اعرب وزراء الخارجية الاوروبيون امس الجمعة عن تفاؤلهم بشأن بدء مفاوضات الانضمام مع تركيا في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر رغم رفض انقرة الاعتراف بقبرص,وحرص الوزراء المجتمعون في نيوبورت في مقاطعة ويلز البريطانية على تهدئة الاجواء عبر اقرارهم، كما فعل البريطاني جاك سترو الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد حاليا، بان المسالة القبرصية "ستحتاج الى وقت لحلها" وينبغي الا تؤثر على الجدول الزمني للمفاوضات.

وقبل توجهه الى نابولي جنوب ايطاليا، رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الضغوط التي تمارس على بلاده بشان قبرص قائلا "لقد قمنا بكل ما طلب منا بعد 17 كانون الاول/ديسمبر" حين حدد القادة الاوروبيون موعد الثالث من تشرين الاول/اكتوبر لفتح مفاوضات انضمام انقرة.

اما وزير خارجيته عبدالله غول الذي دعي الى نيوبورت، فاكد لمجلة "ذي ايكونوميست" البريطانية ان انقرة ستوقف مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي اذا عرض عليها الاتحاد اقل من انضمام كامل او طرح شروطا جديدة لهذا الانضمام.

ولم تمنع هذه اللهجة المتشددة وزير الخارجية القبرصي جورج ياكوفو من ان يعرب عن "تفاؤله" امس الجمعة في بدء مفاوضات انضمام انقرة في الموعد المحدد. وقال ياكوفو للصحافيين في نيوبورت "ننتظر من تركيا ان تطبع علاقاتها مع جمهورية قبرص بسرعة".

لكنه اوضح "لم اقل ابدا اننا سنضع فيتو. لم نعارض ابدا البدء بمفاوضات الانضمام مع تركيا".

وقلل وزير الخارجية القبرصي من اهمية عدم توصل الاوروبيين امس الاول الخميس الى اتفاق بشأن اعلان اوروبي يرد على تاكيد تركيا في تموز/يوليو الماضي رفضها الاعتراف بجمهورية قبرص.

وقال ياكوفو "اعتقد اننا سندخل تحسينات على النص خلال اجتماعات السفراء وحتى نهاية الاسبوع سيكون لدينا نص مرض".

وتجدد الجدل حول القضية القبرصية في نهاية تموز/يوليو حين وقعت تركيا بروتوكولا لتوسيع اتفاق جمركي يربطها مع الاتحاد الاوروبي ليشمل الدول الاعضاء العشر الجدد وبينها قبرص.

وهذا التوقيع كان اخر شرط مسبق فرضه الاتحاد الاوروبي على تركيا قبل بدء مفاوضات الانضمام لكن الحكومة التركية ارفقت البروتوكول باعلان تؤكد فيه ان توقيعه لا يعني الاعتراف بقبرص.

واعتبر جاك سترو ان الملف القبرصي "معقد وينطوي على رهانات تاريخية" وحله "سيستغرق وقتا".

واضاف ان "قبرص ليست العضو الوحيد الذي واجه مشكلات بشان الاعتراف به" مذكرا بالجدل الذي دار بين بريطانيا وايرلندا حول ايرلندا الشمالية، ومع اسبانيا حول جبل طارق.

وقال سترو انه "سواء بالنسبة للمسالة الايرلندية او بجبل طارق ساعد الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في التوصل الى حل".

لكن وزير الخارجية البريطاني اقر بان الوقت بات ضيقا حتى الثالث من تشرين لاول/اكتوبر. وقال "علينا ان نعمل الكثير حتى ذلك الحين. هذا يتطلب ارادة جيدة وجهودا من الجانبين".

ويتعين على الاوروبيين ان يحددوا بالاجماع "اطار" المفاوضات المقبلة.

وتعتبر تركيا انها استجابت لكافة الشروط التي وضعها رؤساء دول وحكومات الاعضاء الخمسة والعشرين في الاتحاد الاوروبي في كانون الاول/ديسمبر 2004 عندما حددوا موعد بدء المفاوضات.

وقال غول في المقابلة التي تنشرها "ذي ايكونوميست" اليوم السبت "سننسحب من المفاوضات اذا ما عرضوا علينا ما هو اقل من انضمام كامل او طرحوا شروطا جديدة",واضاف "اذا انسحبنا هذه المرة، فسيكون ذلك نهائيا".