قضية بعنوان (يرحلون غرباء)

> «الأيام الرياضي» سند حسين شهاب:

> ( الاتحاد الذي قد كنت أنا عده فريق له اشتهار بالعزم والشدة وسمعته ماجدة من لحج لاخلف جده)...نعم هذا هو الاتحاد اللحجي الذي كتب فيه شاعره وشاعر الرياضة الأول في اليمن مسرور مبروك هذه الأبيات، وهذا الاشتهار أو الشهرة لهذا الفريق لم تأت بضربة حظ أو بقراءة فنجان، لكنها رحيق لجهود رجال أعطوا لفريقهم كل ما يملكون من عزم وشدة، فأضحت شهرته تجتاز لحج لتصل إلى بلاد الحرمين في المملكة العربية السعودية إن لم تتجاوزها، وليس للقافية الشعرية هنا مكان، إلا للتأكيد على شهرة الفريق وبمعيار ذاك الزمان الجميل.

ما كدت أبلغ الأستاذ سعيد الرديني مدير تحرير «الأيام الرياضي» بوفاة اللاعب الشهير أحمد سيل الكبيد إلا ويبلغني بوفاة اللاعب الأشهر أحمد عبدالكريم عطا، حينها عدت بالذاكرة في اتجاهين الأول أبيات مسرور الشعرية التي بدأنا بها الموضوع، وثانيهما هي فترة الثمانينات من القرن الفارط، التي كنت ألتقي فيها كثيراً باللاعب أحمد عبدالكريم عطا في ملعب الحبيشي بعدن، فقد كان أحمد عبدالكريم عطا واحداً من لاعبي الاتحاد اللحجي اتفق عليه الكل بأنه كان من أشهر مهاجمي الاتحاد، ولولا شهرة بيليه لحج عبدالله عوض شادي، التي طغت على الجميع، لكان أحمد العطا أشهر مهاجم في لحج وحتى عدن، وهذا بشهادة عدد من نقاد عدن أنفسهم التي لعب عطا لبعض أنديتها.

كان الفقيد أحمد عبدالكريم عطا أو (أحمد رمزي)، كما كان يطلق البعض عليه تيمناً بالممثل المصري الشهير أحمد رمزي، على قدر كبير من الثقافة والأناقة والبساطة، وكان حريصاً على دخول ملعب الحبيشي كلما تناهى إلى سمعه أن فريقاً لحجياً سيلعب اليوم، كما كان يحلو للبعض من أبناء عدن أن يقولوا له وبالذات فريق الطليعة حتى فئة الشباب، لأنه كان يذكره بعز الاتحاد اللحجي في الأيام الخوالي، غير أن ما كان يؤلم الرجل حينها أن لاعبي الطليعة أو لاعبي لحج لم يكونوا بمستوى رجال الاتحاد في أيامنا، كما كان يردد لي دائماً تعقبها ضحكة ممزوجة بالحسرة: « لقد ملأنا هذا الملعب يا سند لعباً وفناً ورجوله وصنعنا أمجاداً تعانق الشمس فأين هؤلاء الذين يلعبون اليوم منا؟» فكنت أواسيه بقولي لكل زمان رجاله.. وعند زيارة الرجل إلى مسقط الرأس لحج، كنا لا نسمع منه إلا تلك الآهات على زمن كانت لحج فيه هي الطليعة في كل شيء وأصبحت لا شيء - والكلام المصحوب بالحسرة لازال لعطا.

وتقلبت الأحوال ومرت السنون ومات رجال الاتحاد واحداً تلو الآخر ومات أحمد عبدالكريم عطا، غريباً عن لحج التي أعطاها شهرة تتجاوز الحدود وأعطته تجاهلاً فاق الحدود، وقبله مات الحسيني غريباً عن وطنه، والباقون سائرون على نفس المصير.

رحم الله فقيدنا عطا، وكل رجال الاتحاد وأسكنهم فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى