> اعلنت حالة الطواريء في سريلانكا امس السبت بعد ان اغتال قناص وزير الخارجية لاكشمان كاديرجامار في هجوم انحت الشرطة باللائمة فيه على المتمردين التاميل واثار مخاوف من احتمال تجدد الحرب الاهلية.

ونفت جبهة نمور تحرير تاميل ايلام أي صلة لها باغتيال كاديرجامار وادانت اغتياله وحذرت من ان حالة الطواريء تهدد الهدنة السارية منذ ثلاثة اعوام ونصف العام. وقالت الحكومة انها تجد صعوبة في تصديق نفي الجماعة لكنها ذكرت ان الهدنة ستستمر.

وقال محللون انه لا توجد مؤشرات الى احتمال تجدد الحرب الاهلية التي راح ضحيتها اكثر من 64 الف شخص خلال 20 عاما رغم ان اغتيال وزير الخارجية ادى لتوتر بالغ.

وقال رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسي في بيان "ندين بقوة هذا العمل الذي قالت مصادر امنية ان جبهة نمور تحرير تاميل ايلام ارتكبته."

واوضح ان اعلان حالة الطواريء التي تسمح بنشر قوات الجيش في اي مكان اجراء وقائي.

وحملت الشرطة جبهة نمور تحرير تاميل ايلام المسؤولية عن مقتل وزير الخارجية,وقالت ان طلقات فارغة من بندقية قناص وقاذف قنابل عثر عليه قرب موقع الجريمة فضلا عن ادلة تشير الى ان الجماعة كانت تراقب منزل الوزير تثبت انها قتلته.

وقال تشاندرا فرناندو قائد الشرطة في مؤتمر صحفي "استخدم سلاح قناص مزود بمنظار في الجريمة ولا يستخدم هذا النوع من الاسلحة النارية سوى جبهة نمور تحرير تاميل ايلام. لسنا متأكدين بعد مما اذا كان هناك قاتل واحد ام اثنان."

وحددت اقامة رجل وزوجته من التاميل استخدم القناص منزلهما في اطلاق النار على كاديرجامار ويجري استجوابهما حاليا لكن لم توجه اليهما اي اتهامات,كما استجوبت الشرطة عددا من الاشخاص الاخرين.

وقال زعيم الجناح السياسي للجبهة إس. بي. تاميلسيلفان للصحفيين في معقل المتمردين في كيلينوتشي بشمال البلاد إن الحكومة عليها أن تنظر بين صفوفها بحثا عن الجناة.

واضاف "محاولة القاء اللوم على الفور على جبهة نمور تحرير تاميل ايلام تهدف الى خلق انطباع سيء وخاطيء لدى المجتمع الدولي والى تهميش جبهة نمور تحرير تاميل ايلام على الصعيد الدولي."

واستطرد "ندين هذا العمل بقوة. الربط بين هذا القتل وجبهة نمور تحرير تاميل ايلام خطأ بالغ وسيزيد الموقف الراهن سوءا. جبهة نمور تحرير تاميل ايلام لا تحتاج الى قتله."

وقال اقبال اثاس محلل شؤون الدفاع في مجلة جينز الدفاعية الاسبوعية ان النفي اسلوب معتاد للجبهة. واضاف "ليس هذا شيئا جديدا. نفت جبهة نمور تحرير تاميل ايلام في الماضي ايضا المسؤولية عن اعمال من هذا النوع."

وقال سياسي بارز متحالف مع النمور ان كاديرجامار وهو من التاميل ايضا اعتبر خائنا. وكان كاديرجامار شن حملة ضد النمور على المستوى الدولي وعارض تقديم تنازلات لهم في سعيهم الى الحكم الذاتي.

وذكر ام.كيه سيفايلينجام وهو عضو متشدد في البرلمان يمثل التحالف الوطني للتاميل الذي يسانده النمور "اعتبرت اعماله خيانة للتاميل منذ البداية."

ويقاتل المتمردون من اجل اقامة وطن للاقلية التاميلية منذ عام 1983 ويتهمون الحكومة التي تهيمن عليها الاغلبية السنهالية بالتفرقة ضدهم في المعاملة.

وقال هاجروب هوكلاند رئيس لجنة شمال اوروبا لمراقبة الهدنة في سريلانكا ان هناك تهديدا خطيرا للهدنة.

واضاف "انها صفعة خطيرة. نرى انه اخطر حادث خلال الهدنة التي بدات قبل ثلاثة اعوام ونصف عام. انا متاكد ان الهدنة مهددة اكثر من اي وقت مضى. امل بشدة ان تصمد."

وقتل عشرات من المتمردين ورجال الشرطة والجنود منذ اتفاق الهدنة عام 2002 ويخشى بعض الدبلوماسيين من احتمال تحول اعمال العنف تلك إلى حرب شاملة ومن تزايد تأثيرها على الاقتصاد.

واشادت رئيسة سريلانكا تشاندريكا بندرانيكا كوماراتونجا بوزير الخارجية الراحل ووصفته بانه "بطل زماننا" واعلنت الحداد في البلاد.

وجاء اغتيال كاديرجامار في وقت تزايدت فيه حدة التوتر بين الحكومة والمتمردين الذين هددوا مرارا باستئناف الحرب الاهلية بسبب اعمال العنف في شرق البلاد المضطرب التي انحى كل طرف باللائمة في اندلاعها على الاخر.

وادانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اغتيال وزير الخارجية السريلانكي كما اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن شعوره بالصدمة والحزن لمقتل كاديرجامار الذي ستقام له جنازة رسمية يوم غداً الاثنين.