قبيلة أمريكية فقيرة تتخلى عن الثراء لتحافظ على قدسية بحيرة

> نيفادا «الأيام» رويترز :

> يمكن لزوار الساحل الشرقي لبحيرة بيراميد الواقعة على بعد 56 كيلومترا شمال شرقي مدينة رينو بولاية نيفادا أن يتجولوا في المنطقة التي تحيط بها هضاب صحراوية ولا يروا أي أثر لبشر.

ويقول الهنود الأمريكيون الذين يشرفون على البحيرة إن مثل هذا الصفاء الممتد بطول ساحل البحيرة البالغ طوله 200 كيلومتر والواقع على ارتفاع 1200 متر فوق مستوى البحر هو نتاج لاحترام القبيلة التقليدي للطبيعة.

ولكن آخرين يرون أن على قبيلة بايوتي التي تشرف على بحيرة بيراميد والتي تعاني من نسبة بطالة تصل إلى 44 في المئة أن تسمح بقدر من التطور بحيث يكون لها نصيبها من الرخاء الذي تتمتع به مناطق مثل بحيرة تاهو في كاليفورنيا.

وربما تكون هذه حلقة أخرى ضمن سلسلة الصراع بين الفرص الاقتصادية وبين التقاليد ولكن القبيلة التي لها سيادة على البحيرة هي صاحبة القول الفصل.

وقال نورمان هاري رئيس محمية قبائل بايوتي التي تتولى حماية بحيرة بيراميد "إن العنصر التاريخي لهذه البحيرة يتمثل في أن تترك كما هي. كانت البحيرة وستظل مقدسة بالنسبة للناس."

وأضاف "شاهدنا ما حدث لبحيرة تاهو على مدى العقود الأربعة الماضية."

ويقول دواين والاس المدير التنفيذي للغرفة التجارية لمنطقة جنوب بحيرة تاهو إن البحيرة التي تحولت إلى منطقة تجارية تجتذب الكثير من الزوار بحيث تصل عائداتها إلى 1.8 مليار دولار سنويا نحو 80 في المئة منها من السياحة.

ويمارس البعض أعمالا صغيرة بالقرب من بحيرة بيراميد ولكن عددا منهم يرى أن على القبيلة أن تفسح المزيد من المجال للسياحة.

ويرى رجل الأعمال الألماني المولد توماس بوبيلا إن "الحس العملي منعدم هناك في المحمية". ويستأجر بوبيلا نحو أربعة فدادين بها حوض متواضع لرسو السفن ومحطة وقود ومتنزه للاستجمام في منطقة ساتكليف وهي المنطقة الوحيدة المأهولة في الجانب الغربي من البحيرة.

وينتقد بوبيلا القبيلة بسبب سوء إمكانات المناطق المخصصة لإنطلاق القوارب ويقول "إنهم يقتلون أنفسهم اقتصاديا دون أي مبرر على ما يبدو."

وأضاف "من بين الأشياء التي تثير الإحباط بشأن بحيرة بيراميد... هو السمعة السيئة التي التصقت بها ويرجع هذا بشكل رئيسي إلى الإداريين الحكوميين وتوجههم فيما يتعلق بالسياحة."

ولكن رئيس القبيلة هاري قال إن خلافا بشأن إيجار حوض رسو السفن ومدته عام هو الذي دفع بوبيلا لقول هذا الكلام.

ويقول فريد كروسبي الذي يملك مكان الإقامة الوحيد في ساتكليف وهو منشأة مؤلفة من عشر غرف إن التوتر لا يزال مستعرا بين القبيلة ومن ينحدرون من المستوطنين الذين حاربوا في معركة بحيرة بيراميد في عام 1860 والتي سقط فيها 240 قتيلا ونشبت بعد أن خطف اثنان من المستوطنين امرأتين هنديتين.

واسم البحيرة المالحة قليلا مأخوذ من جزيرة صخرية صغيرة على شكل هرم قائمة داخل مياهها التي يغذيها نهر تروكي.

وبمقاييس السكان المحليين فإن منطقة ساتكليف هي مركز للأنشطة حيث يعيش هناك نحو 220 من أفراد القبيلة ويمر مئات من السياح عبرها خلال العطلات الأسبوعية للسباحة أو التنزه في ركوب القوارب أو الصيد وهي مميزات يدفعون مقابلها مبالغ زهيدة للغاية.

وعندما سئل عن خطط القبيلة المستقبلية أشار هاري إلى خريطة بعيدة عن البحيرة وإلى مناطق أخرى من المحمية البالغ مساحتها 467 ألف فدان ويقطنها 1600 من أفراد القبيلة.

وقال من مكتبه في نيكسون "عندما نبحث أمر التنمية الاقتصادية فإننا ننظر إلى مصادر أخرى. هناك مناطق أخرى.. يمكن أن تحقق الشيء ذاته."

ويرغب هاري في فتح مجمع يضم فندقا وكازينو على الأراضي القبلية على طريق نيفادا السريع الرئيسي الذي يصل كاليفورنيا بالشرق ويرى أن الأرض القريبة من هذا المنطقة تصلح للصناعات الخفيفة.

ولكن الكثيرين يأملون في أن يدفع الضغط الاقتصادي القبيلة إلى فتح الباب أمام السياحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى