> بغداد «الايام» رويترز :

امرأة عراقية جالسه امام جثث القتلى الموجودين في المشرحة
امرأة عراقية جالسه امام جثث القتلى الموجودين في المشرحة
قتل نحو 700 شيعي عراقي في تدافع على جسر ببغداد نجم عن شائعات بوجود مفجر انتحاري امس الأربعاء وقال مسؤول ان من المتوقع ان يصل عدد القتلى الى ألف شخص,وذكر مصدر من الشرطة العراقية إن حشودا كانت متجهة إلى مسجد الكاظمية في الحي القديم في شمال بغداد لاحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم عندما صرخ شخص ما بأن هناك مهاجما انتحاريا سيفجر نفسه وسط الحشد.

وقال المصدر إن "مئات بدأوا في الركض وبعضهم ألقى بنفسه من فوق الجسر إلى النهر."

وتابع "توفي العديد من كبار السن على الفور نتيجة للتدافع وغرق عشرات وما زالت عدة جثث في النهر والزوارق تعمل على انتشالها."

وقال مسؤول بوزارة الداخلية إن معظم القتلى من النساء والأطفال "الذين لقوا حتفهم غرقا أو سحقا تحت الأقدام".

وقال الدكتور جاسب لطيف علي مدير عام بوزارة الصحة العراقية "قبل ساعة كانت محصلة القتلى 695 لكننا نتوقع ان تبلغ 1000."

وقال وزير الداخلية العراقي باقر صولاغ جبر إن "ارهابيا" كان وراء نشر شائعة بأن مهاجما سيفجر نفسه وسط الحشود الشيعية مما أحدث التدافع على الجسر ببغداد.

وأضاف في التلفزيون العراقي أن ما حدث هو أن الناس بدأوا يتدافعون بقوة بعد أن نشر "ارهابي" شائعة بأن هناك مهاجما انتحاريا وسط الحشد.

ولكن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي قال ان التدافع لا علاقة له بالتوترات الطائفية التي تخيم على البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي
وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي
وأضاف الدليمي في حديث تلفزيوني اذيع على الهواء مباشرة ان ما حدث لا علاقة له باي توتر طائفي وان الاشخاص السبعة الذين قتلوا في هجوم بمدافع المورتر قبل التدافع هذا الصباح هم الاشخاص الوحيدون الذين قتلوا بايدي "الارهابيين".

وتصاعدت التوترات بين افراد الطوائف والأعراق الرئيسية في العراق قبيل استفتاء على دستور جديد للبلاد انقسمت بشأنه الآراء.

وأظهرت لقطات تلفزيونية الناس وهم يتدلون من الجسر للفرار من التدافع وأعدادا من الأحذية التي خلفها الضحايا الذين ماتوا سحقا تحت الأقدام.

وجثت امرأة تصرخ في هيستيريا على جثث في حين هرعت سيارات الإسعاف وهي تطلق أبواقها الى مكان الحادث فيما وضع الناس الجثث على محفات بينما اصطف آخرون على ضفاف النهر واحتشدوا على الجسر.

وسجيت عشرات الجثث على الأرض مغطاة بمختلف الأغطية من ملابس الى أغطية بلاستيكية وغيرها.

وقال مستشفى إنه استقبل مئة جثة على الأقل بحلول الساعة 12:30 (08:30 بتوقيت جرينتش),وقال مصدر من المستشفى إن جثثا أخرى نقلت إلى مستشفيين آخرين قريبين.

وفي وقت سابق من امس قتل سبعة على الأقل في ثلاث هجمات متفرقة بقذائف المورتر على الحشد أثناء توجه ألوف إلى المسجد.

امرأة مصاب تتلقى العلاج في المستشفى
امرأة مصاب تتلقى العلاج في المستشفى
وأظهر تلفزيون رويترز امرأة وهي تبكي بجوار جثة طفلها في مستشفى النعمان وكانت عشرات الجثث على الأرض.

وتعالت الصرخات وأصوات البكاء في المستشفى أثناء بحث رجال ونساء عن أقاربهم والعثور عليهم.

وذكر التلفزيون العراقي أن رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري أعلن الحداد ثلاثة أيام.

وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني في بيان إنها مأساة كبيرة وستترك أثرا في أرواح العراقيين مضيفا أنه يدعو الله أن يشفي المصابين ويرحم"الشهداء".

وسمع دوي تفجيرات في أنحاء متفرقة من بغداد صباح امس الأربعاء.

وعلى الرغم من مسودة الدستور فانه ليس هناك اي بادرة على تراجع القتال الذي يشنه سنة ومقاتلون أجانب.

وأظهر استطلاع للرأي لشبكة (ايه.بي.سي) الاخبارية الأمريكية وصحيفة واشنطن بوست ونشرت نتائجه أمس الثلاثاء أن استمرار القتال أسهم في خفض شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى أدنى مستوياتها وهي 45 بالمئة وسط مخاوف بشأن الحرب وارتفاع اسعار الوقود.

جانب من الجثث في المشرحة
جانب من الجثث في المشرحة
وأفاد تقرير صدر امس أن التكلفة الشهرية للحرب في العراق زادت الآن عن متوسط التكلفة الشهرية للعمليات العسكرية في فيتنام في الستينات والسبعينات.

وقدر التقرير الذي يحمل عنوان "مستنقع العراق" واعده معهد الدراسات السياسية ومنظمة فورين بوليسي إين فوكاس وكلاهما منظمتان مناهضتان للحرب تكلفة العمليات في العراق بنحو 5.6 مليار دولار شهريا,اي نحو 186 مليون دولار يوميا.

وقال التقرير "بالمقارنة كان متوسط تكلفة العمليات الأمريكية في فيتنام التي استمرت أكثر من ثمانية أعوام 5.1 مليار دولار شهريا معدلة حسب معدلات التضخم."