لاعب عدني يرفض عرضاً للعب مع فريق برمنجهام الإنجليزي

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:محمد عبدالله مخشف

> يوجد بين ظهرانينا الآن أحد أبطال كرة القدم، وقد لا يكون معروفاً عند البعض ولم يشاهدوه يلعب، ولكنه بالتأكيد يعد بطلاً عظيماً ولاعباً كبيراً بالنسبة لصغر سنه، ولا نقول هذا الكلام جزافاً أو إطراء من عندنا، ولكن يسرنا أن نترك الحقيقة تتكلم حيث ظهرت هناك بعيداً عن أرض الوطن، فهو في بريطانيا، حيث لا رفيق ولا عزيز ممكن أن يسانده، ولقد أثبت جدارة فائقة ومقدرة كبيرة في لعبة الكرة بين الغرباء وفي أرض الغرباء.

(فهد شهاب) هو اسم لاعبنا الذي لفت الأنظار إليه وشدها في أرض الكرة، أرض بطلة كأس العالم بريطانيا، وقد جعل الصحافة البريطانية تتحدث عنه وعن مهاراته، وليس هذا باليسير أن يحدث في أرض كهذه.. ولاعبنا الذي أطرت عليه الصحف البريطانية يبلغ من العمر 15 عاماً- لاحظوا- وقد غادر عدن للدراسة في عام 1964م، وكان في السنة الأولى من المدرسة المتوسطة بكريتر عدن، وقد كان يلعب الكرة في مدرسته بمهارة كبيرة وعمره حوالي 11 سنة.

وفي بريطانيا كان يمارس الكرة مع فريق مدرسته، حيث أعتبر عاملاً هاماًَ في نجاح فريقه، غير أنه يجدر بي أن أترك الخوض في هذا الكلام لصحيفة بريطانية كتبت عنه، ننقل هنا وبالحرف الواحد ما قالته جريدة «أسبورت آرجس» في معرض حديثها عن اللاعب فهد شهاب ما يلي:

«الطالب العدني البالغ من العمر 15 عاماً، والذي يكره البرد، أحدث الكثير من الضجة في ميدان كرة القدم لمدارس برمنجهام هذا الشتاء، فهد شهاب اسم لاعب لامع في فريق كرة القدم لكلية «جريمور»، والذي قاوم البرد ليلعب لفريقه، وكان عاملاً مهما لنجاح مقاطعة (كينجز لورتن) في كأس المدارس الإنجليزية، ولفريق «جريمور» أصاب فهد عشرة أهداف في ثلاث مباريات، وبالرغم من أنه كان من واجبه كمخطط للفريق، لا كهداف له، فإنه أستطاع أن يحرز هذه الأهداف القاتلة، وقد أصابت الرعشة فريق «ساوت إيتست ستافست شرد» عند رؤيته في الأسبوع الماضي في لعبتهم المعادة في الدورة الثالثة على ملعب «بلستن»، وبالرغم من وطأة البرد عليه، فقد أستطاع أن يصيب الهدف مرتين من الإصابات الثلاث التي فاز بها فريقه على الفريق الخصم، وقد قال المستر باي المدرس المسؤول عن فريق كرة القدم لكلية «جريمور»: عندما يأتي الربيع ويدفأ الجو فإننا سنرى أشياء عظيمة من هذا الولد.

وفي التصفيات الأولى في «ورك شاير» كان فهد شهاب، يشعر بالبرد وأعطيت له رخصة، ولكنه أختير كاحتياطي وهو سريع الدوران، وقد حاول أن يلعب لعبة الكريكت التي لم يلعبها قط في حياته، إلا عندما وطأت قدماه بريطانيا، وفهد بطل المدارس الأهلية في القفز العالي للمقاطعات الوسطى».

وفي لقاء لي مع هذا اللاعب في المكتب، انتهزت الفرصة وأجريت معه حديثاً، أترك فيه للقراء فرصة التعرف عليه.. وكان أن بدأت بالسؤال التالي:

أجرى المقابلة: محمد عبدالله مخشف

ما هو الفريق الذي تلعب وتتدرب معه في بريطانيا؟

- ألعب وأتدرب مع فريق مقاطعة برمنجهام واسمه «كينجس نورتن» وهو فريق يلعب فيه المختارون من أحسن اللاعبين في مدارس المقاطعة.

ما هي نوع التدريبات التي تتلقاها؟

- ألعاب سويدية أولاً، ثم العمل على الرفسات الصحيحة والتمريرات المتقنة التي تساعد على فوز الفريق، كما يقوم المدرب بتدريب الفريق على مختلف الحركات في قاعة الألعاب الداخلية التي تساعد على سرعة الحركة في اللعب والتموية للجسم أثناء اللعب، وإلى جانب الاهتمام بتنمية المواهب في كرة القدم تهتم المدرسة أيضاً بالألعاب الأخرى التي منها الهوكي والكركيت والرجبي.

ما هو الفرق بين زملائك في اللعب هنا وزملائك هناك؟

- لاحظت بأن مستوى لعب التلاميذ في سني هنا في عدن أحسن بكثير ممن هم في نفس السن في بريطانيا، ولكن نظراً للإمكانيات المتوفرة لدى المدارس هناك، فإنهم يلعبون هناك لعباً جماعياً، بينما يعتمد اللاعب هنا على المهارة الفردية.

كيف يسير يومك هناك؟

- أولا: تبدأ الدراسة في التاسعة والنصف صباحاً، وتنقطع في فترة الغذاء بين الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، ونعود إلى الدراسة حتى الساعة الرابعة إلأ ربعاً، وبعد ذلك تأتي فترة عمل الدار فيما بين الساعة الرابعة إلأ ربعاً إلى الخامسة والنصف، وإذا كانت هناك مباراة فإننا نقوم بالإعداد لها والتمرين في هذه الفترة وبعد ذلك نتناول طعام العشاء في تمام الخامسة والنصف، ونواصل القيام بعمل الدار إذا بقي هناك شيء منه، وأقضى الوقت بمشاهدة التلفزيون بعد ذلك.

هل طريقة الدراسة مختلطة بين الجنسين أم كما هي هنا في عدن، وإذا كان جوابك بالإيجاب فماذا كان شعورك عندما دخلت ذلك الجو الذي لم تألفه في بلدك؟

- طريقة التعليم هناك مختلطة، فلا فرق بين بنين وبنات، إلأ أنني شعرت بالخجل في البداية، ووجدت صعوبة شديدة، في أن أكيف نفسي في ذلك الجو ولكن مع الوقت أصبح الأمر عادياً لا سيما وأن كل ما يجري حولي لم يكن يشير إلى غرابة الاختلاط.

هل أنت منضم إلى فريق في عدن؟

- كنت مشتركاً مع فريق النادي الأهلي ولعبت معه ولكنني استقلت نظراً لغيابي خارج البلد للدراسة.

وعندما تعود وقد أكملت تعليمك هل ستمارس اللعب هنا ومع أي فريق؟

- والله هذا متروك للظروف وهل ستسمح لي باللعب أم لا.

من المعروف أن للفرق الإنجليزية جواسيس وكشافة بالنسبة لاكتشاف المواهب الصغيرة وجذبهم إلى فرقهم، فهل حدث لك شيء من قبل هؤلاء الكشافة؟

- ما قلته عن الكشافة للفرق البريطانية صحيح، فقد اتصل بي مسؤول في فريق نادي برمنجهام الإنجليزي المعروف وهو من فرق الدرجة الممتازة الثانية، وحاول ضمي إلى الفريق ولكنني رفضت الانضمام لأن من قاعدة الانضمام إلى أي فريق هناك هي أن تتوقف عن مزاولة أي عمل آخر غير الكرة وتذهب إلى النادي كمتدرب على أن تدفع لك علاوة أسبوعية، وبما أن غرضي من الذهاب إلى بريطانيا لتلقي العلم لا لاحتراف اللعب فقد رفضت هذا العرض.

«الأيام» العدد 1 في 1 يناير 1967م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى