مقتل أربعة جنود أمريكيين والعراقيون يتنازعون بشأن الدستور

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
جنديان امريكيان يقتحمان منزل بعد الهجوم على دورية
جنديان امريكيان يقتحمان منزل بعد الهجوم على دورية
هاجم مسلحون عراقيون دورية أمريكية أثناء الليل وقتلوا أربعة جنود وأصابوا ستة آخرين بعد أن حث دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الزعماء العراقيين على انهاء المشاحنات بشأن الدستور للمساعدة في إخماد العنف.

وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع ان الدستور الجديد سيساعد على تقويض الدعم الذي يحظى به زعماء المسلحين السنة. واضاف "من المهم ان يلتزموا بجدولهم الزمني."مرددا الدعوات التي وجهها في وقت سابق الى الزعماء العراقيين الذين يعكفون على صياغة الدستور.

وقال بيان عسكري امريكي ان الدورية كانت تفتش عن متفجرات عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق وقتلت اربعة جنود وجرحت خمسة قرب بيجي بشمال العراق,واضاف ان الجنود تعرضوا بعد ذلك لنيران اسلحة صغيرة,واصيب احد العاملين المتعاقدين بجروح.

واشارت حفرة ضخمة على الطريق السريع وروايات من الشرطة العراقية الى ان المركبات الأمريكية تعرضت لهجوم من نوع جديد فيما يبدو من القنابل أو الألغام أقوى من تلك التي قتلت مئات من أفراد القوات الأمريكية على مدى العامين الماضيين وقادرة على اختراق المدرعات الأمريكية.

وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان الأمريكية في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الأمريكية قبل أقل من ساعتين من هجوم بيجي "من الواضح ان عبوات ناسفة مرتجلة... يستخدم في بعضها هذه الأيام وسائل تكنولوجية أحدث ستؤدي بنا الى تغيير أساليبنا."

وكان مايرز أكبر جنرال في واشنطن يرد على أسئلة حول انفجار لغم أسفر عن مقتل 14 من مشاة البحرية الأمريكية في عربة مدرعة قرب حديثة شمال غربي بغداد في الثالث من أغسطس آب ونحو ست هجمات نجمت عنها خسائر جسيمة في صفوف القوات الأمريكية خلال الشهرين الماضيين.

وفي بيجي كانت مجموعة من الصبية يلهون حول حفرة كبيرة في الارض مليئة بقطع الحديد الناجمة عن تدمير معدات عسكرية أمريكية وملابس مموهة تحمل أسماء الجنود,وقالت الشرطة إن مركبتين أمريكيتين من طراز همفي ومركبة مدرعة أكبر حجما احترقت ودمرت في الهجوم.

مجموعة من الصبية يلهون حول حفرة كبيرة في الارض
مجموعة من الصبية يلهون حول حفرة كبيرة في الارض
وقالت الشرطة ان مسلحين شنوا هجوما على نقطة تفتيش للجيش والشرطة العراقيين قرب بيجي امس وقتلوا اربعة جنود واصابوا اربعة اشخاص من بينهم مدني.

وفي حادث آخر قتل ستة أشخاص بينهم شرطيان وأصيب 14 في هجوم انتحاري بسيارة على دورية للشرطة في حي الغزالية بغرب بغداد.

وقال رامسفيلد ان اراقة الدماء يمكن أن تتصاعد قبل استفتاء على الدستور من المقرر ان يجرى في 15 اكتوبر تشرين الأول وانتخابات عامة من المقرر ان تجرى بعد ذلك بشهرين.

واضاف "قد يتزايد العنف مرة أخرى لفترة كما حدث أثناء الانتخابات الماضية."

وتعتقد الحكومة العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة ان تقدم العملية السياسية التي بدأت باجراء انتخابات في يناير كانون الثاني الماضي ستؤدي الى انحسار العنف من جانب تحالف فضفاض من النشطين السنة الأجانب والموالين لصدام حسين وهو تحالف لم يظهر في الأفق أي مؤشر على تراجع قوته.

ويستضيف الرئيس العراقي جلال الطالباني سلسلة اجتماعات هذا الأسبوع تستهدف كسر الجمود بين زعماء الطوائف العراقية ومن بينها الأغلبية الشيعية والأقلية الكردية والعرب السنة.

ويخضع المشاركون في هذه الاجتماعات لضغوط أمريكية مكثفة لتقديم مسودة الدستور في الموعد المحدد سلفا ويقوم السفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زاد بدور بارز على هامش المحادثات.

وقال كمران قرة داغي المتحدث باسم الطالباني في بيان امس ان الاجتماعات التي تعقد منذ يوم الأحد الماضي أظهرت توجها عاما للموافقة على مسودة للدستور الجديد بحلول المهلة التي حددها المشاركون في المفاوضات بأنفسهم.

عراقيون ينظرون الى جسم احد القتل الهجوم
عراقيون ينظرون الى جسم احد القتل الهجوم
واضاف ان من بين القضايا الرئيسية توسيع الحكم الذاتي الممنوح للمناطق الاتحادية وخاصة كردستان.

وقال ليث كبة المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي ان الالية المثلى لانجاز مهمة كتابة الدستور في موعدها المحدد قد تكون في تاجيل نقاط الخلاف التي تواجه الفرقاء في لجنة كتابة الدستور الى ما بعد الانتخابات القادمة.

واضاف ان الطريقة المثلى التي يمكن ان تؤدي الى نجاح مهمة كتابة الدستور العراقي في موعدها المحدد هي في "تفكيك الفقرات (موضع الخلاف) والاتفاق على مايمكن الاتفاق عليه وتاجيل مايمكن تاجيله مع وجود الية للنظر فيه مستقبلا مع عقد مساومات سياسية."

واضاف كبة"اكاد اقول ان العديد من الفقرات التي هي موضع خلاف الان سيتم تاجيلها."

وكانت قضية توزيع عائدات النفط أيضا موضع نقاش إضافة الى مصير مدينة كركوك النفطية بشمال العراق التي يريد الأكراد ضمها لتكون عاصمة لإقليمهم الشمالي.

كما أن دور الاسلام في الدولة الجديدة يمثل ايضا مثار جدل بين الجماعات الدينية والعلمانية.

وحتى اذا تم وضع مسودة الدستور في الموعد المحدد فإن عراقيين كثيرين يشعرون بالقلق لعدم توفر الاستقرار وسوء الخدمات التي وعد الزعماء الجدد بوضع حدلها عندما وصلوا الى السلطة.

وعبر كتاب الأعمدة بالصحف العراقية عن الاحباط تجاه الجدل بين كبار القادة واتهموهم بعدم الاهتمام بالقضايا التي تهم المواطنين العاديين.

وكتب عبد اللطيف الموسوي بصحيفة الزمان ان الناس في العراق انتظروا بفارغ الصبر التوصل لاتفاق يحقق الاستقرار السياسي في هذا البلد ولكن العراقيين يعانون اليوم أكثر مما مضى بسبب الانقسامات بين زعمائهم.

وقال مقال افتتاحي بصحيفة الصباح الجديد ان الوقت حان حتى يدرك جميع العراقيين انهم معا في نفس القارب وأن لغة التهديدات وفرض الأمر الواقع لن تؤدي الا الى توسيع الانقسامات وخلق التوتر الطائفي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى