تحية للتلال قرنفلة عدن الحمراء

> علي سالم اليزيدي:

> أيام الفوز.. إنها لحظة الزمن الذي تأجل ومن ثم عاد إلينا يحمل البشارة، حينما أصر رجال هذا النادي الرياضي، وكل الفريق اللاعب وشباب الأنصار في عدن الجميلة، وكل المدن التي تحب هذا التلال، وتعشقه لأنه عدني منذ ولادة الكرة في شوارع حافة العيدروس وسوق الطعام وشارع الزعفران والسيلة، حتى اليوم الذي نبتت فيه هذه القرنفلة العدنية الحمراء (نادي التلال) الذي تربع على عرش الكرة سنوات طويلة بطلاً يوماً بعد يوم، ليس لأنه قد حصد لقب الدوري العام، كلا.. وليس لأنه عميد الأندية في الجزيرة العربية، أبداً، إذ أن الموضوع يتخذ مكاناً أوسع، ومن نافذة مطلة على الأيام العظيمة للكرة العدنية ورفيقتها الكرة الحضرمية، وزمان كانت لنا أيام، وجسد هذا التاريخ التليد بكل مخزونه وصفاته وخبرته ورسالته جيلاً بعد جيل لنادي التلال العريق، وريث كرة كريتر، وأجزاء من عدن البطلة الأبية، عندما ظهرت الكرة تمثل وجهين مقاومين، هي وجه عدن الوطني، وتماسك شبابه وأبنائه من أجل العروبة والوجود، والآخر هو رفض الاستعمار والاستبداد، وهذه أبرز الصفات التي ربطت الكرة العدنية وأنديتها في التواهي والمعلا والشيخ عثمان وكريتر، وكان نادي التلال هو حديث شرعي لأندية ظهرت آنذاك مثل: الأحرار والشباب الرياضي والقطيعي وغيرها، ولاعبين رائعين من ذهب مثل: ابراهيم صعيدي والخوباني وغازي عوض ويسلم صالح ونصر شاذلي وعمار.. وهو جيل قدم فناً غالياً كان تراثاً كروياً ورياضياً يدخل التاريخ بأحرف من نور.

والتلال اليوم متوج، نعم هذه قرنفلة عدن الحمراء تتقدم الموكب، وفي هذا نحن لا نسأل لماذا تأخر هذا الفوز ولكننا نعلم أن التلال يستحق الفوز مرة وأكثر من مرة، ومنذ زمن، فهناك من العوامل ما يكفي، ومع هذا ظلت الأحلام تتأرجح.. مرة تقترب، ومرة تستبعد، وفي أحيان كثيرة كان التفرج على الصراع الكروي أفضل من الحصول عليه، فقد تدهورت أندية، وتوارى لاعبون، وانتكست آمال، وضاعت آفاق في وسط السحاب.. كل هذا والوضع الرياضي خارج إطار التخطيط المعقول، ولا توجد لدينا خطة وطنية لتطوير اللعبة، ولا اللاعبين، ولا الكرة والاندية.. اختصرنا الطريق بالبحث عن لاعبين من الخارج، وتكديس النقود في بعض الأندية، واستعملنا ولأول مرة في العالم حق استعمال الفيتو في كرة القدم في أكثر من دوري، وضد أكثر من فريق ومباراة وجعلنا صراع الدوري صراعاً قبلياً، وسباقات للمزاج والأفكار بين من فاز ومن خسر ذلك اليوم المشهود، ولازالت لدى الجهات الرسمية كل نوايا الصراع، وكل الطرق تؤدي الى تدهور الكرة ليس إلاّ.

إنها تحية وسلام كبير من المكلا الحضرمية، حيث ظهرت الكرة منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وفي المكلا لعب أبناء عدن منذ وقت مبكر جداً في الستينات وأبرزهم: عبدالله ناصر، عمر محمود، ابوبكر طرموم، عبدالله بونا ويسلم صالح، فقد جاءوا للعمل، وانخرطوا في أندية حضرموت مثل نادي الوحدة والكواكب والأحرار بعدئذ.. وظلوا سنوات طويلة حتى أن ذكراهم لازالت قوية، ومحبتهم أمام كل دار، وكل هذا الكلام حتى لا نفصل التجربة الكروية الحضرمية عن شقيقتها الحقيقية الكرة العدنية التي عرفت غازي عوض الجعيدي، رفيق عوض بانوب وأبناء آل عمار وغيرهم، ولأننا نحتفل بهذه القرنفلة العدنية الحمراء، إنها أيام الفوز المباركة وهي النشيد وأيام العيد السعيد.. وكل شيء للحب العدني مباح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى