مدينة بيسلان الروسية لاتزال تتجرع المرارة بعد عام من وقوع حادث الاحتجاز المروع

> موسكو «الايام» د.ب.أ :

>
طفلة صغيرة تبلغ من العمر 7سنوات تقف في مكان الحادث
طفلة صغيرة تبلغ من العمر 7سنوات تقف في مكان الحادث
تمكنت لويزا كودا كوفا من أن تبعد من ذهنها فظائع المحنة التي عاشتها قبل عام رغم أنها أبعد ما تكون عن النسيان,تقول الطفلة الصغير 7 سنوات من بلدة بيسلان بجنوب روسيا "إنني لا أفكر مطلقا فيما حدث وقتها".

طبلتا أذنيها اللتان تضررتا بفعل أصوات انفجارات القنابل وإطلاق النار وحدهما اللتان تذكرانها بتجربتها التي وقعت قبل عام وكانت أسوأ هجوم إرهابي منذ حادث الطائرات المخطوفة التي ضربت أهدافا في الولايات المتحدة قبلها بثلاث سنوات.

ففي اليوم الاول من الفصل الدراسي الذي بدا في الاول من أيلول سبتمبر عام 2004 قامت مجموعة من المسلحين يقودها شيشانيون بأخذ لويزا وأمها رهائن ومعهم نحو 1100 تلميذ ومعلم وولى أمر في تحد سافر لسلطة الكرملين والرئيس فلاديمير بوتين.

احتجز الرهائن في قاعة الرياضة بالمدرسة دون ماء أو طعام لمدة يومين قبل أن تصل الازمة ذروتها في 3 أيلول/سبتمبر بحالة من الفوضى العارمة. انفجارات قنابل. وطلقات رصاص ولهيب من النار اجتاح المكان في ظل ظروف لاتزال غامضة حتى الان.

قتل ما مجموعة 319 من الرهائن و 12 من قوات الامن نتيجة للانفجارات والقتال وعمليات الاعدام السابقة بينما قتل 31 من الارهابيين واعتقل واحد فقط حيا وذلك بحسب الرواية الرسمية للاحداث في جمهورية أوستيا الشمالية.

دلائل كثيرة تشير إلى حسابات وأخطاء فادحة من جانب قوات الامن,ولكن على بعد 1500 كيلومتر هناك في موسكو استغل بوتين الحادث المروع لتشديد قبضته على المناطق والاحزاب السياسية في روسيا بهدف معلن هو الحيلولة دون وقوع مزيد من الهجمات على غرار تلك التي وقعت في بيسلان والتي لاتزال ذكرياتها تشل هذا المجتمع الصغير المكون من 25000 شخص.

وقد توقف الزمن عند حطام المدرسة رقم 1 حيث لايزال الدخان الاسود يعلو جدران الصالة الرياضية أو بالاحرى التي كانت كذلك,تحيط الزهور الذابلة والصناعية بالموقع ويترك الزوار زجاجات من الماء على الارض حيث مات الرهائن تقريبا من العطش.

امرأتان مسنتان تبكيان امام قبر اقاربهم
امرأتان مسنتان تبكيان امام قبر اقاربهم
تلمح عبارة منقوشة على الحائط كتب عليها "سامحينى ياشمسي الساطعة الصغيرة لاني لم أستطع إنقاذك".

يشفي الزمن من أدواء كثيرة ولكن جراح بيسلان عميقة عميقة وتأبى أن تندمل برغم ما يقوم به فريق الاطباء النفسانيين الذي يعمل في البلدة.

تزدهر أعمال الاعمار في بيسلان هذه الايام. ففضلا عن مدرستين جديدتين يجري العمل على قدم وساق في بناء منشآت رياضية ورياض للاطفال ومركز لاعادة التأهيل يخدم منطقة شمال القوقاز بأكملها ويبدو الامر كما لون أن الدولة تعالج وخزات الضمير بالمخصصات المالية السخية.

ولكن آزا موكاجوفا الكاتب بأحد الصحف المحلية 71 عاما يقول "إنك لا تستطيع أن تستعيد ثقة الناس بالمال والمدارس الجديدة.

وكلما اقتربت الذكرى السنوية الاولى للمحادث المأساوي كلما ترددت الاسئلة في جنبات بيسلان عن الكيفية التي وقع بها حمام الدم.

أثناء محاكمة الارهابي الذي بقى على قيد الحياة نور باشي كولاييف حاولت أمهات الاطفال القتلى أن تضع سلطات الدولة في قفص الاتهام ليجيبوا عن أسئلة عن نواحي القصور التالية: لماذا لم تكن هناك مفاوضات؟ من أرسل بالدبابات والمروحيات وبمن ألقى بكرات اللهب على مبنى ملئ بالاطفال؟.

تقول سوزانا دواداييفا رئيسة لجنة الامهات المحليات والتي فقدت ابنها ساور وابنة أخيها علا "إننا نريد تحديد هوية الاطراف المذنبة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى