مساع للاعتراف الدولي بكهف أثري مهمل في البوسنة

> البوسنة «الأيام» رويترز :

>
كهف أثري مهمل في البوسنة
كهف أثري مهمل في البوسنة
تقول الأسطورة إن الجنيات كن يرقصن في الغرف الكبيرة بكهف فيترنيتسا في جنوب البوسنة ويقال إن الراقصات كن جميلات ولكن لا تظهر على الأرض آثار لاقدامهن المشقوقة.

واليوم يقول العلماء ان الكهف واحد من أغنى المناطق في العالم بالحياة البيولوجية تحت الأرض لكن الحرب والإهمال عطلت جهودا للاعتراف الدولي بكنوزه.

ووضع الكهف الذي يقع في جنوب البوسنة على مسافة 25 كيلومترا شمالي بلدة دوبروفنيك على قائمة أولية للامم المتحدة لمواقع التراث الأثري العالمي في ديسمبر كانون الأول الماضي فيما يعد خطوة أولى من عملية معقدة لوضعه رسميا على القائمة.

وقالت يانا بوديك منسقة الأبحاث برابطة الدراسات البيولوجية للكهوف في كرواتيا "هدفنا هو اثبات أن فيترنيكا هو أغنى كهف منفرد في العالم باثار الحيوانات تحت الأرض."

وقبل تقسيم يوغوسلافيا السابقة جرت اعمال تنقيب مكثفة في فيترنيتسا وفتح أمام الزوار. وبني ممر للسياح طوله كيلومتر واحد ومجهز بالأضواء الخاصة في الكهف الذي يمتد لمسافة 6.2 كيلومتر.

ولكن اثناء حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995 دمرت البنية الأساسية للكهف وجمع المباني الملحقة به مثل مركز الأرشيف ومكتب السياحة وفندق صغير احرقتها قوات صرب البوسنة.

والآن يجب على الزوار الراغبين في مشاهدة الكهف الاحتراس كذلك من الالغام الأرضية على امتداد الطريق المؤدي للكهف.

وقال مدحت اوسكوبليتش الذي يدعم المشروع باسم الأكاديمية البوسنية للفنون والعلوم "من أجل الاعتراف بكهف فيترنيتسا كموقع من التراث العالمي يجب ان نتخلص من الألغام ونبني طريقا لائقا. يجب... أن نظهر أننا نهتم."

وتقول الجمعية الدولية لعلوم الاحياء تحت الأرض إنه عثر على أكثر من 30 سلالة حيوانية تحت الأرض في فيترنيتسا منها قواقع الكهوف ونوع من العناكب ونوع من الروبيان (الجمبري) ونوع من الدود والثعبان المائي متعدد الرؤوس الوحيد في العالم.

وقالت انا باكسيتش وهي عالمة في الكهوف في كرواتيا وعضو في مجموعة بحث دولية في الكهوف "الحياة في الكهوف نادرة للغاية... وفيترنيتسا الذي يضم 86 سلالة يعد من أكثر المناطق غنى."

ويصدم الزوار برياح عاتية لدى دخولهم قبو فيترنيتسا المنخفض. ثم يمرون في انفاق مظلمة تتسع إلى غرف فسيحة.

وتحتوي الكهوف على رسوم نادرة لفرسان وصيادين تشبه فنون الرسم على شواهد القبور في البوسنة في العصور الوسطى وانقاض قصر صيفي من القرن السادس عشر كان مملوكا لنبيل محلي كان يستخدم الرياح القوية كجهاز طبيعي لتكييف الهواء.

ويعتقد بعض العلماء أن فيترنيتسا وتعني "كهف الهواء" هي في واقع الأمر شبكة متعددة الطوابق من القنوات والغرف والانهار الصغيرة والبحيرات تمتد حتى البحر الادرياتيكي.

انها النموذج الأولي للكارست وهو نظام صرف تحت الأرض من الحجر الجيري تشتهر به منطقة البلقان.

يقول المدافعون عن الموقع أن كل هذه اسباب تجعله يستحق ان يضم إلى قائمة الميراث الأثري للعالم إلى جانب مواقع تعتبر ذات قيمة كبيرة للعالم.

ويقول ايفو لوسيتش العضو في رابطة رافنو لعلماء الكهوف بالقرب من فيترنيتسا إن العمل الحقيقي لبلوغ هذا الهدف قد بدأ لتوه.

وقال لوسيتش "فيما يتعلق بالنواحي الطبيعية لفيترنيتسا تسير الامور بشكل جيد لكن المشكلة الرئيسية ستكون في النواحي الاجتماعية" مضيفا أنه ليس هناك مؤسسة حكومية لادارة الكهف.

ووضع كهف فيترنيتسا تحت حماية الدولة في عام 1950 لكن البوسنة قسمت بعد الحرب إلى منطقتين تتمعان بالحكم الذاتي منطقة لاتحاد المسلمين والكروات ومنطقة لصربيا. والآن ليس هناك قانون يحكم حالة المواقع الطبيعية وليس هناك مؤسسة حكومية تحميها.

وخصصت الحكومة الاتحادية اموالا لاعادة إضاءة المكان ويعمل الخبير الاسترالي نيل كيل على تصميم أفضل نظام إضاءة للكهف الذي يراه الزوار الآن باستخدام اضواء كاشفة محمولة.

وقال اوسكوبليتش إن اكاديمية الفنون والعلوم ومقرها في سراييفو ستقترح إقامة معهد يتولى إدارة الكهف.

ويقول مساندو الكهف إن بعض المشكلات تلوح في الأفق مثل مشروع خطة للحكومة الكرواتية لبناء قطاع من طريق سريع على البحر الادرياتي في المنطقة المحيطة بالكهف.

وقال لوسيتش بمرارة وهو جالس امام الكهف "لن نسمح بحدوث ذلك... سنستلقي في موقع البناء وليمروا فوق اجسامنا."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى