الجيش يسيطر على الامن في نيو اورلينز مع تسارع عمليات اجلاء الناجين من الاعصار كاترينا

> نيو اورلينز «الأيام» ا.ف.ب :

>
كاثلين بلانكو حاكمة ولاية نيو اورلينز
كاثلين بلانكو حاكمة ولاية نيو اورلينز
خلت شوارع نيو اورلينز امس الاحد سوى من جثث الموتى ورائحة الدمار بعد ان قام الجيش الاميركي بفرض الامن في المدينة التي غرق معظمها تحت المياه وتسارعت عمليات اجلاء الناجين من الاعصار كاترينا المدمر.

وفيما تدفقت اعداد اضافية من الجنود على المدينة المدمرة، بدأت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش حملة علاقات عامة لمواجهة الانتقادات التي وجهت اليها بسبب تاخرها في معالجة اثار الاعصار المدمر الذي يخشى ان يكون قد خلف الاف القتلى.

وبدات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفلد في زيارة المناطق المنكوبة امس الاحد قبيل جولة جديدة سيبدأها بوش لتلك المناطق اليوم الاثنين,اما وزير الامن الداخلي مايكل تشيرتوف فيقوم من جانبه باجراء العديد من المقابلات التلفزيونية.

وقد اصبحت الحكومة في موقف الدفاع بعد ان اظهر استطلاع للرأي انقسام الاميركيين بشكل كبير بشان الطريقة التي عالج بها الرئيس بوش اثار الاعصار الذي اجتاح مناطق جنوب الولايات المتحدة الاثنين الماضي حيث قال ثلثا من شملهم الاستطلاع انه كان يتعين على الادارة الاميركية ان تكون اكثر استعدادا للكارثة.

وقد تسارعت جهود الاغاثة والانقاذ خلال اليومين الماضيين حيث تم اخلاء ملجأين كبيرين في نيو اورلينز امس الاول السبت ونقل عشرات الاف الناجين منهما بعد اسبوع من الاحتجاز في ظروف انعدام الامن والخوف والحرمان من المواد الاساسية.

غير ان مسؤولين صرحوا ان عددا غير محدد من السكان لا يزالوا في منازلهم,وصرح تشيرتوف للصحافيين "لا تزال اعداد من الناس تظهر مع انخفاض مستوى مياه الفيضانات حيث يبحثون عن مساعدة وانقاذ".

وبعد نحو الاسبوع على اسوأ كارثة طبيعية تجتاح البلاد لا تزال السلطات تحاول التغلب على اثار الاعصار الذي خلف السكان ومعظمهم من الفقراء والسود يصارعون وحدهم للبقاء على قيد الحياة.

وبالنسبة للكثير ممن تم انقاذهم فان عملية الاجلاء لم تكن آخر طريق المعاناة، حيث تردد ان الملاجئ التي اقيمت على مشارف المدينة المنكوبة لم تستطع قبول المزيد من الناجين الذين اكتظت بهم الحافلات الاتية من المدينة.

وقال رئيس مجلس نيو اورلينز اوليفر توماس انه رافق 200 شخص رفضتهم ثلاثة ملاجئ. واوضح "قيل لهم +لا تفكروا حتى في النزول من الحافلات+".

الجيش يسيطر على الامن في نيو اورلينز
الجيش يسيطر على الامن في نيو اورلينز
اما في مطار نيو اورلينز الذي تم تحويله الى مركز تجمع للمسنين والعجزة اضافة الى كونه مكانا لخروج سكان المدينة، يرقد العشرات من نزلاء دور العجزة والمستشفيات يحتضرون على نقالات وضعت على الارض.

وصرح القس مارك ريفز (43 عاما) من فريق المساعدة الطبية للكوارث ان "اعضاء هؤلاء الداخلية بدأت تتعطل عن العمل بعد ان اصيبت بالتسمم,انهم من ضحايا الاعصار,واضاف "لقد توفي 25 في هذا المكان حتى الان".

كما خيمت الشكوك على جهود الانقاذ حيث يخشى الاطباء من ان تتسبب المياه الراكدة والظروف الصحية السيئة في الملاجئ في انتشار مرض الكوليرا والتيفوئيد والملاريا وفيروس النيل الغربي.

واضطرت السلطات في مدينة بيلوكسي في الميسيسبي الى اجلاء المئات من احد الملاجئ بعد مخاوف من انتشار مرض الزحار (الديزنتاريا).

وامر بوش بارسال سبعة الاف جندي الى منطقة خليج المكسيك المنكوبة لمساعدة عشرات الاف اعضاء الحرس الوطني المنتشرين هناك. ودخل نحو ثلاثة الاف جندي من الكتيبة 82 المجوقلة مدينة نيو اورلينز السبت.

وتزامن وصولهم مع انتهاء عمليات الاجلاء الجوية والبرية الهائلة لاستاد "سوبر دوم" ومركز المؤتمرات اللذين انتشرت فيهما عمليات القتل والاغتصاب والسرقة.

ووقفت فرق التدخل السريع الخاصة على اهبة الاستعداد كذلك بعد ان تعهد المسؤولون بالضرب بيد من حديد على يد العصابات المسلحة التي سيطرت على المدينة عقب الاعصار.

ومع انخفاض مياه الفيضانات ببطء، ظهرت الجثث ملقاة في شوارع نيو اولينز. ولم يتوفر بعد تعداد شامل لعدد قتلى اعصار كاترينا، الا ان احد اعضاء مجلس الشيوخ قال ان العدد قد يصل الى عشرة الاف في ولاية لويزيانا وحدها.

وقال منسق وكالة ادارة الطوارئ الفدرالية مايكل براون ان اعمال الاغاثة في نيو اورلينز التي تنتشر فيها رائحة المخلفات البشرية والنفايات، فتحت مشرحة استعدادا لجمع الجثث المتعفنة.

وصرحت الادارة الاميركية انه لم يكن بامكانها التنبؤ بحجم الدمار الذي خلفه الاعصار,وشبه تشيرتوف الاعصار امس بقنبلة ذرية ضربت نيو اورلينز.

الا انه سيتم النظر في اداء الحكومة الفدرالية خلال الاسبوع الماضي حيث تستعد لجنة في مجلس الشيوخ الاميركية لفتح جلسات للتحقيق في استجابة الحكومة للكارثة.

بعض من سكان نيو اورلينز في احد الطرقات منتظرين المساعدات
بعض من سكان نيو اورلينز في احد الطرقات منتظرين المساعدات
وقد جهز البيت الابيض اسلحته الدفاعية امس الاحد لمواجهة الانتقادات حيث قامت وزيرة الخارجية، اكثر مسؤول اسود متنفذ في الادارة الاميركية، بجولة في موطنها الاصلي الاباما التي ضربها الاعصار.
ووضع رامسفلد خطة للقيام بجولة لتقدير الاحتياجات في لويزيانا والميسيسبي يرافقه فيها الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة.

وسيقوم بوش بثالث جولة تفقدية للمنطقة الاثنين، حسبما افاد البيت الابيض,وكان الرئيس حلق فوق المناطق المنكوبة بطائرته اثناء عودته من اجازته في مزرعته في تكساس الاربعاء وزار المنطقة الجمعة الماضية.

وجاء في استطلاع للرأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بالاشتراك مع شبكة "ايه بي سي" الاخبارية، ان 46 بالمئة من الذين شملهم يوافقون على طريقة تعامل بوش مع الكارثة بينما اعرب 47 بالمئة على عن معرضتهم لها.

وقال 51 بالمئة ان جهود الاغاثة التي قامت بها الحكومة الفدرالية لم تكن جيدا جدا او ضعيفة جدا بينما قال 48 بالمئة انها ممتازة او جيدة.

غير ان ثلثي من شملهم الاستطلاع قالوا انه كان يتعين على واشنطن ان تكون اكثر استعدادا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى