خطورة الاعاقة الذهنية

> «الأيام» صالح علي بامقيشم / شبوة

> يعتمد التعليم في بلادنا على أسلوب التلقين، ويتعذب الطالب المسكين من أجل حفظ ما تعلمه وترديده بطريقة ببغاوية مضحكة، فأين التعليم الذي يبني الشخصية المستقلة للانسان؟ أين التعليم الذي يغير نظرة الانسان للكون والحياة، ويعلمه نقد الاوضاع الاجتماعية والسياسية وينشط العقل والروح ويجعل الطالب يستنتج بنفسه الافكار والاحداث ويمهد لبناء ايدلوجية ترفض الاحادية، متحررة من أية قيود وأغلال سواء كانت باسم «يوتوبيا» العادات والتقاليد، القبيلة النظام السياسي السائد (في أي زمن)؟

لقد جاءت العولمة بمصطلحات جديدة تتسق مع الفكر الليبرالي السائد فصنفت الأمية الى: أمية أبجدية وهي البدايات الاولى للقراءة والكتابة، والأمية الحديثة وهي عدم القدرة على استخدام الكمبيوتر، اما الامية الثقافية فهي أخطر انواع الجهل والتخلف فهي تعني: العجز عن مد الجسور والتواصل مع الآخر، أي الجمود الفكري وتوقف عقل الانسان عند مبادئ ومفاهيم وأفكار وشعارات معينة لا يستطيع عقله تجاوزها، أو ليس لديه القدرة على مناقشتها لإثبات صوابها من عدمه، وأنا أقول إن هذا النوع أخطر أنواع الأمية، لأن صاحبه في هذه الحالة لا يدرك مشكلته ويظن أنه متعلم لأنه يستطيع القراءة والكتابة وترديد ما حفظه في المنهج الدراسي الذي كما قلنا يعتمد على التلقين والحفظ من دون اعطاء الفرصة للطالب للنقاش والحوار والرد أو الاعتراض، مما يولد الذهينة المعوقة، ويتخرج آلاف الطلبة مصابين بفيروس «نقص المناعة ضد التخلف»! وصدق الفيلسوف الذي قال «اجهل الناس الذي لا يدري ولا يدري انه لا يدري»، وفي ظل نوعية التعليم الذي نتلقاه فإن على المجتمع ألا ينتظر منا الكثير في المستقبل وما عقولنا سوى وعاء ينقل ويردد ما يقوله معلمونا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى