حنبة معصبلة عصبال!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
كيف ندخل لهذا الموضوع ومن فين نجي له مع كل هذي الشعبكة واللعبكة والدعبكة مع انه في معانا نصوص وأسس تنظم كل شيء نظرياً.. لكن إذا مشينا بعد هذي النصوص وحدها بدون ما نأخذ بالنظر واقع الحال فإن النتيجة بالتأكيد باتكون توديفة أحمدي.. هناك واقع أقل مايمكن أن يوصف به هو أنه مليء بالشجاجين.. احتقانات وتوترات وتفاسير وارتباكات ومع انه في ناس كثيرين عندهم أمل وناس يحاولوا لكن كمان في أيضاً ناس بلا قياس متربصين وناس أكثر غافلين وناس مزمبلين للدنيا ويائسين من كل شيء وناس مالهمش أي صفة من الاعراب واللي ما له جمعة ما له عيد!

لما تجي تجلس تفكر في النصوص من دستور وقوانين ولوائح وشرايح وقرايح تقول أيش اللي احنبنا هذي الحنبة المعصبلة عصبال لأنك تدرك انه هذي النصوص كلها في وادي والواقع المعاش (والطامة الكبرى انه حتى الواقع الممكن) في وادي ثاني بعيد إلى كذاك.. كذااااك. وقد قالت الفنانة فايزة عبدالله ذات يوم أمان يا نازل الوادي أمان.. ونحنا هكذا من يوم ما خلقنا الله نجلس ولا نصلح شيء وننتظر المفاجأة اللي قد تجيء وقد لا تجيء فإذا أجت أجت، ما أجتش مع السلامة.. ولو كانت عندنا الدولة بمفهومها الحقيقي الذي يستند بالتعريف إلى النظام من صدق واللي يعتمد على مهابة القانون ورجاله تمشي شغلها بالاستناد إلى هذه المرجعية أو الشرعية ما فاتحناهاش بالموضوع من أصله.. وما فاتحناش مبسرين هذي البسارة كلها.

ليش جلسنا كل هذا الوقت مراعيين للمفاجأة - والمفاجآت عادة ما تكون مربكة تدخلنا معها في دهاليز الحيص بيص اللي بلا حنيص ومافيش له حفيص - ليش جلسنا كل هذا الوقت لنصبح الآن «هكذا»! هيا ذلحين اتسمعوا واقرأوا الندوات والحوارات والمداخلات والمخارجات والمزايدات والمناقصات اللي أنا متأنكد تأنكداً شديداً ون هندرد برسنت (أي مية بالمئة) انها سوف ترجعنا بعد أي جدل أو جدال ومفاحسات ومداحسات إلى اللي ألفناه وتعودنا عليه ومللناه.. إلى المربع رقم واحد.. حوار منفلت وأداء سياسي يحاول أصحابه الاصطياد في المياه العكرة، وباعة جدد وقدامى يحاولون تسويق بضاعة قديمة (اكسبايرد) في علب جديدة لامعة القراطيس الله يعلم ايش بداخلها من براطيس، وبعدما تتم الصفقات وينتهي المغنيين والمغنيات حق العرس وكل واحد يرفع سامانه.. يدور في السر وحتى في العلن أحيانا كثيرة حديث عن كيف ينبغي تقسيم الكيكة! وكم هو مهين ومذل للإنسان أن يشبه الوطن بالكيكة.. لكنها الحقيقة التي تنطق بها نفوس المتقاسمين.. واأسفاه.

واأسفاه نعم.. أنا والله قلبي يوجعنا وأريد أن أختم مقالي بأقل الكلمات وأوضحها على قدر ما أستطيع لأننا إذا بقينا نسير - أو حتى نجري - في لغز المتاهة فإننا لن نصل إلى بوابة النجاة إلا وقد اتناصلت عظامنا.. في مجال استحقاق التداول السلمي للسلطة كلام ليس جديدا علينا.. لكننا فقط لم نتنبه إليه أو نستعد له.. لهذا فإن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عندما أعلن بأنه لن يعيد ترشيح نفسه للرئاسة في المرحلة القادمة فإن إعلانه قد انقض علينا في مفاجأة كالصاعقة، لهذا فأنا مش مع هذا الشيء مش لأننا أحب الرئيس - وأنا فعلاً أحبه - ولكن.. لأن أرضية القيام بالتداول السلمي للسلطة ليست مهيأة بعد حسب تقديري.. لهذا أخاف لاعاد تلتعب البلاد أكثر مما هي ملعوبة.. وأرى - بعد إذن الأخ الرئيس - أن من واجبه هو إعداد البلاد للتغيير.. ثم إنه أدرى مني بأن تطوير الدولة وإصلاحها ليس بمجرد تبديل الأشخاص أو تداولهم وإنما بقدرتهم على إحداث هذا التطور.. وحتى الآن لا أرى في أفق اليمن من هو أقدر من علي عبدالله صالح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى