكنهم من اكتشاف الاختلالات ومخالفات المواصفات المعتمدة.

ودعا المشاركون الى السعي لإيجاد رغيف قياسي لتحديد حجم ووزن الرغيف الذي يتناسب مع مقدرة المستهلكين والارتقاء بجودته، وتشجيع البحوث العلمية الهادفة الى تطوير رغيف الخبز وتحسين قيمته الغذائية، وكذا انشاء مواصفة قياسية يمنية للرغيف المصنع من خليط الحبوب بالإضافة الى القمح بالاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال.

وأكد المشاركون ايضا على أهمية تشجيع صناعة الخبز الأسمر، وطالبوا بتنظيم الرقابة على المخابز لتنفيذ الشروط الصحية وتوفير موازين معايرة واستخدام مواد ذات جودة مناسبة واضافة النخالة أثناء انتاج الدقيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى