احتدام معركة حول المناهج الدراسية الى الغرب من طوكيو

> طوكيو «الأيام» رويترز :

> لا تبدو أي آثار لنشوب معركة في شوارع مدينة سوجينامي الهادئة الى الغرب من العاصمة اليابانية طوكيو الا ان المنطقة تشهد معركة حامية الوطيس بشأن مناهج دراسية في مادة التاريخ يقول منتقدوها انها تسعى لتجميل الماضي العسكري السابق للبلاد.

تعكس المعركة الطاحنة التي تشهدها مدينة سوجينامي التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة مشاحنات مماثلة تمور بها مختلف انحاء اليابان في اعقاب موافقة وزارة التعليم اليابانية في ابريل نيسان الماضي على "منهج دراسي جديد لمادة التاريخ" صاغه علماء وخبراء قوميون.

وأثار القرار ضجة في الصين وكوريا الجنوبية حيث لاتزال ذاكرة السكان تؤرقها آثار مريرة لاعتداءات يابانية وقعت على البلدين قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها.

وقال استاذ جامعي في الستينات من العمر اثناء انتظار حافلة فيما كان نشطاء مناهضون لهذه المناهج الدراسية يتقدمون بالتماس في احدى الأمسيات الحارة

الخانقة هذا الاسبوع "قد يكون رأيي مختلفا عن معظم الآخرين الا انني اعتقد انه يتعين علينا عدم التصديق على المناهج الدراسية لانه ليس بمقدور اليابان التوافق مع دول اسيوية مثل الصين وكوريا."

وينخرط في هذه المناقشات بنفس القدر تقريبا كل سكان سوجينامي لاسيما بعد ان اكتسبت طابعا سياسيا صرفا.

وقالت الناشطة سوميكو كاوانامي وهي ترتشف القهوة بعد ان امضت ساعة في توزيع منشورات مناهضة للمناهج الدراسية "منذ اربع سنوات ونحن نطالب سوجينامي بعدم تبني هذه المقررات."

واضافت "يشعر الناس الان بالدعة ولا يدركون الاخطار."

ويقول المنتقدون ان المناهج الدراسية المعدلة تقلل من شأن مذبحة نانجينج التي شهدتها الصين عام 1937 وتتجاهل انتهاكات جنسية وسخرة اقترفها جنود يابانيون وتصف الاعمال التي قامت بها اليابان ابان الحرب بان الهدف منها هو تحرير الدول الاسيوية الاخرى.

والاسبوع الماضي اصبحت مدينة اوتاوارا الى الشمال من طوكيو اول مجلس بلدي يقرر تطبيق المناهج الدراسية المعدلة. وفي عام 2001 بلغت نسبة المناطق التي تبنت المنهج الجديد واحد في المئة من المناطق التعليمية بالعاصمة.

وتأمل جمعية اصلاح مناهج التاريخ اليابانية المحافظة (تسوكوروكاي) التي تشرف على المناهج بان تنجح هذا العام في تطبيق المناهج المطورة على عشرة في المئة من مناطق العاصمة.

ويقول اعضاء تسوكوروكاي ومحافظون آخرون ان مناهج التاريخ السابقة تمثل وجهة نظر "مازوخية" وانه كانت تشوبها ايدلوجية ماركسية عتيقة.

وقال هيروشي يامادا رئيس بلدية منطقة سوجينامي في مقابلة "تميل المناهج السابقة الى ان تكون يسارية لان رابطة المعلمين اليسارية كان لديها نفوذ كبير على اختيار المناهج."

واضاف "كانت هذه المناهج تميل الى طرح حقائق مشوهة."

وينقسم اعضاء لجنة التعليم في سوجينامي في الرأي بشأن المناهج المعدلة فيما يشن منتقدون حملة ضارية قبل صدور القرار النهائي المقرر في الرابع من اغسطس اب القادم.

وقالت الناشطة كاوانامي "لماذا اشارك في هذه الحملة.. لانني لا اريد ان يذهب ابناؤنا الى حرب."

واضافت "في السنوات الستين التالية لانتهاء الحرب لم ترسل اليابان جنديا للخارج ولم يقتل اي جندي اعتقد انه امر يجب ان تفخر به اليابان."

ودعت جماعة منفصلة من النشطاء اليساريين الاكثر تطرفا الاهالي الى تشكيل سلسلة بشرية حول المجلس البلدي لسوجينامي وقت اجتماع لجنة التعليم الاسبوع القادم ومرة اخرى يوم اتخاذ القرار في اغسطس اب.

ويعكس تضارب الاراء بشأن هذه المناهج عدم وجود توافق في الرأي بشأن المسؤولية عن فترة الحرب عندما حوكم قادة يابانيون وادينوا بوصفهم مجرمي حرب.

وتعمقت جذور هذا الانقسام في الرأي مع تزايد المشاعر القومية لدى بعض اليابانيين المتولدة عن فقدان الثقة في اعقاب عقد من الركود الاقتصادي فضلا عن القلق من صعود نجم الصين مع مخاوف من فقدان الهوية القومية في عالم تتصاعد فيه اتجاهات العولمة.

وقال يامادا "لماذا هو موضوع كبير الان بعد 60 عاما من انتهاء الحرب.. ذلك نظرا لوجود حيرة لدى الشبان بشأن كيفية مطالعة التاريخ."

واضاف "اليابان توجه لحظة فارقة الان بشأن كيفية النظر الى ثقافتها وتاريخها."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى