سكان وادي بانشير غاضبون على الاسرة الدولية

> بوزوراك/افغانستان «الأيام» ا.ف.ب :

>
سكان وادي بانشير غاضبون على الاسرة الدولية
سكان وادي بانشير غاضبون على الاسرة الدولية
باتت امجاد تحالف الشمال ذكرى من الماضي في وادي بانشير الافغاني حيث يعبر السكان عن غضبهم حيال الاسرة الدولية ويتهمونها بخيانة ذكرى القائد احمد شاه مسعود في خطاب ينم عن بذور عداء للاجانب.

فبعد اربع سنوات على سقوط نظام طالبان الذي سبقه اغتيال احمد شاه مسعود الزعيم التاريخي لتحالف الشمال الملقب "اسد بانشير"، يظهر ان مليارات الدولارات التي خصصت لافغانستان منذ 2001 لم تصل الى هذه المنطقة التي بقيت على على فقرها بقراها المبنية بالطين ودروبها المكسوة بالحصى.

وقال الملا سليمان (37 عاما) في بوزوراك قرية القائد مسعود انه باستثناء مستشفى للطوارئ تديره منظمة غير حكومية ايطالية وبضع مضخات للماء وجسور فوق نهر بانشير، "لم ينجز اي شئ وبانشير لا تزال على ما كانت قبل عشرين عاما".

وتسيطر مشاعر الغضب في هذا الوادي الاخضر الممتد بين سلسلتين من الجبال الداكنة والجافة. وهو يعتبر انه لم يحصل على اي شىء لقاء دماء ابنائه التي اهدرت في مواجهة السوفيات وحركة طالبان.

وتصب هذه الاقلية التي تمثل 150 الى 360 الف نسمة في بلد يبلغ عدد سكانه 25 مليونا بحسب التقديرات، استياءها على الاسرة الدولية ككل وفي مقدمها الولايات المتحدة، ولا توفر سوى دول قليلة مثل فرنسا بفضل نشاط عدد من مواطنيها في منظمة اطباء بدون حدود في بانشير والدعم الذي قدمته بعض شخصياتها للقائد مسعود.

وقال الحاج سهاد الدين (71 عاما) احد الرفاق "التاريخيين" لمسعود ان "الاسرة الدولية اصيبت بالجنون. لقد ساعدناها على الدوم وفي المقابل هي تسعى للتخلص منا وتجريدنا من السلاح في وقت ينشط طالبان اكثر من اي وقت مضى".

وبعد ان كان حضورهم في الحكومة طاغيا بعد العام 2001، احيل القادة السابقون لتحالف الشمال ومن ضمنهم البانشيريون، الى مناصب فخرية.

وقال الحاج سهاد الدين "لقد القي بهم خارجا لتسليم البلد الى امة واحدة" هي اتنية الباشتون التي ينتمي اليها الرئيس حميد كرزاي.

ويرفض انتقاد رفاق مسعود القدامى واشقائه بالرغم من ان بعضهم جمع ثروات طائلة ايام الحرب.

وفي القرى حيث ينعت الاجانب احيانا ب"الكفار"، تشتد الانتقادات وتزداد تطرفا.

ورأى عبد الكريم زعيم قرية زينه ان "الزعماء البانشيريين اقوياء لكنهم لم يحركوا ساكنا من اجل المنطقة. سيتحتم علينا اختيار غيرهم".

وقال ناصر خليلي "لم يتبع احد خطى مسعود، قادتنا السياسيون اعطوا اميركا كل شىء".

وقبل شهرين برز الملا محمد خان وتميز بخطبه الشديدة اللهجة ضد الاجانب وقد دعا بحسب بعض المصادر الى "الجهاد".

واوضحت مصادر عدة ان محمد خان درس الدين في المدرسة القرآنية الاصولية في ديوباند بالهند التي تدعو الى اسلام بعيد عن التاثيرات الغربية "اللااخلاقية".

وبعد ان ابعدته السلطات بالرغم من احتجاجات المئات من انصاره، احتفظ الملا بمؤيدين ذوي شأن في الوادي الذي يلزم اسلاما محافظا.

وقال "كوكو" تاج الدين حما القائد مسعود "انه دائما حاضر. انه رجل طيب".

واعتبر الملا سليمان انه "كان على حق، لكنه ربما جاء قبل اوانه، فثمة عدد متزايد من الاشخاص الذين يعتقدون مثله ان الولايات المتحدة ودولا اخرى جاءت لتحتلنا وتجردنا من السلاح وتمحو ثقافتنا التاريخية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى