استراحة «الأيام الرياضي» بعنوان(هواتف «الأيام» الرياضية في زمن الخصوصية اليمنية

> «استراحة الرياضي» نجيب محمد يابلي:

> لكل قاعدة استثناء؛ أي أن ماهو طبيعي ومنطقي فلا غبار عليه وما هو غير ذلك يثير الاستغراب ولا مكان للاستغراب في بلادنا، ولذلك يعزي الناس أنفسهم بعبارة «خصوصية يمنية»، وهي روشتة نافعة لخفض ارتفاع الدم أو السكر.

وفي هذا الإطار نتناول موضوع الهواتف الرياضية لـ «الأيام»، حيث يتصل المتابعون والمهتمون بمباريات كرة القدم بهواتف «الأيام» الرياضية، والتي تبدأ بالرقم 259222 وفي حال انشغال هذا الخط يتحول اتوماتيكياً إلى أحد الثلاثة الأرقام الأخرى؛ أي أن «الأيام» تشغل أربعة خطوط على مدار الساعة، أربعة خطوط لايهدأ لها حال ولايستقر لها بال والأرقام التي سنوردها تتحدث عن نفسها.

إذا تحدثنا عن القاعدة التي يسودها المنطق والعقلية التجارية، نجد أن الفضائيات العربية وغير العربية تعد مسابقات ذات جوائز مغرية، تسبقها مقدمات تتطلب الاتصال مراراً، ويعني ذلك بلغة المال الشيء الكثير، ومن هنا تربح الفضائيات وشريكتها المؤسسة الفلانية من مؤسسات الاتصال، لكن إذا تحدثنا عن الاستثناء أو الاستغراب أو الشذوذ، سنتحدث عن حال هواتف «الأيام» الرياضية مع المؤسسة العامة للاتصالات.

وفقاً لآخر الإحصائيات، بلغت إحصائية الاتصالات بالهواتف الأربعة خلال شهر مارس حوالي 763.54 اتصالاً، وخلال شهر أبريل حوالي 776.48 اتصالاً وخلال الفترة مايو ويونيو حتى 4 يوليو حوالي 429.59 اتصالاً، في حين بلغ خلال الأيام من 4 حتى 18 يوليو (وهي منطقة الذروة بالنسبة لمباريات كرة القدم) حوالي 964.53 اتصالاً وسيلاحظ القارئ الكريم أن مؤسسة الاتصالات حصدت مبالغ محترمة وبأسلوب تعامل غير محترم مع «الأيام»، لأن العقلية التي تدير المؤسسة قد أثبتت جلياً أنها لا عقلية قطاع عام يراعي تعظيم الملكية العامة والموارد العامة، ولا عقلية قطاع خاص يراعي تعظيم إيراداته بابتداع وسائل جاذبة للإقبال على سلعته والسلعة قد تكون خدمة وهنا تكمن الكارثة، ولذلك حق عليها صفة «خصوصية يمنية».

يتبين لأي مؤسسة موقفها المالي آخر العام من حساباتها الختامية، حيث يخضع الإنفاق والإيراد لميزان المفاضلة وتكون النتيجة بإحدى العلامتين (+) أو (-)، ولو أخذنا إحصائية الهواتف الرياضية لـ «الأيام» لشهري مارس وأبريل وأجملناهما لوصلنا إلى النتيجة التالية:

اجمالي الاتصالات خلال مارس = 763.54 اتصالاً

اجمالي الاتصالات خلال أبريل = 776.48 اتصالاً

الإجمالي العام = 539.103 اتصالاً

المعدل الشهري = 76905.51 اتصالاً

يتدفق هذ الكم في العادة على «الأيام» من سائر أنحاء البلاد، وقد تزيد التعرفة وقد تنقص، ناهيكم عن أن ذلك التدفق يأتي من هواتف ثابتة وهواتف سيارة، وهنا أيضاً ترتفع الكلفة أو تنخفض، ولذلك دعونا نتفق على حد أدنى لمعدل كلفة المكالمة ولنقل 6.7 ريالات، نجد أن المؤسسة تحصد 393 ألفاً و2.448 ريالاً شهرياً؛ أي 4 ملايين و721 ألفاً و378 ريالاً سنوياً، كما تحصد المؤسسة مبالغ محترمة وبأسلوب تعامل غير محترم من الخطوط التي تشغلها «الأيام» لأغراض الاتصالات والفاكس والانترنت.

إنها الخصوصية اليمنية بشحمها ولحمها، ومال ما يشبه مولاه كسبه حرام، كما يقول المثل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى