أكثر من 200 طالب مهدّدون بحرمانهم من التعليم هذا العام بسبب السيول

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
رئيس لجنة الاضرار ومدير تربية جردان يتفقدان صفا دراسيا غمرته المياه
رئيس لجنة الاضرار ومدير تربية جردان يتفقدان صفا دراسيا غمرته المياه
أهالي جردان: نطالب بلفتة إنسانية من الجهات المعنية لكون أضرار السيول كبيرة...تقع مديرية جردان شرق مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وتبعد عنها حوالي 80 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي 16,000 ألف نسمة حسب التعداد الأخير للسكان والمنشآت، ويعتمد سكانها على مياه الأمطار والسيول لري الأراضي الزراعية، حيث تبلغ مساحة وادي جردان 2000 كم ويصب في صحراء الربع الخالي. ونظراً للأضرار الكبيرة التي لحقت بالمديرية جراء السيول وما ألحقته من دمار بالمنشآت التعليمية والمحلات التجارية ومنازل المواطنين وأراضيهم الزراعية وسواقي وحواجز المياه، قامت «الأيام» بجولة استطلاعية لمعرفة المزيد عن حجم الأضرار التي لحقت بهذه المناطق جراء تدفق السيول.

بداية الرحلة
توجّهت «الأيام» إلى مديرية جردان في رحلة دامت يوماً كاملاً من الساعة السادسة والنصف صباحاً وحتى التاسعة مساءً حيث شملت الزيارة معظم المناطق المنكوبة في المديرية جراء السيول، وتعثر الوصول إلى بعض المناطق نظراً لوعورة الطرقات لكون السيول الجارفة لم تبق لها أثراً نهائياً.

في البداية التقينا بالمواطن صالح محمد حيدان القرموش من منطقة عياذ، فقال إن هذه السيول التي أصابت المنطقة تعتبر الأولى من نوعها ولم نشاهد مثلها من قبل، فقد جرفت في منطقتنا أكثر من 50 ساقية و40 حاجزاً مائياً ومبانٍي تربوية، وأصابت بعض بيوت المواطنين وجرفت أجزاء من أحد البيوت. إن منطقتنا عياذ موقعها في قلب صحراء الربع الخالي، فهي معرضة لسيول دائمة، لذلك فإننا نطالب الأخوة في السلطة المحلية والعليا عمل حماية للمناطق من السيول لكون وادي جردان وشولة تـَصبُّ فيهما السيول.

أهالي وادي جردان يتحدثون
الأخ عبدالله محسن السيد قال: إن وادي جردان يبلغ طوله 200 كم، وهو مجمع للوديان حيث أن السيل هذه المرة تجاوز ارتفاعه 8 أمتار، وتسبب في أضرار كبيرة في وادي جردان وخاصة المنشآت التعليمية والمحلات التجارية والأراضي الزراعية والسواقي ومعبر السيول، و المنطقة في حاجة للمساعدة ومد يد العون.

الشيخ محسن صالح القديمة، شيخ بني هلال، قال: لقد كانت الأضرار كبيرة في جميع مناطق المديرية، فقد تسببت السيول في جرف عدد من أحواش الأغنام في منطقت النقيب وأصيبت مدرسة التعليم الأساسي من 1-9 بأضرار كبيرة جداً وجرفت أراضي وسواقٍي عديدة. إن الأهالي يطالبون بالاستجابة السريعة لشكاواهم.

عبدالحق السمع بن عبد الحق، يبلغ من العمر 100 عام، قال: لم أشاهد مثل هذا السيل الكبير، ما عدا السيل (الجمعي) ويعني سيل جاء قبل 70 عاماً وسماه (جمعي) لانه جاء صباح يوم الجمعة مضيفاً أن أهالي المنطقة لم يتعودوا على أضرار بهذا الحجم، لكون ظروفهم صعبة، ويطالبون بدعمهم لإصلاح الأضرار التي لحقت بهم ومناطقهم جراء هذا السيل الأكبر الذي لم أشاهد مثله في حياتي.

طلاب في التعليم الاساسي يطلبون من رئيس اللجنة حل مشكلتهم
طلاب في التعليم الاساسي يطلبون من رئيس اللجنة حل مشكلتهم
الأخ سويدان علي بالبحيث، مدير مكتب التربية والتعليم بجردان، قال:

إن الخسائر في المنشآت التعليمية كبيرة، حيث دمـّرت السيول مدرستي العرصة والركح بالكامل وتحتويان على عدد من الصفوف من 1-8، وكذلك تعرضت مدرسة الجيف إلى تكسير أجزاء منها إضافة إلى مدارس أخرى و كانت الأضرار في المدارس كبيرة حيث أن بعضها دُمِّرت بالكامل بجميع ملحقاتها من كراسي وكتب دراسية ومستودعات، و حقيقة نواجه أزمة كبيرة جداً هذه المرة ونحن على أبواب العام الدراسي الذي بدأ 3/9/2005م ونطالب الإخوة في السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب التربية والتعليم بتوفير شبوك وخيام حتى لا يُحرم 200 طالب من التعليم في المرحلة الأساسية، كما نطالب بالمعالجة السريعة لكون الأوضاع متدهورة جداً.

الأخ عبدالله ناصر صرقاب، مدير عام مديرية جردان، قال: حقيقة يجب أن نشكر «الأيام»، وهي تتابع أضرار السيول في مديريتنا، وكما ترون فإن منطقة وادي جردان قد تعرضت مطلع الأسبوع إلى سيول جارفة على مدار يومين تسببت في جرف أكثر من 2 كم من الأراضي الزراعية للمواطنين، وتدميرالعديد من المحلات التجارية بما فيها من مواد غذائية واستهلاكية، وطمس عدد من آبار المياه إضافة إلى سقوط عدد من المدارس. إن أهالي مديرية جردان يعتمدون في ري الأراضي الزراعية على مياة السيول، و المنطقة في حاجة لتصريف هذه المياه والاستفادة منها، ونأمل من الأخوين علي أحمد الرصاص، محافظ المحافظة ود. محسن ناصر باعوم، الأمين العام للمجلس المحلي، سرعة الاستجابة لتشكيل لجنة لتقصي الأضرار التي لحقت بالمنطقة. مضيفاً أن المديرية بحاجة إلى مساعدة لكون كارثة السيول كبيرة عليهم.

وقد صادف نزولنا وجود لجنة الأضرار، فأخذنا آراءهم في ختام استطلاعنا هذا.

الأخ م. أحمد محسن العشلة، مدير عام مكتب الزراعة والري رئيس لجنة الأضرار المكلفة من السلطة في المحافظة، قال: إن اللجنة المشكلة من المكاتب المعنية سوف تواصل أعمالها على مدار ثلاثة أيام للاطلاع على الأضرار ورفع تقرير للسلطة المحلية بالمحافظة لتتم المعالجة السريعة، حيث ظهرت الأضرار بشكل كبير في تحطم مدرستين للتعليم الأساسي وتضرر عدد آخر منها، وكذلك تحطم عدد من المحلات والأحواش التابعة للمواطنين وجرف عدد كبير من سواقي ومعابر المياه والأراضي الزراعية وأعمدة الكهرباء وتضررت الطرق، ومازلنا نواصل أعمال الحصر لنصل إلى تقرير نهائي ومفصل عن الأضرار.

مدرسة الجيف جرفت مياه السيول جزءاً منها
مدرسة الجيف جرفت مياه السيول جزءاً منها
م. محمد الخضر محمد، مندوب مكتب الكهرباء قال: إن أكثر من 25 عمود كهرباء اقتلعتها مياه السيول في خط جردان، وكذلك أصيبت خطوط الضغط العالي. والمنطقة في حاجة للحلول العاجلة وإعادة التيار لمناطق المديرية، بسبب انقطاعه عنها نتيجة للأضرار الناتجة عن السيول.

م. هدّار صالح القاضي، مندوب الطرقات: المنطقة محرومة من الخط لكونها تقع في واد.

والوديان دائماً معرضة لكوارث السيول، وأرى أن مديرية جردان لكونها كثيفة السكان ومنطقة زراعية بدرجة أولى تحتاج إلى دراسة لربطها بالخط العام.

مشاهد من وادي جردان
- يبلغ عدد سكانه 16 ألف نسمة، وعدد المساكن، 1873 وعدد الأسر 1644.

- تعرضت عدد من مناطق المديرية لأضرار كبيرة جداً منها هدم دكاكين (محلات تجارية) وتدمير أحواش أغنام ودفن آبار مياه وجرف أراض زراعية بكاملها وسواق وقنوات ري ومعابر السيول.

- المديرية بحاجة ماسة جداً إلى دفاعات أرضية في بعض المناطق لتكون حماية لها من مياه السيول.

- أجمع أهالي المنطقة وكبار السن أن هذا السيل يعتبر الأكبر منذ 70 عاماً.

- أهالي المديرية من أصحاب الدخل المحدود يعتمدون على الأراضي الزراعية وتربية الأغنام وعلى أبنائهم من المغتربين بدولتي الإمارات والسعودية، وهم بحاجة إلى مساعدة السلطة المحلية بالمحافظة والجهات العليا.

- كان التأثير النفسي كبيرا وخاصة على من خسر محلاته التجارية وأراضيه، والمساعدة مطلوبة لهم ولأكثر من 200 طالب مهددين بالتشرد جراء السيول إذا لم تتم معالجة أمرهم سريعاً في المديرية.

- نزول «الأيام» قوبل بارتياح جماهيري من قبل المواطنين، ونعتذر لهم عن اقتصارنا على بعض الأحاديث لضيق المساحة والوقت.

- يعتمد الأهالي في ري الأراضي الزراعية على مياه السيول، ومياه السيول بحاجة إلى تصريف .

- يعتمد الأهالي في مياه الشرب على الكرفانات والجوابي، وهي تعتمد على مياه السيول، وتوجد فيها آبار لكنها محدودة.

- وادي جردان بحاجة إلى دراسة من مكتب الزراعة والري ليتم الاستفادة منه زراعياً لكونه وادياً يتمتع بمزايا جميلة وطبيعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى