فيصل علوي لـ«الأيام»:فنانو المخادر بلحج مقلدون !

> «الأيام» انتصار سعيد زربة:

>
فيصل علوي
فيصل علوي
نشأ الفنان اليمني القدير فيصل علوي، وترعرع في بيئة زراعية خصبة، والده علوي سعد، رحمه الله، كان فنانا في أربعينات القرن الماضي. ولد فيصل علوي عام 1952 في قرية الشقعة على ضفاف وادي تبن ، كان في طفولته يساعد والده في رعي الأغنام، فيصحو مبكرا مع صوت العصافير المغردة مع نسيم الصباح وحفيف الماء الذي يروي البساتين الخضراء المزروعة بالفل والورد والفواكه المختلفة. في بيئة لحج الفنية التي رعاها الفنان الكبير الأمير أحمد فضل القمندان نشأ وترعرع الفنان فيصل علوي الذي نلقاه في هذا الحوار.

النشأة الفنية
إلى أي مدرسة ينتمي الفنان فيصل علوي؟ ومن له الفضل في اكتشافه؟ فأجاب قائلاً: نشأت في بيئة لحج الفنية التي رعاها الأديب والمفكر والمثقف والفنان والملحن أحمد فضل القمندان الذي رعى الفن والأدب والطرب في لحج. وفي أيامه اشتهر الأدب والفن اللحجي وذاع صيته في كل أنحاء اليمن والوطن العربي، وكان لسفراته الخارجية دور كبير في نهوض الأدب والشعر وتطابق ذلك في عكس الواقع الاجتماعي آنذاك من خلال الأدب والشعر. ومن ثم تأسيس الندوات وتشجيع الأدباء والشعراء والفنانين المبدعين. فتأسست الندوة اللحجية بقيادة الفنان صلاح ناصر كرو وندوة الجنوب اللحجية بقيادة الفنان فضل محمد اللحجي. إلى جانب ذلك وجود الأدباء أمثال عبدالله هادي سبيت، صالح فقيه، علي مغلس، النصري وغيرهم.

في تلك المرحلة ذاع وانتشر اسم الموهبة الصغيرة في شقعة وادي تبن الأخضر، فيصل علوي، حيث كان في رعاية عمه بعد وفاة والده، رحمه الله. فطلبه شخصياً الأستاذ الفنان الكبير صلاح ناصر كرد لرعايته علمياً وفنياً، وكان له ذلك، شكل الفنان صلاح ناصر كرد والفنان فضل محمد اللحجي ثنائيا لصقل مواهب هذا الموهوب الصغبر فيصل علوي.

القمندان
القمندان
بداية المشوار
وعن بداية مشواره الفني قال: في بداية مشواري الفني لم أتأثر بفنان بعينه، بل صقلت موهبتي من قبل فنانين كبار، وتدرجت في النشأة من الغناء إلى العزف على العود ثم الكمان والناي.

جديد فيصل علوي
أين جديد فيصل علوي؟

- الفنان فيصل علوي كائن حي يتأثر بما حوله، وهو يتجدد باستمرار، إلا أن الكلمة الجديدة التي تواكب المتغيرات في حياة المجتمع والناس والتطور أصبحت معدومة الا ما ندر.. إلى جانب اللحن الرائع الذي ينسجم والكلمة أصبح غير موجود.

وفيصل علوي فنان حساس ارتبط بالفن والجماهير يغني لها ولطموحاتها وأمانيها في الحياة الحرة الكريمة، وهو يتأثر ويبدع من أجل الفن متى توفر النص واللحن البديع. ومع ذلك فهناك الجديد حيث يجري الآن الانتهاء من إعداد أغان جديدة سترى النور قريباً، إن شاء الله.

وعن الصعوبات التي يواجهها الفنان في بداية مشواره، قال:الصعوبات التي يواجهها الفنان في بداية مشواره كثيرة، أي تجربة جديدة يمر بها الإنسان في حياته تواجهه فيها صعوبات ليس في مجال الفن بل في مختلف المجالات.

أهم تلك الصعوبات هي قدرة المبدع على تحدي الواقع والتغلب على تناقضاته المعقدة، على سبيل الخصوص المسألة الاجتماعية، حيث كان الفن في نظر الناس عيبا.. وهذا ما تعرض له الفنان فيصل علوي من داخل أسرته، ولكنه تخطاه بكل صمود وجدارة. الجانب الآخر صعوبة التعاطي مع من يدير المعرفة والتدريب أثناء إجراء البروفات وكيفية درجة الاستيعاب.

ومن الصعوبات مدى ما يواجهه الفنان من تحدي الاجتياز والتدريبات والبروفات، وأن ترضي الناس جميعاً وحسب أمزجتهم تحقيقاً للعمل الغنائي، ورضا الناس غاية لا تدرك.

وأيضاً توفير الأدوات والآلات الموسيقية التي يحتاجها الفنان في ضوء ظروفه الصعبة والأهم من الصعوبات هو كيف يصل الفنان إلى قلوب الناس بشتى الطرق ليحتل مكانة مرموقة في وجدانهم كونه الوحيد الذي يستطيع تحريك هذا الوجدان.

فضل محمد اللحجي
فضل محمد اللحجي
هل الفنان اليمني الكبير قد أعطي حقه؟

- في الوطن اليمني الكبير حتى اليوم لم يحظ أي فنان كبير باهتمام وتقدير من قبل الدولة الا بذر الرماد في العيون. ذلك لأن التراث والأدب والفن اليمني لم يتم حمايته وصيانته من السلب والقرصنة الفنية .

وعلى وجه الخصوص السلب والقرصنة الفنية والأدبية للتراث والفن اليمني في الخليج والجزيرة العربية. وهذا من أهم واحبات وزارة الثقافة والإعلام في أي بلد في العالم.

فما بالك بالاهتمام بالفن والفنانين الكبار. هذه المسألة تحددها مؤسسات ثقافية وفنية تعمل على تقييم ومراقبة أداء الفن والفنانين والثقافة والمثقفين، وفي ضوء ذلك يتم إعطاء الفنان والمبدع والمفكر حقه.

كيف تتعاملون مع النقد؟

- الفنان إحساس ومشاعر وذو حس مرهف، ويتعامل مع الفن بهذا الإحساس، ولهذا فإن أداءه عرضة لبعض النواقص، وهناك نقد بناء يهدف إلى التطوير وتحسين الأداء، وهناك نقد سلبي هدفه التشهير من باب الحسد على نجاح هذا الفنان أو ذاك ، وهذا النقد بقدر ما هو جارح لكن يتم التعاطي معه في ضوء ما يطرحه.

هناك انتقادات تقول إن الفنانين الحاليين في محافظة لحج في الأعراس والمخادر لا يقدمون أي جديد.

- فنانو المخادر في محافظة لحج اليوم ليسوا فنانين وغير موهوبين وانما مقلدون، والمقلد ليس فنانا، فهو كالببغاء يقلد ما يقوله الآخرون، وكلهم متأثرون بمدرسة فيصل علوي القمندانية، لكنهم يكتفون بتقليده.

نتمنى للفنانين الحاليين الهداية والرشد والعودة لتعلم أصول الفن والغناء حتى يستطيع كل واحد منهم أن يكون له شخصية خاصة بذاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى