ممارسات رعناء تسيء لسمعة ميناء عدن

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
إذا قام أي باحث بإجراء دراسة أو بحث عن ميناء عدن عبر كل مراحل التاريخ سيخلص الى أن هذا الميناء اكتسب عراقته عبر التاريخ بفضل عدد من المقومات، منها هبات الله لهذا الميناء ومنها وضوح العلاقات وسلامة الاجراءات وسرعة انجازها.

تأثرت سمعة ميناء عدن كثيرا في العقد الأخير وساهم المناخ العام الى حد كبير في تكريس ممارسات خارجة عن القانون لم يألفها ميناء عدن، الذي حكمته سلطة النظام والقانون، لأن الميناء يعمل من خلال دوائر متخصصة تسترشد بالقانون واللوائح وتسير بوتيرة انسيابية ويقترن ذلك بالمورد البشري المؤهل والذي تراكمت معرفته وخبرته بتقادم الزمن.

نسمع بين حين وآخر عن ممارسات خارجة عن القانون وممارسات الكيل بمكيالين، والسكوت عنها يدفع بالتوجس في نفوس السكان المدنيين الذين يعنيهم ازدهار هذا الميناء والحفاظ على سمعته والتمسك بعراقته، ومن تلك الممارسات الرعناء التي فاحت رائحتها مؤخرا:

1- جمارك جمهورية الحديدة وجمارك جمهورية عدن
وصلت الى ميناء عدن قبل أكثر من اسبوعين حاوية فيها 220 كرسيا متحركا للمعاقين وضحايا الألغام من أمة محمد، وهي هدية مقدمة من جمعيات خيرية كندية من أمة عيسى، وقد جرت العادة في السنوات الأخيرة أن تتلقى بلادنا مساعدات كندية عبر برنامج التعاون الكندي في صنعاء الذي يشرف عليه الاخ فؤاد جوهري، وهو رجل معروف بدماثة الخلق وبراءة الذمة، وهما نعمتان من الله في هذه البلاد قل أن تلمسهما في واقع المعايشة.

خوّل البرنامج الكندي الجهة اليمنية المستفيدة بسحب الشحنة وتصريفها للمعاقين اليمنيين مجانا، وهي الحقيقة التي جسدتها الوثائق المقدمة والتي لم يستوعبها مكتبا مصلحة الجمارك ومصلحة الضرائب في الحديدة، ولذلك استنكر اخواننا في صندوق المعاقين بصنعاء الاسلوب الذي تم التعامل به مع الهدية الكندية التي وصلت مؤخرا الى ميناء عدن عندما طولبت الجهة اليمنية المعنية بعدن بدفع ضريبة مبيعات ورسوم جمركية.

2- خفر السواحل وحالة تخبط مسيئة
اقدم احد الاطقم العسكرية العائمة لمصلحة خفر السواحل يوم الجمعة الموافق 2 سبتمبر 2005م على اعتراض أحد زوارق الخدمة في الميناء واحتجاز قبطان وبحارة الباخرة (صفاء) وكان معهم احد المساحين ويحمل الجنسية الامريكية، قدم من دبي لفحص الباخرة قبل إبحارها.

اتصل الأخ علي عولقي، وكيل الباخرة بقيادة المصلحة والعمليات ملتمسا إطلاق سراح الزورق وطاقم الباخرة وإحضارهم الى رصيف السواح، حيث يتواجد رجال الجمارك والأمن البحري والأمن السياسي الذين يمثلون الجهات المعنية بالأمر، وباءت كل جهوده بالفشل.

مبدأ تقسيم العمل غائب داخل المصلحة أو ما يسمونها «قطاع خليج عدن» الذي يمارس مهامه من خلال إدارات عاملة، إلا أن هناك تداخلات وتخبطاً، فهذه الإدارة لا تفهم مهامها أو مهام الإدارات الأخرى بسبب غياب اللائحة المنظمة، وبقاء المصلحة على هذا الحال ينذر بكارثة مدمرة لسمعة ميناء عدن.

3- حرب إبادة على الابقار بميناء عدن
وصلت باخرة هندية الى ميناء عدن في 31 اغسطس 2005م قادمة من الصومال وعلى متنها 1000 رأس من الغنم و100 رأس من البقر (أوردت «الأيام» تفاصيل الخبر يوم السبت الموافق 3 سبتمبر 2005م).

سبق لميناء عدن أن استقبل عدة شحنات مماثلة، إلا أن أصحاب الشحنة فوجئوا عند استكمال إجراءات إنزالها بتعليمات تفيد بتوجيه الشحنة إلى المخا وتكبيد أصحابها تكاليف رحلتي الذهاب والإياب وحلال الانفاق وحرامه، مع أن ميناء عدن صاحب ريادة في كافة الخدمات منها خدمات الطب البيطري.

بعد اليوم الخامس من الوصول تم إطلاق سراح الاغنام، فيما ظلت الابقار اسيرة حصار الجوع والظمأ ومهددة بالموت على مرأى ومسمع من كل خلق الله في الميناء، وناشد المستورد الجهات المعنية عبر «الأيام» بتعجيل توجيهاتها بإنزال الشحنة وفحصها وفقا للقانون وتقديم العلف والماء رحمة بالبهائم قبل أن تتعرض للنفوق فيبوء المسؤولون بغضب من الله.

أعيدوا لعدن وجهها المشرق ولمينائها تاريخه العريق وطهروا الميناء من الفاسدين والعابثين بأرواح البشر والبهائم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى