الانسحاب من غزة يدفع امهات المعتقلين الفلسطينيين الى تكثيف تحركهن

> رام الله/الضفة الغربية «الأيام» ا.ف.ب :

>
جانب من امهات المعتقلين الفلسطينيين
جانب من امهات المعتقلين الفلسطينيين
لا تملك مليحة خليل (63 عاما) في خيمتها تلفازا وهي اصلا لا تجيد القراءة ولا الكتابة، الا انها تكون دائما اولى الحاضرات من امهات المعتقلين الفلسطينيين في اي مسيرة يتم تنظيمها للمطالبة باطلاق سراحهم من السجون الاسرائيلية، خصوصا بعد بدء عملية اخلاء المستوطنات الاسرائيلية من قطاع غزة ما قد يوحي بتحريك العملية السياسية مع اسرائيل.

ومليحة هي من عائلة الكعابنة البدوية، وتعيش في منطقة العوجا القريبة من مدينة اريحا في الضفة الغربية، وكان ابنها احمد كعابنة (35 عاما) اعتقل لدى الجيش الاسرائيلي قبل تسع سنوات، وحكم بالسجن مدى الحياة.

وشاركت مليحة امس السبت في مسيرة وسط مدينة رام الله، وحملت صورة كبيرة الحجم لابنها احمد مثلما فعلت غالبية الامهات في المسيرة.

وقالت مليحة لوكالة فرانس برس انها قلما تأتي الى مدينة رام الله "لكنني قدمت منذ امس الاول الجمعة وخيمنا في منطقة قريبة من المدينة لاشارك اليوم في هذه المسيرة".

ومع انها لا تبني اوهاما كثيرة حول احتمالات الافراج عن ابنها الا انها لا تريد ان تفقد الامل خصوصا بعد بدء الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة واحتمال عودة عملية التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وتقول انها تعمل "كي لا ينسى احد ابني في السجن".

وشارك امس السبت حوالى 100 متظاهر فلسطيني في مدينة رام الله، غالبيتهم من الامهات، في مسيرة تضامن مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.

وردد المشاركون هتافات تدعو السلطة الفلسطينية الى العمل على اطلاق سراح ابنائهم.

وتعتبر مليحة اوفر حظا من حلوة عبد الحليم ( 58 عاما) التي حملت صورتين لاثنين من ابنائها معتقلين في السجون الاسرائيلية هما اكرم ورأفت عثمان.

وقالت حلوة "المسيرات قد لا تطلق سراح ابنائنا، لكننا سنواصل الاعتصام والتظاهر كي يبقى ابناؤنا في البال (...) وان شاء الله يستطيع ابو مازن (رئيس السلطة الفلسطينية) ان يطلق سراحهم بعون الله".

ولا يكاد يمضي اسبوع الا وينظم الفلسطينيون مسيرات واعتصامات للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، وتقابل هذه المسيرات بوعود وتعهدات من القيادة الفلسطينية بان تبقى قضية المعتقلين على سلم اولوياتها في التفاوض مع الجانب الاسرائيلي.

وبدت عزيزة عبد الله (60 عاما) اكثر حماسا من مليحة وحلوة خلال مشاركتها في المسيرة، حيث كانت تهتف بحرارة واضحة وتلوح بصورة ولدها احمد الذي امضى ثلاث سنوات ونصف السنة حتى الان في السجون الاسرائيلية من اصل 13 عاما حكم بها.

وقالت عزيزة "لن يكون هناك سلام ولو انسحبت اسرائيل من كل الاراضي الفلسطينية طالما بقي الاسرى في سجون الاحتلال".

وسبب حماس عزيزة انها تقدمت بطلب للحصول على تصريح لزيارة ابنها في سجن بئر السبع داخل اسرائيل، الا ان الجانب الاسرائيلي رفض طلبها تحت مبرر انه "لا توجد صلة قرابة".

وقالت بما يشبه الصراخ " قالوا لي انه لا توجد صلة قرابة بيني وبين ولدي (...) اذا كانت لا توجد صلة قرابة بيني وبين ابني احمد فمن تكون له صلة قرابة به ؟".

من جهتها، قالت لطيفة ابو قرع (67 عاما) التي قدمت من قريتها المزرعة الغربية الواقعة على بعد 20 كلم شمال رام الله ان المسيرات والاعتصامات هي اقل شيء يمكن ان يقدمه الاهل الى ابنائهم في السجون الاسرائيلية.

واعتقل ابن لطيفة جواد خليل (34 عاما) قبل اربع سنوات، وحكم بالسجن لمدة 25 عاما، وهو متزوج وله اربعة ابناء.

وقالت لطيفة "اذا كان ابني البالغ ال34 من العمر قد حكم بالسجن 25 عاما، ترى كيف ستكون حياته حين يخرج من السجن في التاسعة والخمسين؟".

واضافت "لا نملك سوى التظاهر والاعتصام، وهو اقل ما يمكن ان نقدمه، ونقول للعالم اننا نحب ابناءنا مثلما تحب الامهات والاباء ابناءهم في كافة انحاء العالم".

واعلن متحدث باسم الهيئة الوطنية الفلسطينية العليا لمتابعة اوضاع الاسرى الفلسطينيين، تعهد اللجنة ب"مواصلة الفعاليات التضامنية والاحتجاجية لتعزيز النضال الجماهيري لصالح الاسرى".

واضاف المتحدث في بيان تلاه عبر مكبر الصوت لدى انتهاء المسيرة "اللحظة باتت مواتية لتصعيد وتيرة اطلاق حملة جماهيرية واسعة للوقوف الى جانب ثمانية الاف وخمسمائة اسير فلسطيني في سجون الاحتلال".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى