سلفا كير انفصالي يتعهد بالالتزام بوحدة السودان

> الخرطوم «الأيام» د.ب.أ :

>
النائب الجديد سلفا كير
النائب الجديد سلفا كير
سعيا لتبدي المخاوف من أن موت زعيم المتمردين الذي تحول إلى رجل دولة جون قرنق سيخرج عملية السلام السودانية الهشة عن مسارها سارعت حكومة الخرطوم إلى تنصيب خلف له. وسيؤدي سلفا كير مايارديت نائب قرنق اليمين اليوم الخميس كنائب أول جديد لرئيس البلاد.

وأثار موت قرنق الذي لقي حتفه في حادث تحطم مروحية الاسبوع الماضي المخاوف من أن تنقض معاهدة السلام التي أنهت 21 عاما من الحرب الاهلية في البلاد. يذكر أن عمليات الشغب انتشرت في البلاد لمدة ثلاثة أيام في أعقاب وفاة قرنق مما أسفر عن مقتل 130 شخصا على الاقل وإصابة مئات آخرين.

ورغم ذلك قد يؤذن أداء سلفا كير اليمين بحدوث تغير في التوجه البعيد لاتفاقية السلام التي وقعتها حكومة الخرطوم مع قرنق المفاوض الوحيد عن حركة المتمردين خلال السنوات الاخيرة من محادثات السلام.

وفضل قرنق السودان الموحد وهو موقف أسعد مسؤولي الخرطوم بالتأكيد لكنه أبعده عن الغالبية الساحقة من مواطني جنوب السودان العاديين وكذا عن معظم كبار مسؤولي حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان ومنهم سلفا كير.

واستغل سلفا كير والرئيس السوداني عمر البشير مناسبة جنازة قرنق ليؤكدا للشعب السوداني أنهما لن يحيدا عن عملية السلام التي وقعها الزعيم الراحل.

ودعت اتفاقية السلام في كانون الثاني/يناير الماضي إلى حكومة وحدة وطنية تتقاسم السلطة وتوزع عوائد النفط بشكل عادل بين الشمال والجنوب وتعطي لسكان الجنوب حرية القرار في البقاء كجزء من السودان أو الانفصال عنه بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات.

وذكر تقرير أصدرته مجموعة إدارة الازمات الدولية في بروكسل هذا الاسبوع "يقف الجيش الشعبي لتحرير السودان في وضع صعب بين إعطاء الاولوية للوحدة وبين اتخاذ قرارات تستند إلى مطالبة من الغالبية الكاسحة من سكان الجنوب بالاستقلال."

وقال العديد من المحللين الغربيين إنه لهذا السبب يوجد خطر حقيقي من إقدام الائتلاف الحاكم في السودان بزعامة حزب المؤتمر الوطني على نسف اتفاقية السلام إذا بدا أن سكان الجنوب يتجهون إلى التصويت بالموافقة على الاستقلال خلال الست سنوات المقبلة.

وكان تأييد قرنق لوحدة السودان ينبع في جانب منه إلى إيمانه بأنه قد يفوز بانتخابات عامة ليصبح أول رئيس أفريقي للبلاد. ويقول الخبراء إن سلفا كير الذي يفتقر إلى مكانة وشعبية قرنق سيتعرض لضغوط صعبة للحفاظ حتى على وحدة حركته التي تعاني غالبا من تمزقات.

وكان قرنق حاكما استبداديا مثله في ذلك كمثل العديد من حكام إفريقيا حيث كان يسجن أو ينفي أعضاء الحركة الذين يتحدون سلطته,وعلى النقيض يعرف عن سلفا كير سعيه للحصول على إجماع زعماء الحركة على ما يتخذه من قرارات.

وقال الممثل الامريكي الخاص للسودان روجر وينتر عقب لقائه مع النائب الثاني للرئيس السوداني عثمان علي طه "يعرف سلفا كير بميله لفريق العمل في إنجاز مشروعاته وكلنا نعرف أن هذا لم يكن من صفات قرنق."

ويخشى العديد من مواطني جنوب السودان أن يذعن سلفا كير لطلبات حكومة الخرطوم مع افتقاده لعزم قرنق وإرادته القوية.

وقال ديفيد داجو /24 عاما/ رئيس جمعية شباب جنوب السودان وعضو بحركة الجيش الشعبي لتحرير السودان "سلفا كير رجل عسكري سيتعين عليه أن يتحول إلى رجل دولة,سيغير من رغبته في إقامة دولة مستقلة بجنوب السودان لينال رضا الخرطوم"ويعكس داجو بذلك مشاعر الكثيرين من سكان الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى