إعلامنا الشمولي..إلى متى؟!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
تسود عالمنا اليوم - باستثناء العالم العربي الذي يشكل نقطة مظلمة - الديمقراطية والحرية ويسير كذلك بخطوات متسارعة.. وتطور الاتصالات - الثورة الثالثة للتكنولوجيا - من ضمن العوامل الأساسية والهامة لهذا التطور.

فمعروف في تاريخ نقل الرسائل البدء باستخدام الحمام الزاجل، ومع التطور التكنولوجي في القرن الخامس عشر، في الثورة التكنولوجيا الأولى، استخدمت السفن ثم القطارات، وفي بداية القرن العشرين استخدمت السيارات في نقل الرسائل والمعلومات.

ومع المزيد من التطور أصبحت الرسائل الإعلامية تنقل بواسطة الكهرو مغناطيسية التي تنتقل أو تسافر عبر الأثير.. وباكتشاف الراديو عام 1928 نقلت الحوادث والأخبار بواسطة النقل الصوتي، وفي عام 1935 نقل التلفزيون بالصوت والصورة معاً كل الأحداث في العالم.. ومنها المعارك الحربية والاجتماعية.

وفي عصرنا الراهن تنقل الأقمار الاصطناعية عبر القنوات الفضائية الحوادث والأخبار، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ويتم نقلها عند حدوثها.

ويذكر في تاريخ الإعلام أنه عند اكتشاف التلفزيون كانت الرقابة في أشد عمرها، وكان يتم نقل الأخبار والوقائع بشكل انتقائي.. كان ذلك قبل سبعين عاماً، وهذا ما تمارسه القناتان الفضائية اليمنية والمحلية في اليمن السعيد!

إن إعلامنا مشدود للماضي وسياقه التاريخي الشمولي، فالأخبار والوقائع هي بروتكولية أخبار الحكومة وغياب أخبار الناس ونشاطاتهم .. بل غياب كل ما يعتمل داخل المجتمع اليمني .. ولا يزال الشعب يستقي معلوماته عن اليمن من الفضائيات الأخرى.

وصحيح أن انتقال المجتمع من نظام شمولي دكتاتوري إلى إعلامي ليبرالي له شروط .. وللأسف الشديد فكثير من هذه الشروط لا تتوفر في اليمن .. ويعود سبب ذلك إلى حكامنا الذين هم بعيدون عما يدور في عالم اليوم من تحولات وتغيرات كبيرة!

وفي ظل هذه الأوضاع من الضياع لا يمكن للإبداع أن يسود أجهزتنا الإعلامية، فبرامجها «محنطة» ومشلولة، ويكفي أن نتذكر ما حدث في اليمن من أحداث جسيمة في الشهر الماضي .. وكان العالم يتحدث عما يدور في اليمن. وكنا في أجهزتنا الإعلامية نقدم نتفاً انتقائية عن الحوادث بعيدة عن الحقيقة والصدق.. سواء في عدد الضحايا أو في غيره من الأمور!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى