التلال أسطورة رياضية يفخر بها كل يمني

> «الأيام» علي باسعيدة:

> من حضرموت الخير جاءت لحظة الحسم التي انتظرها عميد النوادي منذ ما يقارب الـ 15 عاماً، ومن فاتنة البحر العربي زفت البشرى لكل أرجاء السعيدة، ومن ملعب بارادم دقت طبول الفرح وتم الإعلان الرسمي والنهائي، الذي يقول إن التلال بطل متوج فوق العادة، بعد مخاض دام 24 أسبوعاً ليولد إنجاز بحجم الإعجاز في حكاية حمراء باتت حديث الجميع هنا وهناك، في كل مدينة وقرية وكل بيت في أرجاء السعيدة عشق المارد الأحمر وأحب نجومه المتوجين بالذهب.

والتلال أعلنها بصراحة أنا البطل ليستعيد العرش المفقود الذي كان يجلس عليه متربعاً.. كيف لا وهو الفريق الذي ولد وفي فمه ملعقة ذهب، جعلت الكل يغار منه ويحاول أن يوقف مسيرته بغرس الشوك في طريقه، غير أن أبناء التلال ومحبيه ومناصريه ولاعبيه وقيادته تجاوزوا كل ذلك بمهارة فائقة، وقبل ذلك بأخلاق عالية هي التي جعلت من التلال أسطورة يفخر بها كل يمني يعشق كرة القدم، وهو نادي المائة عام والنادي الوحيد في الجزيرة والخليج الذي دخل دائرة الكبار بتاريخ ناصع البياض يحق لليمن أن تفخر به، وتجعل الاحتفال بمئويته حدثاً بارزاً يسمع ويقرأ ويشاهد في كل أنحاء المعمورة بأننا لنا تاريخ، وأننا عرفنا الرياضة قبل مئة عام.

حقيقة الإبهار التلالي كان يفوق الوصف، وتخطى حاجز المعقول والمقبول بأمتار وكيلومترات عديدة، بل إنه اخترق حاجز الصوت وكل التقنيات ووصل إلى كل بيت في بث أحمر مصحوب بسيمفونية رائعة، لا تكون إلاّ للكبار والعظماء كريال مدريد ومانشستر يونايتد واليوفنتوس وأهلي مصر واتحاد جدة، فالتلال هو من شاكلة هذه الأندية، بل إنه يقف في صفها تماماً، من حيث البطولات والإنجازات ومن حيث العراقة، ومن حيث الشهرة والحب الجارف، وقبل ذلك التاريخ والعراقة والمكانة المرموقة.

هل تصدقون أن التلال هو الحكاية الجميلة في الرياضة والكرة اليمنية، فالكل يسأل عنه وعن أخباره، كلهم سواء، ويشترك في هذه الحكاية الشاب والشائب حتى (قوارير) المجتمع تعشقه.. هل فاز؟.. كم باقي على البطولة؟ كم من النقاط يحتاج ليتوج بطلاً بعد هذا العناء؟.

وقد أراح أعصاب كل هؤلاء حينما قال: أنا هنا.. أنا بطل بكل الأرقام وبكل اللغات ليطل من قلب صيره، وليجلس على عرشه المفقود.

حينها أيقنت ماذا يعني الفوز وماذا تعني البطولة إذا كان الفريق هو التلال، الذي هو مصدر الحب لهؤلاء، وأن الرياضة باب كبير جداً أكبر من باب السياسة، الذي يعد «الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود». نعم باب الرياضة هو الباب الكبير لكونه يجمع كل ألوان الطيف، وأن تحقيق بطولة لفريق تحبه، يعني الشيء الكثير، فهو أكبر من كسرة خبز تطاردها، وأكبر من حياة تعيسة يخلط فيها الليل بالنهار، وإنها لأكبر معادلة لا تتحقق إلاّ مع الكبار، الذين يحولون أحلامك إلى واقع.

أكيد تذكرون كم كان عدد المشككين في تحقيق التلال للبطولة، وكم كان عدد المحاربين، وكم كان عدد زارعي الفتنة .. كل هؤلاء تجاوزهم التلال بسماحته وبخطواته الواثقة فهو لم يأبه بهم، ولا بعواطفهم التي ارتدت إليهم وغمرتهم بل وأغرقتهم وذابت كل الألوان، ولم يعد إلاّ اللون الأحمر، ليكون هو الطاغي على الجميع، وحينما نبحث نحن عمن وراء هذه الطفرة، وكل مفردات التكتيك والتكنيك، نجد أنه السامي نعاش، الذي وقف وراءه جمهور وفي ولا أحلى .. جمهور عاشق ولهان .. مغرم .. يعزف .. يرقص .. يرحل حيثما يكون التلال.

إنه جمهور مثالي ونادر لا يوجد منه إلاّ نسخة واحدة.. أتدرون أين مكانها؟.. إن مكانها ليس كريتر فحسب ولا صنعاء ولا المكلا ولا تعز.. إنها موجودة في كل بقعة من أرض اليمن، وفي الجزيرة والخليج.

أما رجالات التلال الكبار، فلا نقدر أن نصف ما قدموه، فقد كانت خططهم ودعمهم اللا محدود مصدر فخر وسعد لكل التلاليين.. أفبعد كل ذلك ترغبون بالمزيد؟ أكيد فحكاية فريق اسمه التلال لن تنتهي، فهي عشق وحب دائم لا ينتهي، ويتجدد مع كل بطولة وإنجاز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى