سقوط عشرات القتلى والجرحى في التظاهرات وأعمال شغب وتخريب تطال ممتلكات عامة وخاصة

> محافظات «الأيام» وكالات/ خاص:

>
متظاهرون يحملون أحد القتلى في التظاهرة الاحتجاجية بصنعاء أمس
متظاهرون يحملون أحد القتلى في التظاهرة الاحتجاجية بصنعاء أمس
اشتبك آلاف المواطنين في شوارع وسط صنعاء صباح أمس مع قوات مكافحة الشغب في أعنف مواجهات تشهدها العاصمة منذ العام 1998(عندما أوقعت اشتباكات 38 قتيلاً في أسبوعين بسبب زيادة الأسعار).

وكانت المظاهرات قد بدأت من الموقف الرئيس للباصات في التحرير واتجهت نحو مقر الحكومة و مجلس النواب وتطورت لاحقاً لتشمل ميدان التحرير والصافية وشارع حدة ومنطقة حدة وشارع هايل ونقم والحصبة.

وكانت أعنف المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين الذين كانوا مدججين بالأسلحة الرشاشة في المنطقة التي يقطن فيها كبار مسؤولي الدولة وكذلك في محيط منطقة بنك التضامن الإسلامي وبنك اليمن الدولي وجولة كنتاكي بالإضافة الى منزل أمين العاصمة في مديرية نقم حيث حطم المتظاهرون الفندق الواقع بجانب منزل أمين العاصمة.

متظاهرون يقومون بتكسير السيارات في التظاهرة الاحتجاجية بصنعاء أمس
متظاهرون يقومون بتكسير السيارات في التظاهرة الاحتجاجية بصنعاء أمس
وقامت قوات الأمن بصد متظاهرين كانوا متوجهين الى السفارة الأمريكية وهتف عدد من المتظاهرين «بانبايع السفير الأمريكي ماعد نشتيش حكومة».. بينما كانت الهتافات متنوعة في ميدان التحرير من «لا مؤتمر لا مؤتمر يا أمريكا أنت الأمل» الى «مقلع مقلع ياباجمال» و«لا اله الا الله باجمال عدو الله».

وقال شهود عيان إن قوات الأمن كانت تقوم بتوزيع منشورات عبر سيارات مدرعة بين المتظاهرين تؤكد على ضرورة الإصلاحات السعريه لمحاربة الفساد والمفسدين.

وقام المتظاهرين بإحراق السيارات التي تحمل لوحات (حكومي) وبالذات السيارات الفارهة وتم منع خروج السيارات والموظفين من جميع المباني الحكومية وتطور الأمر الى محاولة اقتحام البنك المركزي ولكن الحراس تمكنوا بشق الأنفس من صد المتظاهرين ووقع في هذا الموقع بالذات بحسب شهود عيان قتيلان وعدد من الجرحى ولم يعلم ما اذا كانوا قد سقطوا برصاص الشرطة أو المتظاهرين الا أن المتظاهرين تمكنوا من دخول بنك اليمن الدولي ونهبه.

وقام متظاهرون بإطلاق النار على مقر حزب المؤتمر الشعبي العام حيث أكد مصدر داخل المقر اطلاق النار.. وحاولوا احراق مبنيي وزارة المالية ووزارة النفط.

وأصيبت صنعاء بشلل تام يوم أمس وقام المتظاهرون بإحراق اطارات السيارات وأغلقوا الشوارع في عدة اتجاهات من الوسط وحتى جنوب العاصمة كما قاموا بقطع طريق المطار.

كما قام المتظاهرون بإتلاف المباني التجارية وخربوا معظم المحلات التجارية في التحرير والزبيري وشارع حدة ولم تسلم المطاعم أو الفنادق التي قام المتظاهرون بتدمير السيارات الواقفة أمامها.

أما في المدينة السكنية في حدة فتكرر المشهد نفسه وقام مخربون بنزع واسقاط أعمدة الكهرباء وفي الصافية تمكن المتظاهرون من حرق مبنى مديرية الصافية.

وقد خفت حدة المواجهات عند نحو الساعة الثانية بعد الظهر الا أن المتظاهرين عادوا للتجمع بعد الساعة الثالثة.

وقال متظاهر في ميدان التحرير وسط صنعاء في سخط «أي إصلاحات هذه التي تجعلنا أكثر فقرا». وأضاف متسائلا «هل هذه هي مكافأتنا لأننا نعطيهم أصواتنا في الانتخابات؟».

الى ذلك طالب الأخ عبدالقادر باجمال، رئيس الوزراء في حديث تلفزيوني أمس، طالب المواطنين بالتزام الهدوء.

اشتباكات بين القوات الامن والمتظاهرين في صنعاء
اشتباكات بين القوات الامن والمتظاهرين في صنعاء
أما في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن فقد شهدت محطات النقل فوضى عارمة ما بين رجال الأمن، الذين انتشروا في مختلف مديريات المحافظة، حيث قام مالكو حافلات الأجرة برفع اسعار النقل الداخلي بنسبة 100% رافضين توجيهات رسمية برفع خمسة ريالات فقط على السعر السابق، الأمر الذي تسبب في شل الحركة في المحافظة ساعة توجه المواطنين الى اعمالهم فقامت فرق أمنية بحمل مالكي الحافلات على نقل المواطنين لكن غالبيتهم غادروا المحطات رافضين أوامر الأمن، لتسود المحافظة باقي ساعات اليوم حالة من الموات وغياب مظاهر الحياة تعبيرا من المواطنين عن استيائهم الشديد من القرار الحكومي، وتأكيدا على أن هذه الجرعة الجديدة «جرعة موت للبسطاء».

وصرح لـ «الأيام» الأخ عبدالكريم شائف، نائب محافظ عدن الأمين العام للمجلس المحلي قائلاً: «إن التعرفة الجمركية ورفع الدعم الجزئي عن المشتقات النفطية يجب أن لا ترفع معظم السلع الأساسية، وعلى سبيل المثال فإن كيس البر أو الدقيق سوف يخفض بما يساوي 80 ريالا.. وإن هذا المبلغ سوف يعوض أصحاب الأفران الذين يبيعون الرغيف (الروتي) وربما لا يستعمل بأكمله».

وأضاف الأخ شائف قائلاً: «وعلى هذا الأساس فإن سعر الرغيب يجب أن لا يزيد بأي حال من الأحوال.. وإن أي مواطن يبلغ عن أي فرن قام بزيادة السعر سوف تتخذ بحق صاحب هذا الفرن الإجراءات القانونية الرادعة بما فيها اغلاق الفرن».

واستطرد الأخ نائب محافظ عدن قائلاً: «إن أسعار المشتقات النفطية بعد رفعها لا ترتقي والأسعار العالمية لهذه المشتقات وإن سعر 40 ريالا للتر الواحد من الديزل يكلف الدولة بالسعر العالمي 95 ريالا.. وإن سعر البنزين بعد رفعه هو 65 ريالا بينما سعره العالمي هو 65.91 ريال، والكروسين بسعره الحالي بعد الرفع هو 45 ريالا بينما سعره عالمياًَ هو 62.97 ريال».

واختتم الأخ عبدالكريم شائف قائلاً: «إن الدولة بعد رفع الأسعار للمشتقات النفطية لا زالت تدعمها بمبلغ قدره 547.292 مليار ريال وإن الفارق بين دعم الأمس ودعم اليوم سوف يستغل بشكل أو بآخر لصالح المواطنين إما بدعم قوارب الصيد أو أنظمة التقطير للمزارع أو الرعاية الاجتماعية أو الاستثمار في قطاع الكهرباء لإنتاج 300 ميجاوت».

وفي محافظة لحج أدى قرار رفع أسعار المحروقات الى شلل في حركة المواصلات في عدد من مدن المحافظة ومنها مدينة الحبيلين حيث شلت حركة نقل المواطنين من مديرية ردفان الى محافظات اخرى بسبب ارتفاع أجرة النقل في معظم الخطوط الرئيسية والفرعية، وتحولت مديرية ردفان منذ الصباح الباكر الى مدينة خالية من السكان والحركة اثر الزيادة في أجور المواصلات حيث بلغ أجر النقل من الحبيلين الى عدن 350 ريالا بدلا من 250 ريالا وكذلك الحال في الخطوط الداخلية مما تسبب في تأخر الطلاب والموظفين والعمال فترة طويلة.

وكانت مديرية ردفان قد شهدت تعزيزات أمنية منذ مساء أمس وأطقماً تجوب أرجاء المديرية حتى عصر اليوم.

وقد عبر عدد من الاهالي عن استيائهم جراء هذا الارتفاع في أجور النقل الداخلي مطالبين النقابة العامة للمواصلات بمراعاة ظروف المواطن، والحكومة بالرجوع عن قرارها.

وبمحافظة شبوة اعتبر المواطنون الجرعة الجديدة مزيداً من الافقار ورفع الاسعار وتردي الوضع المعيشي.

وألقى تنفيذ القرار الحكومي برفع أسعار المحروقات أثره على ارتفاع الاسعار وشل نشاط الشارع الشبواني، قابلها خيبة واستياء بديا على وجوه المواطنين، الذين اقتصرت أحاديثهم على الوضع المعيشي الذين سيقبلون عليه مع هذه الجرعة، اضافة الى اغلاق اعداد كبيرة من المحلات التجارية، وشل حركة تنقل المواطنين بين مديريات الطلح، عرماء، جردان وميفعة، وهدد المواطنون في مديرية عسيلان بتفجير الشركات العاملة في النفط فيما تم اعتراض سيارات وقاطرات تابعة للدولة بعد التقطع لها على الطرق، ومايزال المواطنون يهددون بمزيد من ردود الفعل الغاضبة ما لم تراجع الحكومة سياستها في تنفيذ الجرعة القاتلة.

ووقع في العاشرة من مساء أمس الأربعاء انفجار شديد عند مدخل بوابة مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة أصاب الخط النفطي وأدى الى اشتعال النيران التي كانت تشاهد من المناطق المجاورة للمدينة.

ويمتد هذا الخط وهو يتبع الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية من حقول وادي جنة بمنطقة عياذ مرورا بمنطقة ماس بمدينة عتق متجها نحو ميناء التصدير على البحر العربي في منطقة نشيمة بطول يبلغ 220 كم.

وهرعت الى مكان الحادث العديد من الأطقم العسكرية وسيارات الإطفاء التي ظلت تحاول اخماد الحريق المشتعل حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس.

كما بدأت الأجهزة الأمنية إثر ذلك عمليات التحري والبحث للكشف عن مرتكبي الحادث.

وعلمت «الأيام» أن نحو 4 سيارات تقل جموعا كبيرة من المسلحين توجهوا يوم أمس إلى مبنى شركة هنت في موقع الإنتاج والدخول في مفاوضات لوقف انتاج النفط، وهو الأمر الذي أدى إلى وقفه، بالاضافة إلى وقف عدد من الشركات النفطية العاملة في مواقع انتاج النفط.

وبمحافظة ذمار عمت الفوضى وشلت الحركة تماما مدينة ذمار أمس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى