سفير السعودية الجديد في امريكا يعيد بناء العلاقات

> الرياض «الأيام» رويترز :

>
الأمير تركي الفيصل
الأمير تركي الفيصل
كان الامير بندر بن سلطان سفير المملكة العربية السعودية المخضرم السابق لدى الولايات المتحدة والطيار الحربي السابق الذي اقام علاقات وثيقة مع عدد من الرؤساء الأمريكيين يتمتع بالقدرة على الاتصال بأعلى المستويات السياسية في الولايات المتحدة لكن خليفته قد يبدأ من القاعدة من جديد لاعادة بناء العلاقات الامريكية السعودية التي اهتزت بعنف بعد الهجمات التي تعرضت لها البلاد في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .

كان الأمير بندر الذي استقال من منصبه لاسباب شخصية محورية في جهود انقاذ العلاقات السعودية الأمريكية من أزمة فجرتها هجمات سبتمبر

والتي نفذها خاطفون معظمهم سعوديون وكانت تربطه علاقة صداقة باسرة الرئيس الامريكي جورج بوش واستفاد من صلاته الوثيقة بالبيت الابيض ليحتوي آثار العاصفة التي سببتها الهجمات التي استهدفت واشنطن ونيويورك.

لكن الأمير بندر خرج من دائرة الضوء منذ بضعة اشهر وقال دبلوماسيون ومسؤولون إنه لم يخف رغبته في ترك منصبه الذي شغله على مدى عقدين كواحد من ارفع واكثر الدبلوماسيين تأثيرا في واشنطن.

ويقول مسؤولون سعوديون ان خليفته الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السابق وسفير المملكة لدى لندن الذي سيحل محل الامير بندر سفيرا للسعودية في واشنطن يتمتع بنفس القدر من النفوذ في الرياض وانه سينفذ نفس أجندة الامير بندر لكن بتعديلات طفيفة.

وقال سعودي يعرف الاثنين "لا أرى اي تغيير في السياسة باي شكل..ما قد يتغير هو الاسلوب."

والامير تركي سفير السعودية الجديد في واشنطن وأخوه وزير الخارجية الامير سعود الفيصل مقربان من ولي العهد الامير عبد الله الحاكم الفعلي للمملكة وينظر الى الثلاثة في احيان على انهم يمثلون الجناح الاصلاحي في النظام الملكي المطلق في السعودية.

ويقول مسؤولون انه من المرجح ان يركز الامير تركي الان على بناء الجسور السعودية الامريكية من القاعدة وانطلاقا من المستويات الاصغر والادنى من داخل الحكومة وخارجها حيث يكمن نقص في الثقة رغم بوادر رأب الصدع بين زعماء البلدين.

وقال مسؤول سعودي عمل مع الامير تركي "العلاقة يجب الا تركز فقط على القمة في الادارة. علينا ان نحل خلافاتنا عند مستوى البيروقراطيات الادنى.. فهذا هو مايضر المصالح السعودية."

استندت العلاقات دوما بين أكبر مصدر للنفط وأكبر مستهلك له في العالم طوال عقود على توفير امدادات النفط السعودية المضمونة مقابل الدعم العسكري الامريكي,وعمق من هذا التحالف وجود اعداء مشتركين منهم الاتحاد السوفيتي السابق في افغانستان.

لكن هجمات 11 سبتمبر والغزو الامريكي للعراق عام 2003 أبرز مدى انتشار مشاعر الكراهية لواشنطن في السعودية وهي عداوة القى مشرعون امريكيون مسؤوليتها على التيار الوهابي الاسلامي ويقولون انه يروج للتشدد.

وفي ابريل نيسان الماضي التقى الرئيس الامريكي وولي عهد السعودية الامير عبدالله في ضيعة بوش بتكساس ورحب المسؤولون السعوديون بالمحادثات وقالوا انها بداية جديدة في العلاقات.

وقال المسؤول "بعد لقاء كروفورد (بتكساس) العلاقات ممتازة على مستوى الحكومات. لكن الامور بحاجة الى ان تتحسن في المستويات الادنى مع مكتب التحقيقات الاتحادي وادارة الهجرة."

ودرس عدد كبير من السعوديين في الولايات المتحدة واعتادوا العودة الى البلاد بصورة منتظمة,لكن اجراءات استصدار تأشيرة الدخول المتشددة جعلت ذلك صعبا ويقول بعض السعوديين الان انهم مستهدفون بشكل خاص ويلقون معاملة غير عادلة.

وتقول جوديث كيبر من مجلس العلاقات الاجنبية ان هناك "فجوة كبيرة من سوء التفاهم" ظلت بين البلدين وزاد من تعقيدها المشاعر المناهضة التي يكنها كل شعب للاخر.

وأظهر الامير تركي الذي عمل في الظل 24 عاما كرئيس لجهاز المخابرات قبل تعيينه سفيرا للسعودية في بريطانيا مقدرة مماثلة في فن العلاقات العامة الذي يمكن ان يلعب دورا حاسما في كسب مزيد من الدعم في الولايات المتحدة.

ففي الاسبوع الماضي لم يجد الامير تركي غضاضة في ان يرقص بالسيف وهو يرتدي الملابس السعودية التقليدية خلال معرض سعودي أقيم في مدينة مانشستر بشمال انجلترا.

كما أكد خلال سلسلة من خطبه العامة على ان السعودية التي تخوض معركة خاصة بها مع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن السعودي المولد هي حليف لا عدو في "حرب بوش على الارهاب".

وكان عمل الامير تركي كرئيس للمخابرات قد جعله على اتصال بابن لادن في وقت من الاوقات حين كانت الولايات المتحدة والسعودية على السواء تقدمان الدعم "للمجاهدين العرب" الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية في افغانستان.

وحاول الامير تركي بعد ذلك دون جدوى اقناع حكومة طالبان الافغانية السابقة بتسليم ابن لادن زعيم القاعدة للسعودية. وقال دبلوماسيون ان فشله في هذه المهمة هو الذي أدى الى تركه منصبه قبل عشرة ايام فقط من وقوع هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى