صورة الولايات المتحدة في الخارج

> واشنطن «الأيام» د.ب.أ :

> عندما مثلت كارين هيوز أمام لجنة بمجلس الشيوخ الامريكي مكلفة بالنظر في تكليفها بقيادة جهود تحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج تعهدت بالانصات إلى آراء الدول الاخرى في الولايات المتحدة.

وقالت هيوز التي عملت لفترة طويلة كمستشارة للرئيس الامريكي جورج بوش في تموز/يوليو الماضي "إنني أدرك أنه يتعين أولا العمل على فهم الاخرين قبل أن نسعى إلى إفهامهم آرائنا".

وتولت هيوز منصبها الشهر الجاري وأخطرت بوش بخططها أثناء عطلته التي يقضيها في تكساس وكشفت عن بعض نواياها علانية. وتردد أنها تساند تسهيل حصول الاجانب وبخاصة من أبناء الدول العربية على تأشيرات الزيارة والدراسة بالولايات المتحدة.

وعملت هيوز وهي صحفية سابقة كمستشارة للرئيس الامريكي أثناء فترة عمله كحاكم لولاية تكساس واضطلعت بدور بارز في نجاح حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الابيض في عامي 2000 و2004. ويبدو أن من بين الافكار التي تتبناها هيوز تشكيل فرق استجابة عاجلة للاتصال لمواجهة ما يطرأ من قضايا في مختلف أنحاء العالم.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز إن هذه الفرق تشكلت للتعامل مع أحداث من نوعية مظاهرات الاحتجاج الدامية في أفغانستان التي نجمت عن نشر مقال بمجلة نيوزويك بشأن تدنيس المصحف على يد محققين أمريكيين. وأعلنت نيوزويك عدم صحة هذه الرواية في وقت لاحق.

وذكرت رايس التي أكدت مساندة بوش الكاملة لكارين هيوز "وجدنا فيما يتعلق بفرق الاستجابة السريعة أنها يجب أن تعمل خلال 24 ساعة من وقوع الحدث ويجب تواجد كثير من أعضائها في مسرح الاحداث".

وتواجه هيوز حتى في ظل دعم بوش لها تحد كبير يتمثل في تحسين صورة الولايات المتحدة التي تزداد سوءا ليس في العالم العربي فحسب بل أيضا في أوروبا حيث تعبر استطلاعات الرأي عن آراء غير مؤيدة للولايات المتحدة وحكومتها.

ويحذر الخبراء من أن حملة العلاقات العامة المكثفة لن تؤتي ثمارها ما لم تعززها سياسات أمريكية جديدة.

وقال ديفيد نيوتن وهو دبلوماسي أمريكي متقاعد له خبرة واسعة في قضايا الشرق الاوسط "لا اعتقد أن العرب يتصرفون من منطلق الجهل بل إنهم يفهمون السياسة الامريكية ويتصرفون بشكل جيد للغاية حتى لو كانت وجهة نظرهم بشأنها خاطئة".

وتضررت صورة الولايات المتحدة بسبب العلاقات الامريكية الاسرائيلية الوثيقة والاعتقاد السائد بأن الولايات المتحدة منحازة ضد الفلسطينيين في الصراع مع إسرائيل. وتعزز الاعتقاد بأن القيادة الامريكية لا تأخذ المخاوف العربية على محمل الجد بسبب حرب العراق.

ويقول نيوتن وهو محلل بمعهد الشرق الاوسط في واشنطن إن من بين التحديات الرئيسية أمام هيوز انسحاب القوات الاسرائيلية من غزة مؤخرا.

وأضاف أن قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون بالانسحاب من غزة قوبل بإشادة واسعة النطاق من جانب الولايات المتحدة والفلسطينيين ولكن شارون استغل هذا الانسحاب لتوسيع مستوطنات الضفة الغربية رغم اعتراضات الفلسطينيين,واستطرد أن واشنطن تحتاج إلى إدانة سياسات شارون في الشرق الاوسط بشكل أكثر قوة.

وقال "على صعيد السياسة يود العرب مشاهدة مزيدا من الادلة على أن الولايات المتحدة تتخذ موقفا ضد الاسرائيليين".

وذكرت رايس في مقابلتها مع صحيفة نيويورك تايمز أن هيوز ستكون جزءا من عملية صنع القرار وأن الاتصال والسياسة هما "وجهان لعملة واحدة".

وقال نيوتن إنه من المهم أن تتجنب هيوز السقوط في شرك الاعتقاد أن الكلمات وحدها ستجعل الولايات المتحدة أكثر قبولا في العالم العربي.

وأضاف "يجب أن نظهر بالعمل أننا نأخذ مخاوفهم على محمل الجد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى