مع الأيــام...التعامل بطريقة مهينة

> د. سمير عبدالرحمن الشميري:

>
د. سمير عبدالرحمن الشميري
د. سمير عبدالرحمن الشميري
من الأعطاب الكبرى في حياتنا هو التعامل بطريقة مهينة مع المرأة واستخدام العنف ضدها وعدم معاملتها بالقسطاس,في دراسة طريفة لباحثة اجتماعية (رنا غانم) تشير الى أن النساء يتعرضن لعنف ومضايقات مقززة في الشارع، حيث إن (75% من النساء استقصيت آراؤهن يتعرضن للضرب والمضايقة باليد أو العصا أو بالرجل و45% يتعرضن للرجم بالأحجار و35% يتعرضن لهجوم أو اختطاف حقائبهن و27% يتعرضن لمحاولة اختطاف و90% للكلام البذيء و66% لانتقادات و90% للمعاكسات بأنواعها المختلفة).

وتعيش المرأة تحت سماء مكفهرة مليئة بحقول الألغام، حين يتم مصادرة حقوقها وحرمانها في بعض الأحيان من حقوقها في الوراثة والتعلم والعمل والمشاركة في تعضيد المجتمع وعدم مساواة ديتها بالرجل.

ولقد أشار الكاتب دانيال كلود إلى ظاهرة مزعجة في المجتمع ألا وهي ظاهرة الزواج المبكر للفتاة دون السن القانونية، حيث تقدر بعض الدراسات أن (70% من حالات الزواج المبكر تحدث في الريف، و30% تحدث في المدن الرئيسية).

وأود التلميح في هذا الصدد إلى رهط من الناس مشحونين بالجهل والنزعة الأنانية ويلهثون بجشع وراء المال بأي ثمن حتى ولو كان على حساب آدمية الفتاة، حيث يتكرر مشهد تزويج الفتيات بطريقة غير عفيفة تحت يافطات شتى ومنها زواج المتعة. وهناك ظاهرة المغالاة في المهور حيث توصد الأبواب في وجوه الشابات ويحرمن من نعمة الزواج، فتنكسر الدموع في قلوبهن ويتعرضن لعذاب بئيس.

فالمرأة تحتاج الى غذاء عاطفي ودفء اجتماعي حتى لا تتعرض للذل والمهانة والانكسار، أو تجد نفسها في حالة حادة من التقلب الوجداني وتفكك صواميل العلاقة الاجتماعية.

فتتداخل عوامل بألوان شتى في قضية العنف ضد المرأة ومن ضمنها الأمية التي تشكل قيداً مؤلماً يعرقل مسيرة النماء، إذ إن (49.2% من السكان مازالوا أميين، أي 4.681.000 ونسبة الإناث تشكل 67%، ونسبة الذكور 33%، وتتركز الأمية في المناطق الريفية حيث يتواجد 80% من السكان) («الأيام» العدد 4473).

فالجهل والفقر والأمية والجور والاعتساف وامتهان كرامة المرأة من المهالك والمعائب التي تدمر مقومات التنمية، وتؤدي إلى تخلف زمني وتخلف كمي. يقول المفكر هيثم مناع «إن معركة النساء من أجل حقوقهن تعد من أصعب معارك التغيير في العالم العربي».

فما أحوجنا إلى تغيير جغرافية الفكر والتخلي عن الوعي الاستبدادي وثقافة الهيمنة، والكف عن الأساليب الجانحة عن جادة الصواب.

«السؤال الذي أريد أن أطرحه: ما الشر الأساسي الذي يجب أن يتصدى له المجتمع؟ سيقول الكثيرون إنه الفقر، بينما يحسن بهم أن يقولوا: العبودية» (ج. كول).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى